لبنان: ارتفاع عدد ضحايا انفجار عكار إلى 28

ارتفعت حصيلة ضحايا انفجار خزان وقود، فجر اليوم، الأحد، في عكار شماليّ لبنان إلى 28 شخصًا، بينما أصيب نحو ثمانين آخرين بجروح متفاوتة.

لبنان: ارتفاع عدد ضحايا انفجار عكار إلى 28

من أمام أحد المشافي (أ ب)

ارتفعت حصيلة ضحايا انفجار خزان وقود، فجر اليوم، الأحد، في عكار شماليّ لبنان إلى 28 شخصًا، بينما أصيب نحو ثمانين آخرين بجروح متفاوتة.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، تجمّع العشرات حوله للحصول على القليل من البنزين في بلد يشهد أزمة محروقات حادة.

وأدت الكارثة الجديدة، التي حلّت على بلد يعاني منذ عامين من انهيار اقتصادي متسارع، إلى اشتداد الضغط على المستشفيات المرهقة أساسًا، فيما تستمر عمليات البحث عن مفقودين.

وفي وقت سابق اليوم، أفا الصليب الأحمر اللبناني أنّ فرقه "نقلت 20 جثّة" من موقع الانفجار في بلدة التليل في عكّار، أكثر المناطق فقرًا في لبنان، إلى مستشفيات في المنطقة.

وفي أحد مستشفيات عكار، قال الموظف، ياسين متلج، إن الجثث "محترقة إلى حدّ لا يمكننا التعرف إليها. بعضها بلا وجوه وبعضها بلا أيادٍ". وأوضح أن المستشفى اضطر إلى رفض استقبال معظم الجرحى لأنه غير مجهّز لمعالجة المصابين بحروق بالغة.

وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، أنّه "قرابة الساعة الثانية فجرًا، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل - عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين".

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ غالبية الضحايا من الذين تجمعوا حول الخزان لتعبئة البنزين.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لوالد مفجوع يبكي بعدما فقد ولديه في الانفجار، ويردد "ماذا أقول لأولادي؟ هل أقول لهم أن شقيقيهما ماتا من أجل البنزين؟".

وحذر الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتّانة، من أن الكارثة ستزيد الضغط على المركزين الوحيدين لمعالجة الحروق في لبنان الواقعين في مدينة طرابلس شمالًا، وفي العاصمة بيروت.

وروت مروى، التي أصيب شقيقها ونقلته إلى مستشفى إلى بيروت لصعوبة توفر سرير في عكار، "علمنا خلال الليل أن الجيش يوزع البنزين ونحن نعيش في منطقة محرومة.. توجه الناس لتعبئة البنزين بقوارير بلاستيكية مباشرة من الصهريج".

وأشارت إلى روايتين الأولى تتحدث عن إشعال أحد الأشخاص ولاعة في المكان، والثاني عن إطلاق نار.

وجرّاء أزمة المحروقات المتفاقمة، يصدر كل يوم في لبنان تحذير من قطاع ما: المستشفيات تحذّر من نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات وسط انقطاع التيار الكهربائي ومخاطره على حياة المرضى؛ والمتاجر قد تضطر لإفراغ براداتها لعدم توفر الكهرباء والوقود، فيما تُنبِّه الأفران والمطاحن بأنها لن تكون قادرة حتى على توفير الخبز. وينتظر اللبنانيون منذ أسابيع لساعات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة تقنين حاد في توزيع البنزين والمازوت.

وعلى وقع شحّ احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، شرعت السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجيًا عن استيراد سلع رئيسية بينها الوقود والأدوية.

وتفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان "مصرف لبنان"، الأربعاء، بدء فتح اعتمادات شراء المحروقات وفق سعر الصرف في السوق السوداء، ما يعني عمليًا رفع الدعم عن هذه المواد الحيوية.

وأحدث الإعلان هلعًا بين الناس، إذ أن كل شيء مرتبط بالمحروقات، ورفع الدعم يعني احتمال ارتفاع الأسعار بشكل خيالي، ما دفع البعض إلى تخزين المادة إذا كانوا يملكونها، أو شرائها من تجار السوق السوداء الذين يبيعونها بأسعار باهظة.

وأمام الفوضى المخيمة خلال اليومين الماضيين، تدخل الجيش اللبناني لفتح محطات الوقود المغلقة ومصادرة المحروقات المخزنة، وبينها الصهريج الذي انفجر، الأحد.

ويربط مسؤولون أزمة المحروقات بعاملين رئيسيين هما مبادرة تجار وأصحاب المحطات إلى تخزين الوقود بانتظار رفع الأسعار، وتزايد عمليات التهريب إلى سورية المجاورة.

وأكد حاكم "مصرف لبنان"، رياض سلامة، أمس، السبت، أنه لن يراجع عن قرار رفع الدعم على المحروقات إلا في حال تشريع استخدام الاحتياط الإلزامي"، الذي بات يساوي 14 مليار دولار مقابل أكثر من 30 مليار قبل الأزمة.

وبسبب أزمة المحروقات وغياب الصيانة والبنى التحتية، تراجعت تدريجًا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدّى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميًا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضًا إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبيرة جراء شراء المازوت من السوق السوداء.

وعلى وقع الأزمة، حذّرت مستشفيات عدة من احتمال إغلاق أبوابها في حال لم يتوفر المازوت اللازم لتشغيل المولدات الخاصة، وخفضت أخرى من استخدامها المولدات للحفاظ على أكبر كمية ممكنة من المازوت لديها.

وجراء الأزمة الاقتصادية الحادة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، بات 78 في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر و36 في المئة في فقر مدقع، بحسب الأمم المتحدة.

ودعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، إلى التحقيق في ملابسات الحادث، فيما اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، ما حصل "مأساة إنسانية تسبب بها الفساد".

التعليقات