السودان: مطالَبة بإسقاط الشراكة المدنيّة والعسكريّة وحراك مساند للتحوّل الديمقراطيّ

تظاهر المئات في السودان، الأربعاء، وسط العاصمة الخرطوم، للمطالبة بإسقاط الشراكة المدنية والعسكرية بالسلطة الانتقالية في وقت شدّد فيه ئيس مجلس السيادة الانتقالي في البلاد، عبد الفتاح البرهان، حرص المكون العسكري على دعم وحماية وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد

السودان: مطالَبة بإسقاط الشراكة المدنيّة والعسكريّة وحراك مساند للتحوّل الديمقراطيّ

خلال احتجاجات سابقة في الخرطوم (أ ب)

تظاهر المئات في السودان، الأربعاء، وسط العاصمة الخرطوم، للمطالبة بإسقاط الشراكة المدنية والعسكرية بالسلطة الانتقالية في وقت شدّد فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي في البلاد، عبد الفتاح البرهان، حرص المكون العسكري على دعم وحماية وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد، بينما جدّدت الأمم المتحدة، دعوتها أطراف السلطة الانتقالية إلى "الانخراط في حوار شامل يطوي الخلافات".

ومنذ أيام، تتصاعد توترات بين المكونين العسكري والمدني في سلطة الفترة الانتقالية؛ بعد انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إعلان الجيش، في 21 أيلول/ سبتمبر الجاري، إحباط محاولة انقلاب عسكري.

ومساء الأربعاء، انتشرت دعوات عبر وسائل تواصل اجتماعي، تدعو للتظاهر في العاصمة الخرطوم، للمطالبة بالحفاظ على المسار الديمقراطيّ في البلاد، ومكتسبات الحراك الشعبيّ المدنيّ.

وتظاهر مئات من أنصار "الحزب الشيوعي" في السودان، الأربعاء، وسط العاصمة الخرطوم، للمطالبة بإسقاط الشراكة المدنية والعسكرية بالسلطة الانتقالية.

وحمل المتظاهرون، لافتات مكتوب عليها "إسقاط شراكة الدم وإعادة الثورة لبناء الدولة المدنية" و"اعتماد ميزانيات لتسيير المدارس".

كما ردد المتظاهرون، شعارات من قبيل "بالدم بالدم.. تسقط شراكة الدم" و"حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب".

وقال الحزب في بيان، إن التظاهرة للمطالبة "بإسقاط الشراكة وإعادة الثورة وإلغاء القوانين والأوامر التنفيذية السارية للنظام البائد (نظام عمر البشير الذي امتد بين عامي 1989-2019)".

وأضاف الحزب أنه "سلم مذكرة لحكومة ولاية الخرطوم للمطالبة بإلغاء التعيين السياسي بالمحليات وتوفير المياه الصالحة للشرب واعتماد ميزانيات لتسيير المدارس وتأهيل الطرق وإنارتها".

وأوضح أن المذكرة شملت أيضا مطالب بإيصال الكهرباء إلى مختلف المناطق وإنشاء شبكات الصرف الصحي، وزيادة عدد المستشفيات والمراكز الصحي.

ويعد "الحزب الشيوعي"، من أبرز القوى السياسية المعارضة لنظام الرئيس المعزول البشير، وقد أعلن سابقا، انسحابه من قوى "الحرية والتغيير" المشاركة في الائتلاف الحاكم.

البرهان: المكون العسكري حريص على إنجاح الانتقال الديمقراطي

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، حرص المكون العسكري على دعم وحماية وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.

وخلال اتصال هاتفي تلقاه من وزيرة خارجية النرويج، إيني ايركسون، قال البرهان إن المكون العسكري حريص على دعم وحماية الانتقال الديمقراطي، والعمل سويا مع رئيس الوزراء والقوى السياسية لإنجاح الانتقال والتحول الديمقراطي، عبر انتخابات حرة ونزيهة تنتج عنها حكومة مدنية ديمقراطية، وفق بيان لمجلس السيادة.

