جريمة قتل 3 أشخاص بينهم عنصرا أمن بلبنان: روايات متعدّدة ولا إفصاحَ رسميًّا

فجّر شخص نفسه، إثر مداهمة الأمن اللبنانيّ، الإثنين، لغرفة معزولة لأحد اللاجئين السوريين في محلة العامرية – البيرة على خلفية جريمة ارتُكِبت ليل الجمعة - السبت، في بلدة كفتون قضاء الكورة شمال لبنان، وقُتِل على إثرها ثلاثة شبّان بينهم نجل

جريمة قتل 3 أشخاص بينهم عنصرا أمن بلبنان: روايات متعدّدة ولا إفصاحَ رسميًّا

جانب من مراسم التشييع، الأحد (صفحة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" بفيسبوك)

فجّر شخص نفسه، إثر مداهمة الأمن اللبنانيّ، الإثنين، لغرفة معزولة لأحد اللاجئين السوريين في محلة العامرية – البيرة على خلفية جريمة ارتُكِبت ليل الجمعة - السبت، في بلدة كفتون قضاء الكورة شمال لبنان، وقُتِل على إثرها ثلاثة شبّان بينهم نجل رئيس البلدية علاء فارس، والعنصرين الشرطيَيْن؛ جورج وفادي سركيس، الذين كانوا يحرسون البلدة ويعملون على "ضبط السرقات التي تتعرض لها البلدة والمنطقة".

وتعدّدت الروايات غير الرسمية حول تفاصيل ما جرى ليل الجمعة - السبت، حينما عمد مجهولون داخل سيارة دون لوحة، إلى إطلاق النار على الشبان الثلاثة المذكورين، ومن بين الروايات التي انتشرت، شبهة السرقة، إذ إنّ عناصر الشرطة البلدية الذين قُتِلوا، اشتبهوا بسيارة كانت مركونة لبعض الوقت، ثم تحرّكت في البلدة بشكل يثير الشبهات، ما دفع عنصرا في شرطة البلدية إلى استيضاح الشبان داخل السيارة عن سبب وجودهم ليلا في المكان، وخرقهم حظر التجوّل الذي فرضته وزارة الداخلية للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، قبل أن يطلق الجناة النار على الشبان الثلاثة، مُتسببين بمقتلهم.

وبالإضافة إلى الروايتين السابقتين، انتشرت رواية أخرى مفادها أن عملا أمنيا كان يستهدف النائب المستقيل، نديم الجميل، خلال تلبيته دعوة إلى العشاء في بلدة محاذية لكفتون، في حين اتهمت بعض المواقع الإخبارية اللبنانية "حزب القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، بالتورط بالجريمة، الأمر الذي دفع الدائرة الإعلامية في الحزب إلى نفي الموضوع، معتبرةً أنّ هذه الأخبار هدفها حرف التحقيق عن الجهة الفعلية التي نفذت الجريمة وخلفياتها التآمرية ومخططها بنشر الفوضى.

جانب من غرفة اللاجئين السوريين عقب الانفجار (نشطاء - تويتر)

وذكرت وسائل إعلام لبنانية، أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تسلّمت من القوّة الأمنية المشتركة الفلسطينية في مخيم البداوي شمالا، مشتبها به وآخر سلّم نفسه، كما أفادت ببدء تحقيق يشمل عددًا من الأشخاص الذين تناوبوا على ملكية السيارة التي استخدمها الجناة، في ظلّ تكتم رسميّ على عدد الموقوفين.

وأما الشخص الذي فجّر نفسه في غرفة معزولة لأحد اللاجئين السوريين في محلة العامرية – البيرة، فقد عمدَ إلى ذلك بعد اضطرار عناصر الأمن إلى إطلاق النار عليه، فيما نقل موقع "العربي الجديد"، عن مصدر أمنيّ، لم يُسمّه القول، إنّ الروايات متعدّدة، وإن التحقيق لا يزال ساريا لمعرفة ما حصل خلال المداهمة، لافتا إلى أنّ إقدام المطلوب على تفجير نفسه، هي رواية غير رسمية ويجري التحقّق منها.

وأوضح المصدر أن طوقًا أمنيا فُرض في المكان وتمت مصادرة جهازي كومبيوتر محمولين، مُشيرا إلى أنه سيصدر بيان مفصّل عن العملية والجريمة بشكل عام، دون تحديد موعد لذلك.

بدوره، قال رئيس بلدية البيرة، في بيان: "سُمع دوي انفجار كبير في البلدة وقرى منطقة الدريب، وقد توجهت على إثره دورية من شرطة البلدية بعد تحديد مكانه في بناء هو عبارة عن غرفة زراعية يملكها أحد المواطنين من قرية عين الزيت، لا يسكنها أحد حسب معلوماتنا، ووفق سجلات البلدية في منطقة العامرية التابعة جغرافيا لبلدة البيرة".

وأضاف رئيس البلدية: "تبيّن لنا أن انفجارا حصل في المكان ولا معطيات نستطيع أن ندلي بها أكثر ونترك للجهات الأمنية الإفصاح عن نوع العمل الأمني الذي قاموا به وعمّا إذا كان يتعلّق بجريمة الكورة أو خلية إرهابية".

جانب من مراسم التشييع، الأحد (صفحة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" بفيسبوك)

وتابع: "ما يمكن أن نؤكده أن هناك مجرمين كانوا يستخدمون المكان لغايات مشبوهة ولاحظنا أدلة جرمية في الموقع المستهدف".

وكانت القاضية المسؤولة عن التحقيق، سمرندا نصار، قد زارت صباح السبت مكان الجريمة، واطلعت على التحقيقات الأولية من قبل الأجهزة المختصة، واستمعت إلى إفادات عدد من الشهود، فيما عثرت القوى الأمنية على السيارة التي استقلّها مُرتكبو الجريمة، وبداخلها كمية من الأسلحة، وقد انتقلت ملكيتها خلال عام واحد لأكثر من شخص.

ودان "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الجريمة، باعتبار أنّ العناصر الذين قتلوا ينتمون إلى الحزب، مشيرا إلى أنّ "الرفاق كانوا يقومون بتأدية واجبهم بصفتهم شرطة بلدية ومتطوعين للخدمة لمراقبة الطرق، وضبط السرقات التي تتعرض لها البلدة والمنطقة والوضع الصحي أيضا من جراء فيروس كورونا، وعند دخول البلدة سيارة مشبوهة ومنزوعة اللوحة فيها أشخاص مجهولو الهوية، استوقفهم الشبان للاستفهام عن وجهتهم وسبب وجودهم في هذا الوقت، فما كان منهم إلّا أن فتحوا النار عليهم وأردوهم".

وشيّع أهالي البلدة، الأحد، الشبان الثلاثة، وحملوا صورهم ولافتات نددت بالجريمة، والرايات السوداء وأعلام "الحزب السوري القومي الاجتماعي".

التعليقات