قبيل مؤتمر برلين: التوتر الليبي يطال المنشآت النفطية

أقدم مؤيدون للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، أمس الجمعة، على اقتحام ميناء الزويتينة النفطي شرقي البلاد وإيقاف التصدير منه، بعد ساعات على تحذير مؤسسة النفط من تلك الخطوة.

قبيل مؤتمر برلين: التوتر الليبي يطال المنشآت النفطية

(أ ب)

أقدم مؤيدون للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، أمس الجمعة، على اقتحام ميناء الزويتينة النفطي شرقي البلاد وإيقاف التصدير منه، بعد ساعات على تحذير مؤسسة النفط من تلك الخطوة.

وقالت مصادر محلية، لوكالة الأناضول، إن مئات من مؤيدي حفتر اقتحموا الميناء وطالبوا موظفيه بإقفاله؛ بدعوى أن أموال بيع النفط تستخدمها حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليًا.

وتوقعت المصادر ذاتها، نية المحتجين على إقفال حقول ومواني نفطية أخرى خلال الساعات القادمة، وذلك استنادا لبيان أصدره المحتجون قبيل إغلاق ميناء الزويتينة.

وأعلن المحتجون في البيان، عزمهم إيقاف تصدير النفط من جميع الموانئ بدءًا بميناء الزويتينة، حسب المصادر.

و لم يصدر تعليق فوري من قوات حفتر أو حكومة "الوفاق" على تطورات الوضع، غير أن "مؤسسة النفط الليبية" كانت قد حذرت في وقت سابق الجمعة، من مغبة إغلاق المنشآت والموانئ النفطية.

وجاء تحذير مؤسسة النفط التابعة للحكومة، عقب مطالبات من مؤيدي حفتر، بإغلاق الموانئ التي سيطر عليها، بدعوى أن إيراداتها تصب لصالح الحكومة التي يقاتلها حفتر في طرابلس.

وأدانت مؤسسة النفط، في بيان، "الدعوات لإقفال الموانئ النفطية استباقًا لمؤتمر برلين الذي سيُعقد يوم الأحد".

وعلق رئيس مجلس إدارة المؤسسة مصطفى صنع الله، قائلا إن "قطاع النفط والغاز هو شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد الليبي وهو مصدر الدخل الوحيد للشعب الليبي".

وأضاف صنع الله أنّ "المنشآت النفطية هي ملك للشعب الليبي، ولا يجب استخدامها كورقة للمساومة السياسية"، مبينًا أن "لوقف إنتاج النفط وتصديره عواقب وخيمة على الاقتصاد من السهل التنبّؤ بها (...)، سنواجه انهيارا في سعر الصرف، وسيتفاقم العجز في الميزانية إلى مستوى لا يمكن تحمله، كما سنشهد مغادرة الشركات الأجنبية، وسنتكبد خسائر في الإنتاج قد نستغرق سنوات عديدة لاستعادتها".

وتشرف قوات حفتر على تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى (الهلال النفطي) والبريقة ومدينة طبرق على الحدود المصرية، فيما تدير تلك المنشآت مؤسسة النفط التابعة لحكومة الوفاق، التي لا يعترف المجتمع الدولي بغيرها مسوقا للنفط الليبي.

وتضم منطقة "الهلال النفطي" 4 موانئ نفطية (الزويتينة، البريقة، راس لانوف، والسدرة)، وتقع بين مدينتي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) وسرت (450 كلم شرق طرابلس)، وتحوي حقولا نفطية يمثل إنتاجها نحو 60 بالمئة من صادرات ليبيا النفطية إلى الخارج.

وبلغ إنتاج ليبيا، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، 1.167 مليون برميل يوميًا، حسب منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".

وتستعد العاصمة الألمانية برلين الأحد لاستضافة مؤتمر حول ليبيا بهدف ترسيخ الهدنة الميدانية ومنع التدخلات الأجنبية، لا سيما عبر تقديم الدعم العسكري.

كما سيتم اقتراح حظر على توريد الأسلحة لاطراف النزاع، والعمل على ايجاد توافق سياسي دولي لحل الأزمة الليبية بعيدا من الحل العسكري.

وتعاني ليبيا التي لديها أكبر احتياطات نفط في القارة الإفريقية، من العنف وصراعات السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 في أعقاب انتفاضة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتشن القوات الموالية للمشير حفتر والتي تقع معظم الحقول النفطية تحت سيطرة قواته، في نيسان/أبريل 2019 هجوما باتجاه طرابلس للسيطرة عليها.

وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من 280 شخصا قتلوا إضافة إلى أكثر من ألفي مقاتل، فضلا عن نزوح 146 ألفا.

ولا يزال اتفاق وقف إطلاق النار وفق المبادرة التركية - الروسية، الذي بدأ الأسبوع الماضي، ساريا رغم تبادل الطرفين اتهامات بخرقه.

التعليقات