بيروت: صلاة جمعة في محطات الوقود

أدّى عشرات اللبنانيين، اليوم، صلاة الجمعة، وسط مئات السيارات والدراجات النارية المتوقفة حول محطة وقود، جنوبيّ بيروت.

بيروت: صلاة جمعة في محطات الوقود

(أ ب)

أدّى عشرات اللبنانيين، اليوم، صلاة الجمعة، وسط مئات السيارات والدراجات النارية المتوقفة حول محطة وقود، جنوبيّ بيروت.

وأمّ الشيخ علي الحسين الصلاة، التي أقيمت لإبراز المعاناة التي يمر بها غير القادرين على ترك أماكنهم في صفوف الوقود، خلال أسوأ أزمة اقتصادية يمر بها لبنان في تاريخه. ويقول إنه "جلب المسجد للناس" الذين وقفوا في صفوف امتدت لمسافة 5 كيلومترات قرب المحطة في جية.

وانتقد الساسة بسبب فسادهم وسوء إدارتهم، وقال إن الهدف هو إرسال رسالة للطبقة السياسية الملامة في مآسي هذه الأمة.

وعكست الصلاة أزمة لبنان الاقتصادية والمالية، التي دفعت بأكثر من نصف السكان إلى هاوية الفقر. وزادت الجائحة من تفاقم الأزمة المستمرة منذ عامين فضلا عن وقوع انفجار هائل، العام الماضي، في مرفأ بيروت، والذي قتل 214 شخصا على الأقل، ودمّر أجزاء كبيرة من المدينة.

وينحى باللائمة في انقطاعات الكهرباء المكبلة والنقص الحاد في البنزين والديزل على التهريب والتخزين، وعجز الحكومة المتأزمة ماليا عن تأمين شحنات من منتجات النفط.

وللحصول على البنزين، على الناس الانتظار لساعات في صفوف أصبحوا يطلقون عليها "طوابير الذل"، وأحيانا يتعرضون للخطر.

وحمل بعضهم معه الحواسيب المحمولة الخاصة بهم خلف عجلة القيادة فيما ينتظرون، بينما يقضي البعض الآخر الوقت في إجراء مكالمات هاتفية أو في ألعاب على هواتفهم المحمولة.

لكنّ الكثيرين يتصبّبون عرقا في صمت لساعات، على أمل ألا يعلقوا في معارك بالأسلحة النارية أو اشتباكات بالأيدي، وهي سمة تتزايد وسط الصفوف أمام محطات الوقود المزدحمة في أنحاء البلاد.

وأحيانًا، بعد الانتظار في صفوف طويلة تحت الشمس الحارقة، تنقطع الكهرباء وتتوقف المضخات عن العمل.

وهناك من ينتظر طوال الليل في السيارات أمام محطات الوقود، أيضًا.

وتفاقمت ازمة الوقود بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، بعد أن قرر البنك المركزي رفع الدعم عن منتجات الوقود، وهو قرار على الأرجح سيؤدي لارتفاع أسعار كل السلع تقريبا في لبنان.

التعليقات