الحرس الثوري يؤكد مقتل سليماني؛ خامنئي: انتقام صعب بانتظار المجرمين

مصادر في البنتاغون: ترامب صادق على عملية اغتيال قاسم سليماني بواسطة طائرات بلا طيار * سليماني وصل إلى مطار بغداد الدولي قادمًا من سورية

الحرس الثوري يؤكد مقتل سليماني؛ خامنئي: انتقام صعب بانتظار المجرمين

أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني

أكد الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الجمعة، مقتل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني في بغداد، فيما أعلن "الحشد الشعبي، مقتل سليماني برفقة نائب رئيس "الحشد"، أبو مهدي المهندس، في غارة أميركية استهدفت ليل الخميس - الجمعة سيارتهما في بغداد. 

وتوعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بـ"انتقام صعب في انتظار المجرمين" في أعقاب اغتيال سليماني. وأضاف أنه يعرف جميع الأصدقاء وكذلك الأعداء، أن خط جهاد المقاومة سوف يستمر في تحفيزه مضاعفًا. وشدد على أن "فقدان هذا القائد العزيز والغالي أمر مر"، لكن استمرار الكفاح وتحقيق النصر النهائي سيجعل القتلة والمجرمين أكثر مرارة، حسب تعبيره، وأعلن الحداد العام في إيران لثلاثة أيام.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش قتل قاسم سليماني بناء على تعليمات الرئيس، وأنه إجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج. وقالت الوزارة في بيانها إن سليماني أقر الهجمات الأخيرة على السفارة الأميركية في بغداد، وكان يطور خططا تستهدف الدبلوماسيين والجنود الأميركيين في الشرق الأوسط، وأضافت أن قتله يهدف لردع خطط إيران.

وادعى البنتاغون أن "سليماني وفيلق القدس التابع له، مسؤولان عن مقتل مئات من القوات الأميركية وقوات التحالف".

بيان خامنئي

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول في الجيش العراقي، قوله إن قاسم سليماني وصل لمطار بغداد الدولي بطائرة قادما من سورية.

ونقلت مجلة "نيوزويك "عن مصدر في البنتاغون قوله إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صادق على عملية اغتيال سليماني بواسطة طائرات بلا طيار ونشر ترامب، فجر اليوم صورة للعلم الأميركي على حسابه في "تويتر" بعد مقتل سليماني.

وقال متحدث باسم "الحشد الشعبي" لوكالة رويترز إن الأميركيين والإسرائيليين خلف اغتيال سليماني والمهندس. وكان "الحشد" قد أعلن قبل ذلك عن مقتل خمسة من أعضائه وقيادته كانوا في استقبال ضيوف في المطار.

وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إن واشنطن  نفذت ضربات ضد هدفين لهما صلة بإيران في بغداد، مساء الجمعة. وأكد مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون لمجلة "نيوزويك" مقتل سليماني والمهندس. وقال إننا "ننتظر تحليل الحمض النووي، الذي من المرجح جدًا أن يؤكد هوية الهدفين".

وأكدت قناة "العراقية"، مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، المهندس، في القصف الذي استهدف موكبا قرب مطار بغداد الدولي، ليل الخميس - الجمعة. وذكرت وكالة "فرانس برس" أن 8 أشخاص قتلوا في القصف. ونقلت عن مصدر أمني قوله إن "الحصيلة الأولية هي ثمانية شهداء".

ويثير هذا الاغتيال المخاوف من أن يؤدّي إلى تصعيد كبير في المواجهة الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي شهدت قبل ثلاثة أيام هجوما غير مسبوق، شنّه مناصرون لإيران على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية. 

من مكان الاستهداف في بغداد (تويتر)

وأوضح مصدر أمني عراقي أن قتيلا ثالثًا في صفوف "الحشد الشعبي"، وهو محمد الجابري، مسؤول العلاقات بـ"الحشد". 

وبدأ التصعيد بعد أنباء عن سقوط 3 صواريخ "كاتيوشا" في محيط مطار بغداد الدولي، قرب مقر الوحدات الاستشارية للتحالف الدولي، قالت مصادر إنها وهمية، فجاء الرد بانطلاق صواريخ أميركية في أعقاب استهداف مقر التحالف الدولي.

وذكرت خلية الإعلام الأمني التي يديرها الجيش العراقي في بيان، أن ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد الدولي. وأضافت أن الصواريخ سقطت قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين وإصابة عدد من المواطنين.

من مكان الاستهداف في بغداد (تويتر)

جاء ذلك بعد ساعات من تحذير وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، مساء الخميس، إيران ووكلائها، أن الولايات المتحدة لن تقبل الهجمات المستمرة ضد قواتها في المنطقة. وقال إسبر في تغريدة عبر "تويتر": "إلى إيران وميلشياتها بالوكالة: لن نقبل الهجمات المستمرة ضد أفراد وقواتنا في المنطقة".

وأضاف: "سنواجه الهجمات ضدنا بردود فعل في وقت وطريقة ومكان من اختيارنا. نحث النظام الإيراني على إنهاء الأنشطة الخبيثة".

وفي وقت سابق، الخميس، قال إسبر، إن إيران ووكلاءها ربما يخططون لمزيد من الهجمات على مصالح أميركية في الشرق الأوسط. وأضاف في تصريحات للصحافيين في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون)، أن "الولايات المتحدة لديها مؤشرات على إمكانية حدوث مزيد من الاستفزازات الإيرانية، ستتخذ الولايات المتحدة إجراء وقائيا إذا كان لديها تحذيرات كافية"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

والأربعاء الماضي، أعلنت سفارة واشنطن لدى بغداد، تعليق كافة العمليات القنصلية حتى إشعار آخر، على خلفية احتجاجات عنيفة أمام مجمع السفارة على مدى يومين، قبل انسحاب المتظاهرين استجابة لمناشدة من الحكومة.

والثلاثاء الماضي، اقتحم عشرات المحتجين حرم السفارة الأميركية في بغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب العراقية من إبعادهم إلى محيط السفارة.

اقرأ/ي أيضًا | من هو قاسم سليماني؟

يأتي هذا التطور ردا على غارات جوية أميركية، الأحد الماضي، استهدفت مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار غربي العراق، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلا و48 جريحا بين مسلحي الكتائب.

وشنت الولايات المتحدة الضربات الجوية ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين، قتل خلال إحداها مقاولا مدنيا أمريكيا قرب مدينة كركوك، شمالي العراق.

التعليقات