المخابرات الفرنسيّة تدخل على خط تشكيل الحكومة اللبنانية

انضمّ مدير المخابرات الفرنسية الخارجيّة، برنار إيمييه، إلى المساعي الفرنسيّة لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، كلّف بها السفير اللبناني في برلين، مصطفى أديب.

المخابرات الفرنسيّة تدخل على خط تشكيل الحكومة اللبنانية

إيمييه (أ ب)

انضمّ مدير المخابرات الفرنسية الخارجيّة، برنار إيمييه، إلى المساعي الفرنسيّة لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، كلّف بها السفير اللبناني في برلين، مصطفى أديب.

ونقل ماكرون، خلال زيارته للبنان الأسبوع الماضي، تعهّدات الأفرقاء اللبنانيين بتشكيل الحكومة خلال أسبوعين، وهو ما شكّك فيه كثيرون، في بلد يطول فيه تشكيل الحكومة إلى أشهر طويلة.

وإيميه كان سفيرًا لبلاده في لبنان بين عامي 2004 و2007، وهي فترة حسّاسة لبنانيًا وشهدت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، وخروج القوات السوريّة من لبنان ومن ثم عدوان تموز الإسرائيلي.

وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين لـ"رويترز" إنّ إيمييه على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين بخصوص القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة ماكرون. وردا على سؤال عما إذا كان إيمييه يلعب دورا، قالت الرئاسة الفرنسية "الرئيس يتولى المتابعة وكل من هم في الدولة يؤدون عملهم. ووزير (الخارجية) سيجري اتصالات".

وقال مسؤول لبناني كبير "نعم مدير المخابرات الفرنسية يتابع كل الملفات التي طرحها ماكرون خلال زيارته الأخيرة، وهو يتواصل لهذه الغاية مع الكثير من المسؤولين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ويتابعهم خطوة بخطوة ويحثهم على الإسراع بتنفيذ الإصلاحات".

ويقول دبلوماسيون لـ"رويترز" إنه لعب دورا مهما في جهود إخراج القوات السورية من لبنان بعد أن دخلتها أثناء الحرب الأهلية ولم تخرج منها في أعقاب ذلك.

وإيمييه واحد من عدة مسؤولين فرنسيين يتابعون الأمور مع الأفرقاء اللبنانيّين، وقالت المصادر إن من بين هؤلاء كبير المستشارين الدبلوماسيين لماكرون والسفير السابق لفرنسا في بيروت، إيمانويل بون.

ودفعت ضغوط ماكرون الزعماء اللبنانيين إلى الاتفاق على رئيس جديد للوزراء هو مصطفى أديب الذي بدأ محادثات تشكيل حكومة اختصاصيين.

وعلى الرغم من أن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، تتصدر الجهود الدبلوماسية في لبنان، فإن دولا أخرى لها نفوذ أيضا مثل إيران من خلال دعمها لحزب الله.

وخلال زيارة لبيروت، قال ديفيد شينكر، وهو مسؤول أميركي كبير، لصحيفة النهار إن الولايات المتحدة تثمن الجهود الفرنسية لكن هناك "اختلافات طفيفة" مع باريس، مثل أن "واشنطن لا تعتبر حزب الله تنظيما سياسيا مشروعا وترى أنه لا يميل للإصلاح"، ووصف ماكرون الجماعة بأنها طرف منتخب وجزء من النظام السياسي.

ويتصدّر ماكرون الجهود الدولية للضغط على السياسيين اللبنانيين المتناحرين من أجل التصدي لأزمة يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.

وازدادت الأزمة الناجمة عن الفساد وسوء الإدارة المستمرين منذ عقود سوءا بانفجار مرفأ بيروت يوم الرابع من آب/أغسطس، وهو ما أودى بحياة أكثر من 190 شخصا ودمر أجزاء من المدينة.

وخلال زيارته للبنان يوم الثلاثاء، أمهل ماكرون الساسة اللبنانيين حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر للبدء في تنفيذ الإصلاحات، محذّرًا من أنهم ربما يواجهون العقوبات إذا حال الفساد دون ذلك.

التعليقات