استطلاع: الغالبية العظمى من السعوديين ترفض التطبيع مع إسرائيل

تحرص السلطات السعوديّة على التطبيع مع إسرائيل بأدواتها المختلفة البعيدة عن مراسيم الاحتفال والإمضاءات في البيت الأبيض مؤقتا، فعلى ما يبدو أن المرحلة الأولى من التطبيع ستكون على حساب مناهج التعليم في المملكة.

استطلاع: الغالبية العظمى من السعوديين ترفض التطبيع مع إسرائيل

(أ ب)

تحرص السلطات السعوديّة على التطبيع مع إسرائيل بأدواتها المختلفة البعيدة عن مراسيم الاحتفال والإمضاءات في البيت الأبيض مؤقتا، فعلى ما يبدو أن المرحلة الأولى من التطبيع ستكون على حساب مناهج التعليم في المملكة.

تضغط السعوديّة عبر بوابة التقرب من اليهودية بواسطة إدخال تعديلات على الكتب المدرسية للـ"تعريف" بالتاريخ، في سبيل تطبيع إسرائيل في خيال جيل جديد عبر المناهج "المُستحدثة".

وتؤجل السعودية تطبيع علاقاتها الرسميّة مع إسرائيل إلى حين تصل إلى حالة قبول عند السعوديين بخطوة المملكة، خصوصًا بعد أن أشار استطلاع نادر للرأي العام السعودي نشره الشهر الماضي "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" إلى أن "الغالبية العظمى من المواطنين السعوديين لا يؤيدون اتفاق تطبيع".

وقالت المملكة في وقت سابق إنها لن تتبع حليفتيها البحرين والإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية، حتى في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز التقارب السري معها.

وموافقة السعودية، القوة العربية الكبرى ومهد الإسلام، على إبرام اتفاق مماثل، سيكون بمثابة أكبر الإنجارات الدبلوماسية لإسرائيل، لكن المملكة تدرك أن مواطنيها المتعاطفين مع القضية الفلسطينية قد لا يكونوا مستعدين لعلاقات شاملة بعد.

ومع ذلك، فإنّها تدفع لتغيير التصورات العامة عن اليهود في مجتمع كان يتلقى في الماضي إشارات عكسية في هذا الصدد من قبل وسائل الإعلام والقنوات الرسمية، ما قد يمهد الطريق للتطبيع في وقت لاحق.

وقال مسؤولون في السعودية إن الكتب المدرسية التي كانت تنعت أتباع الديانات الأخرى بأوصاف مثيرة للجدل، تخضع للمراجعة كجزء من حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمكافحة "التطرف" في التعليم.

وذكرت المحللة السعودية نجاح العتيبي أن "الحكومة السعودية قررت أيضا منع إهانة اليهود والمسيحيين في المساجد". وتابعت "الخطاب المعادي لليهود كان شائعا في صلاة الجمعة من قبل الأئمة".

وفي تغيير مفاجئ، أثار رجل دين في مدينة مكة المكرمة سجالا على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر عندما تحدث عن العلاقات الودية للنبي محمد مع اليهود.

والخطبة ألقاها عبد الرحمن السديس إمام المسجد الحرام في مكة، وهو كان قد أثار الجدل في الماضي بسبب آراء اعتُبرت "معادية للسامية".

ونال محمد العيسى رجل الدين السعودي الذي يتولى رئاسة "رابطة العالم الإسلامي"، إشادة إسرائيلية في كانون الثاني/ يناير الماضي بعدما زار بولندا لحضور احتفال بذكرى تحرير معسكر أوشفيتز.

كما وسعت المملكة إلى التواصل مع شخصيات يهودية من خلال لقاءات إحداها في شباط/ فبراير عندما استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست لأول مرة في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاء المهرجان بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وقال مارك شناير وهو حاخام أميركي على علاقة وثيقة بحكام الخليج "عندما يتعلق الأمر بإقامة السعودية وإسرائيل علاقات، فالسؤال هو متى وليس إذا كان ما سيتم ذلك".

ورأى أنّ "جزءا من المسار الذي تتبعه جميع دول الخليج التي تسير على طريق التطبيع هو دفع العلاقات بين المسلمين واليهود قدما ثم الانتقال بجرأة أكبر إلى مناقشة علاقات إسرائيل والخليج".

ووضعت صحيفة "عرب نيوز" السعودية في عطلة نهاية الأسبوع عل حسابيها في "تويتر" و"فيسبوك" لفترة وجيزة تحية باللغة العبرية لمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة.

ونشرت الصحيفة مؤخرا سلسلة طويلة عن يهود لبنان، وتخطط لتغطية مماثل عن الجالية اليهودية القديمة التي عاشت في أرض السعودية.

وقال رئيس تحرير الصحيفة، فيصل عباس، إن التغطية "لم تكن مرتبطة بإسرائيل" بل تهدف الى التواصل مع "اليهود العرب في جميع أنحاء العالم". وتمثل التغطية مقاربة جديدة لوسائل الإعلام الخاضعة للرقابة في المملكة.

وكانت وسائل الإعلام السعودية وصفت الدولة العبرية في السابق بأنها "العدو الصهيوني"، لكنها أشادت إلى حد كبير مؤخرا بالاتفاقات التي أبرمت مع الإمارات والبحرين.

ويقول مراقبون إن هذه التحركات تشير إلى أن "المملكة لا تعارض التطبيع مع الدولة العبرية بعدما دعمت الفلسطينيين بحزم سياسيا وماليا لعقود". لكن وجهة النظر الشعبية قد لا تكون على استعداد للسير في هذا الطريق بعد.

فعلى الرغم من محاولة الإعلام السعودي التقرب من الإسرائيليين واليهود، أيد "تسعة بالمئة فقط من السعوديين" قرار أشخاص يودون التواصل تجاريا أو رياضيا مع الإسرائيليين".

وقال بدر وهو شاب سعودي في الرياض لفرانس برس "أي سلام؟ سلام بعد كل ما فعلته (إسرائيل)، قتل وحرب؟"، مضيفا "من الصعب أن يحدث ذلك وأنا لن أؤيده".

التعليقات