دياب: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة

رئيس حكومة تصريف الأعمال: "لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة، والأزمات تدفع الوضع نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء"* غانتس يقترح "مساعدات إنسانية ومنع استثمارات إيرانية"

دياب: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة

مواطنون في طابور في بيروت قبل نفاذ البُن (أ.ب.)

طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بعدم ربط المساعدت للبنان بتشكيل حكومة جديدة، فيما ادعى وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، أنه قدم اقتراحا إلى قوات يونيفيل الأممية لحفظ السلام في جنوب لبنان، بتقديم "مساعدات إنسانية" إسرائيلية إلى لبنان.

وجاء في بيان وزارة الأمن الإسرائيلية أن "اقتراح المساعدات يأتي أيضا على خلفية محاولات حزب الله إدخار استثمارات إيرانية إلى لبنان".

واعتبر غانتس، أمس، أنه "يؤلمني مشهد صور الجوعى في شوارع لبنان، وقد اقترحت إسرائيل في الماضي مساعدات للبنان، ونحن مستعدون للعمل اليوم أيضا، والتأثير على دول أخرى لتقديم مساعدة ومد يدها من أجل نموها وخروجها من الأزمة".

وتابع غانتس أنه "تحت غطاء الأزمة الاقتصادية والسياسية، وحزب الله بين مسببيها، نرى محاولات لزيادة تدخل إيران في لبنان وتنفيذ نوع من ’انقلاب هادئ’. وخطوة تلو أخرى، تدخل جهات إيرانية واستثمارات إيرانية إلى لبنان، ومعها محاولات لإدخال أسلحة وأيديولوجيا متطرفة. وهذا كله خطر على لبنان ومواطنيها والسلام الإقليمي. وإسرائيل تفتح عينها، وستنفذ أي عملية وأي شيء مطلوب من أجل منع كافة المحاولات لاستهداف مواطنيها أو خرق حدودها".

من جانبه، دعا دياب، اليوم، المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، فيما يغرق البلد في انهيار اقتصادي غير مسبوق لم يعد تداركه ممكناً، محذراً من أن اللبنانيين باتوا "على شفير الكارثة".

طابور في محطة وقود في بيروت (أ.ب.)

وقال دياب في كلمة ألقاها أمام عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت، أنه "أصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله".

ويشهد لبنان، منذ صيف العام 2019، انهياراً اقتصادياً متسارعاً، صنّفه البنك الدولي، الشهر الماضي، بأنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع، في الرابع من آب/أغسطس الماضي، وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.

ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهراً دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب، التي استقالت بعد أيام من انفجار المرفأ.

ويشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي للبنان. إلا أن فرنسا، التي تقود ضغوطاً دولية لتشكيل حكومة جديدة، والأمم المتحدة نظمتا، منذ أيلول/سبتمبر الماضي، مؤتمرين دوليين، قدّما مساعدات انسانية عاجلة للمتضررين من الانفجار ومنظمات المجتمع المدني، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.

ونبّه دياب في كلمته الى أن "لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة". وأشار الى أن الأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون "تدفع الوضع نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء"، معتبراً أنّ "الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة".

بيروت (أ.ب.)

وناشد دياب قادة الدول والمجتمع الدولي "المساعدة في انقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان"، الذي بات "على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي". وأضاف مخاطباً الدبلوماسيين "أدعوكم إلى أن تساعدوننا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان".

وتعمق الأزمة الاقتصادية المتمادية معاناة اللبنانيين الذين بات يئنون تحت وطأة تراجع استثنائي لقدراتهم الشرائية، فيما خسرت الليرة اللبنانية حتى الآن أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار. وينتظر المواطنون لساعات في طوابير أمام محطات الوقود، أو بحثاً عن أدوية بات معظمها مفقوداً، وسط تقنين قاس في الكهرباء.

ولم يبق أي مرفق عام أو خاص أو طبقة اجتماعية بمنأى عن تداعيات الانهيار. وترفع قطاعات عدة صوتها يومياً محذرة من عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات، في وقت بدأت الحكومة، على وقع شحّ احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية.

وأقر دياب أن ما تتخذه حكومته من اجراءات وتدابير "نجحت في تأجيل الانفجار وليس منعه"، معتبراً أنّه "لا تستطيع هذه الحكومة ولا أي حكومة أخرى أن تنقذ البلد من المأزق، من دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية".

التعليقات