اعتقال أمراء في السعودية: تساؤلات حول انقلاب مزعوم وصحة الملك

ذكرت تقارير صحافية أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وقع شخصيا على أمر اعتقال الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز، وسط أنباء تشير إلى أن الاعتقالات تم بزعم التخطيط لمحاولة انقلاب مزعومة، فيما طرحت تساؤلات حول صحة

اعتقال أمراء في السعودية: تساؤلات حول انقلاب مزعوم وصحة الملك

(أ ب)

ذكرت تقارير صحافية أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وقع شخصيا على أمر اعتقال الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز، وسط أنباء تشير إلى أن الاعتقالات تم بزعم التخطيط لمحاولة انقلاب مزعومة، فيما طرح حساب المنتقد للعائلة المالكة في السعودية على تويتر، "مجتهد"، تساؤلات حول صحة الملك، مرجحًا أن الاعتقالات بالعشرات.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن ولي العهد محمد بن سلمان "اتهم المعتقلين الثلاثة، الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير محمد بن نايف ونجله، بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية للقيام بانقلاب".

وقالت ثلاثة مصادر للوكالة، أحدها مصدر إقليمي، إن المعتقلين تلقيا مكالمة هاتفية تبلغهما بأن ولي العهد يريد مقابلتهما في الديوان الملكي، قبل أن يتم أخذهما إلى الحجز. من جهة أخرى، قال مصدران لـ"رويترز" إن الأمير أحمد، شقيق العاهل السعودي، أُخذ من منزله.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نبأ احتجاز الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير محمد بن نايف أمس، الجمعة، وقالت إن ذلك له صلة بمحاولة انقلاب مزعومة، فيما امتنع المكتب الإعلامي للحكومة السعودية من الرد على طلب من "رويترز" للتعليق.

وقال المصدر الإقليمي إن ولي العهد الأمير محمد "اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، مع الأميركيين وغيرهم، لتنفيذ انقلاب". وأضاف: "عزز الأمير محمد بن سلمان بهذه الاعتقالات قبضته على السلطة بالكامل. انتهى الأمر بعملية التطهير هذه"، مشيرا إلى أنه لم يعد أمامه الآن أي منافسين يمكن أن يعترضوا اعتلاءه العرش.

وصرّح مصدر آخر لـ"رويترز" بأن الأمراء متهمون "بالخيانة". وقال مصدر ثالث إنهم كانوا يناقشون تنفيذ انقلاب بدعم من قبائل نافذة، لكن تلك النقاشات لم تصل إلى مرحلة متقدمة. ولم يتضح مكان احتجاز الأمراء الثلاثة، وما من سبيل للتواصل معهم للتعليق على ما قيل عن التخطيط لانقلاب.

ونقلت الوكالة عن مصدرين وصفتهما بالـ"مطلعين على الأمر"، إن الأمير محمد بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة، وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحافي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018، وتعرض البنية التحتية النفطية السعودية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.

وأضافا أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.

ونقلت "رويترز" عن سعوديين مطلعين ودبلوماسيين غربيين أنه من غير المرجح أن تعارض الأسرة الحاكمة ولي العهد أثناء حياة الملك سلمان (84 عاما) مدركة أن من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه.

علما بأن العاهل السعودي فوّض معظم مسؤوليات الحكم إلى نجله ولكنه ما زال يرأس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء ويستقبل الضيوف الأجانب.

في المقابل، ذكر حساب "مجتهد" على تويتر إلى أن الاعتقالات قد تكون مؤشرًا على أن "الملك توفي أو يحتضر"، مشيرًا إلى أن "المعتقلين من العائلة بالعشرات وليس فقط أحمد وأبناء نايف".

وأكد أن "الموظفين في الديوان والقصر والحرس الملكي أُخبروا أن الملك لا يمكن الوصول إليه لأسباب صحية".

وبحسب "مجتهد"، فإن "بن سلمان ينوي إعلان بيان منسوب للملك بالتنحي وتنصيبه ملكا"، واكتفى "مجتهد" بذلك، متعهدًا بنشر المزيد من التفاصيل لاحقًا.

ولم يظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز بشكل كبير منذ عودته إلى الرياض في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2018 بعد شهرين ونصف الشهر في الخارج.

وخلال هذه الرحلة بدا أنه ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين خارج مقر إقامة بلندن كانوا يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.

وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017. وأضافت المصادر أنه تم فرض قيود ومراقبة تحركات الأمير محمد بن نايف منذ ذلك الوقت.

وتحرك الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لتعزيز سلطته منذ توليه ولاية العهد بعد استبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف في 2017. واحتجز الأمير محمد العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في ما زعم أنها "حملة لمكافحة الفساد"، في وقت لاحق من ذلك العام.

وتأتي عملية الاحتجاز الأخيرة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران ومع تنفيذ الأمير محمد بن سلمان تغييرات اجتماعية واقتصادية غريبة على السعودية، من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

ولاقى الأمير انتقادات دولية واسعة بسبب الحرب المدمرة في اليمن وقتل خاشقجي واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.

التعليقات