مظاهرات في بغداد ومدن الجنوب رفضا لتكليف علاوي تشكيل حكومة

المحتجون يطالبون بتسمية رئيس وزراء مستقل سياسياً لم يعمل في الحكومة، ويعتبرون أن ذلك لا ينطبق على علاوي. ففي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، رفع متظاهرون لافتة تقول "محمد علاوي مرفوض، بأمر الشعب!"

مظاهرات في بغداد ومدن الجنوب رفضا لتكليف علاوي تشكيل حكومة

محتجون في ساحة التحرير في بغداد، اليوم (أ.ب.)

تُنظم في بغداد ومدن جنوب العراق اليوم، الأحد، احتجاجات مناهضة للحكومة ورافضة لتكليف وزير الاتصالات الأسبق، محمد توفيق علاوي، بتشكيل الحكومة العراقية، بعد أشهر من الاحتجاجات والشلل السياسي.

وجرى الإعلان عن تسمية علاوي رئيساً للوزراء، مساء أمس، بعد توافق توصلت إليه الكتل السياسية بشق الأنفس، بهدف الوصول إلى بديل عن رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، الذي إستقال منذ شهرين تحت ضغط الشارع.

وتعيش بغداد ومدن وجنوب البلاد ذو الغالبية الشيعية، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجات مطلبية تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة وتسمية رئيس وزراء مستقل ومحاربة الفساد وملاحقة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين.

ويطالب المحتجون بتسمية رئيس وزراء مستقل سياسياً لم يعمل في الحكومة، ويعتبرون أن ذلك لا ينطبق على علاوي. ففي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، رفع متظاهرون لافتة تقول "محمد علاوي مرفوض، بأمر الشعب!".

وأمضى شبان مقنّعون، الليل وهم يشعلون إطارات سيارات في الشوارع التي ما زال عدد منها مغلقا اليوم، تعبيراً عن غضبهم من تكليف علاوي. وفي مدينة الديوانية جنوب العراق، توجه متظاهرون إلى المقار الحكومية للمطالبة بإغلاقها وتوقفها عن العمل، فيما بدأ طلاب ثانويات وجامعات اعتصامات.

وفي الحلة، التي تبعد 100 كلم إلى الجنوب من بغداد، أغلق متظاهرون طرقا رئيسية وجسورا بإطارات مشتعلة، احتجاجا على تولي علاوي رئاسة الوزراء، رافعين صورا منددة به وهم يهتفون "علاوي ليس اختيار الشعب!".

توافد مئات الطلاب إلى شوارع تؤدي الى ساحة التحرير الرمزية، المعقل الرئيسي للاحتجاج في بغداد، حاملين صورا لمحمد علاوي وقد رسمت إشارة X باللون الأحمر على وجهه.

,بدأ علاوي مشواره السياسي في العام 2003، عندما انتخب نائباً في برلمان ما بعد سقوط نظام صدام حسين، عقب الغزو الأميركي للبلاد. وعيّن وزيراً للاتصالات في 2006 واستقال في 2007، ثم عاد نائباً في 2008 ليخلف نائبة توفيت وفاز بعضوية المجلس في 2010 أيضا.

في العام نفسه، عيّن مجدداً وزيراً للاتصالات في حكومة نوري المالكي، لكن تلك الفترة لم تكتمل، وطبعت سيرته السياسية باستقالته من الحكومة، في آب/أغسطس في 2012. ويومها اتهم علاوي المالكي بغضّ النظر عن عمليات فساد يقوم بها مقربون منه.

وقال علاوي (65 عاماً)، في فيديو نشره عبر صفحته على "فيسبوك" متوجهاً إلى الشعب والمتظاهرين المحتجين باللهجة العراقية، "الآن أنا موظف عندكم، وأحمل أمانة كبيرة (...) وإذا لم أحقق مطالبكم، فأنا لا أستحق هذا التكليف. وبعد أن كلفني رئيس الجمهورية (برهم صالح) تشكيل الحكومة قبل قليل، قررت أن أتكلم معكم قبل أن أتكلم مع أي أحد، لأن سلطتي منكم".

وفي أول خطاب رسمي وجهه للعراقيين، تعهد علاوي تنفيذ مطالب الشارع، وخصوصاً الانتخابات المبكرة وحقوق ضحايا التظاهرات.

ورحب رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، بتكليف علاوي واعتبره "خطوة جيدة". وقال الصدر إنه عندما أيد الاحتجاجات، في تشرين الأول/أكتوبر، كان أتباعه الأكثر تنظيماً وتجهيزاً بين المتظاهرين المناهضين للحكومة. لكنه طالب أنصاره، اليوم، بالتعاون مع قوات الأمن لإعادة فتح المدارس والشوارع، وهو عكس ما يقوم به المحتجون في عموم العراق. وقال الصدر في رسالة عبر "تويتر"، إنه "لا بُد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها".

واعتبر المحتجون رسالة الصدر ودعمه لعلاوي خيانة، وهتفوا في ساحة الطيران وسط بغداد "مرفوض بأمر الشعب لا تغرد إنت بكيفك"، وأخرى "ثورة شبابية ما حد قادها".

التعليقات