الأردن: مخطط الضم الإسرائيلي سيقود إلى "صراع طويل وأليم"

الصفدي: "تنفيذ إسرائيل قرار الضم سيقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل ما يشكل خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين"، والخارجية الأردنية ترسل مذكرة احتجاج لإسرائيل لقيامها بأعمال في الحائط الغربي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة

الأردن: مخطط الضم الإسرائيلي سيقود إلى

الصفدي ووزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، عام 2018 (أ.ب.)

حذر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، من أن المنطقة تقف على مفترق طرق حاسم، إما "سلام عادل" عن طريق حل الدولتين أو "صراع طويل أليم" نتيجة مخطط إسرائيل بضم مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة. كما أرسل الأردن مذكرة احتجاج لإسرائيل لقيامها بأعمال في الحائط الغربي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة.

وأكد الصفدي خلال اتصال عبر تقنية الفيديو مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الأردنية، أن "المنطقة كلها تقف على مفترق حاسم، فإما سلام عادل طريقه حل الدولتين وإما صراع طويل أليم سيكون النتيجة الحتمية لقرار الضم".

وشدد على أن "تنفيذ إسرائيل قرار الضم يعني اختيارها الصراع بدل السلام، وتتحمل هي مسؤولية انعكاساته الخطرة على العلاقات الأردنية - الاسرائيلية وعلى كل مساعي تحقيق السلام الشامل"، مشيرا إلى أن "تنفيذ إسرائيل قرار الضم سيقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل ما يشكل خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين".

ودعا الصفدي إلى "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل سريع وفاعل لمنع الضم وإعادة إحياء آفاق تحقيق السلام العادل، الذي تقبله الشعوب والذي اعتمدته كل الدول العربية خيارا إستراتيجيا".

وكان ملك الأردن عبد الله الثاني أكد، أمس، معارضة بلاده لمخطط الضم الإسرائيلي، وقال إن "أيَّ إجراء إسرائيلي أحادي لضم أراضٍ في الضفة الغربية هو أمر مرفوض، ويقوّض فرص السلام والاستقرار في المنطقة".

وتأتي هذه التصريحات الأردنية في أعقاب تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بضم مستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية بينها غور الأردن الإستراتيجي، وأنه سيقدّم إستراتيجيته لتنفيذ ذلك، اعتبارا من الأول من تموز/يوليو المقبل. وتمهد هذه الخطوة لتطبيق الخطة الأميركية المثيرة للجدل، "صفقة القرن"، والتي تنص على ان تكون القدس "موحدة" عاصمة إسرائيل، وعلى إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية شرق القدس.

وحذر عبد الله الثاني، في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الشهر الماضي، من أن الضم سيؤدي إلى "صدام كبير" مع الأردن، في حين هدد رئيس وزرائه، عمر الرزاز، بـ"إعادة النظر" في العلاقة مع اسرائيل "بكافة أبعادها"، كما شدد الصفدي مرارا أن الضم "لن يمر دون رد".

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، اليوم، أن الوزارة أرسلت مذكرة احتجاج لإسرائيل لقيامها بأعمال في الحائط الغربي للمسجد الأقصى.

وقال الفايز في بيان إن "وزارة الخارجية دانت اليوم استمرار قيام السلطات الإسرائيلية بأعمال في الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف"، لافتا إلى أن "الوزارة أرسلت مذكرة احتجاج رسمية للجانب الإسرائيلي بخصوص هذه الأعمال، وأن على إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، احترام التزاماتها بهذا الشأن ووقف الاعمال فوراً".

وأكد الفايز على أن "إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك هي السلطة الوطنية صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك بموجب القانون الدولي، وأن جميع أعمال الصيانة والترميم في المسجد البالغة مساحته 144 دونماً، بما في ذلك الأسوار، هي ضمن الصلاحيات الحصرية لإدارة أوقاف القدس".

وشدد على "ضرورة التزام إسرائيل بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف"، وحمّلها "كقوة قائمة بالاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة المسجد وأسواره".

التعليقات