100 يوم للاحتجاجات: الآلاف يتوافدون لساحة التحرير في بغداد

ناشطو الاحتجاجات دعوا إلى "مليونية"، وقوات الأمن تفرض إجراءات مشددة وسط بغداد، وخاصة في المنطقة الخضراء، والسيستاني يندد بالهجمات التي تبادلتها الولايات المتحدة وإيران ويحذر من التدخل الخارجي بحال استمرار الأزمة الداخلية

100 يوم للاحتجاجات: الآلاف يتوافدون لساحة التحرير في بغداد

محتجون في بغداد، أول من أمس (أ.ب.)

غصّت ساحة التحرير في بغداد، ظهر اليوم الجمعة، بآلاف المحتجين، تلبية لنداء أطلقه ناشطون للمشاركة في "مليونية"، بمناسبة مرور 100 يوم على انطلاق التظاهرات في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما حذر المرجعية الدينية العليا للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، من تدخلات خارجية وندد بالهجمات التي تتبادلها الولايات المتحدة وإيران.

وأشار نشطاء في هذه الاحتجاجات إلى أنه يتوقع أن تشهد ساحة التحرير، اليوم، "أكبر تظاهرة ضد الفاسدين وقتلة المتظاهرين في بغداد والمحافظات".

وفرضت قوات الأمن العراقية، مساء أمس، إجراءات أمنية مشددة وسط بغداد، وعززت تواجدها قرب ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، المحصنة أمنيا والتي تضم مقار الحكومة والبرلمان وكذلك السفارة الأميركية.

وقال النقيب أحمد خلف، وهو ضابط في شرطة بغداد، إن "قيادة عمليات بغداد فرضت إجراءات أمنية مشددة مساء الخميس، قرب مناطق الاحتجاجات، بالإضافة إلى محيط المنطقة الخضراء والمناطق الحيوية الأخرى". وأضاف أن "الإجراءات الأمنية جاءت بسبب الدعوة لتظاهرة واسعة في بغداد اليوم".

من جانبه، ندد السيستاني، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء، اليوم، بالهجمات التي تبادلتها الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق، وحذر من تدهور الأمن في البلد والمنطقة على نحو أشمل نتيجة المواجهة بين واشنطن وطهران.

وأكد السيستاني على أن هذه الهجمات تنتهك سيادة العراق، وأنه لا ينبغي السماح للقوى الخارجية بتحديد مصير البلد.

كذلك حذر السيستاني من التدخل الخارجي في حال استمرار أزمة العراق الداخلية، وانتقد ضعف السلطات العراقية في مواجهة "انتهاكات" إيران وأمريكا.

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 499 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح.

والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، الذين سقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع كانون أول/ديسمبر الماضي، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003.

كما يطالب المتظاهرون باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج، وخاصة إيران، يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.

التعليقات