والخميس، من المقرر أن يخاطب رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، عبر اتصال مرئي، اجتماعا دوليا رفيع المستوى، بتنظيم ورعاية النرويج والأمم المتحدة، تحت شعار "دعم الانتقال المدني الديمقراطي بالسودان".

كما سيتحدث خلال هذه الفعالية كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ووزيرة خارجية النرويج، وفق بيان لمجلس الوزراء السوداني.

"إدانة كاملة" من الإدارة الأميركية

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، على أهمية التعاون بين شركاء السلطة لإنجاح عملية الانتقال السياسي في السودان، وبقاء البلاد ضمن موقعها في المنظومة الدولية.

والتقى رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في الخرطوم الأربعاء، مع مبعوث الرئيس الأمريكي لمنطقة القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، بحسب بيان لمجلس الوزراء.

وقال فيلتمان إن المحاولة الانقلابية وجدت الإدانة الكاملة من الإدارة والكونغرس الأمريكيين.

وأعرب عن دعم بلاده للحكومة السودانية، بقيادة المدنيين، فيما يلي تثبيت الفترة الانتقالية والوصول إلى نهايتها بالتحول المدني الديمقراطي والانتخابات.

وتابع: "أرى أنه من المهم توصل الطرفين (العسكري والمدني في السلطة الانتقالية) لحقيقة وفهم أن تعاونهما مهم لسلامة الانتقال وبقاء السودان ضمن موقعه في المنظومة الدولية".

فيما قال حمدوك: "نؤكد على أهمية أن يعمل جميع شركاء الفترة الانتقالية كيد واحدة لإنجاح الانتقال المدني الديمقراطي بسلام"، وفق البيان.

وشدد على "أهمية الدعم الدولي لإكمال مطلوبات المرحلة الانتقالية واستكمال السلام وتوفير مواد تنفيذ بنود اتفاق السلام في جوبا".

دعوة أممية جديدة لحوار يطوي خلافات السلطة

في السياق، جددت الأمم المتحدة، الأربعاء، دعوتها أطراف السلطة الانتقالية في السودان إلى "الانخراط في حوار شامل يطوي الخلافات".

وعقد عضو مجلس السيادة الانتقالي عن المكون العسكري، شمس الدين كباشي، لقاء في العاصمة الخرطوم، الأربعاء، مع فولكر بيرتس، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان "يونيتامس"، بحسب بيان للمجلس.

وأكد كباشي عزم الحكومة الانتقالية على استكمال مهام الانتقال السياسي، وتسليم السلطة لحكومة منتخبة بنهاية الفترة الانتقالية.

فيما قال بيرتس: "ندعو الأطراف إلى الانخراط في حوار شامل يطوي الخلافات، ويتفرغ بعده الشركاء إلى إنجاز قضايا الانتقال الكبرى، والإعداد للانتخابات المقبلة"، وفق البيان ذاته.

ويعيش السودان، منذ 21 آب/ أغسطس 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام، يوم 3 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وخلال الفترة الانتقالية، تدير السودان حكومة مدنية ومجلس سيادة، بمثابة الرئاسة، مكون من 14 عضوا، هم: 5 عسكريين و6 مدنيين و3 من الحركات المسلحة.

وفي اليوم التالي من محاولة الانقلاب، اتهم البرهان السياسيين بأنهم لا يهتمون بمشاكل المواطنين، فيما قال نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" إن "أسباب الانقلابات العسكرية هم السياسيون الذين أهملوا خدمات المواطن وانشغلوا بالكراسي وتقسيم السلطة".

واعتبر مسؤولون مدنيون وقيادات حزبية أن اتهامات البرهان وحميدتي "تمهد لانقلاب" قبل تسليم قيادة مجلس السيادة من المكون العسكري إلى المكون المدني، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وخلال 64 عاما، شهد السودان ثلاث انقلابات وثماني محاولات انقلاب فاشلة.

التعليقات