سين جيم: ما خلفيات المواجهات في بيروت بالأمس؟

ذكّرت مشاهد الاشتباكات وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، بتلك التي حدثت في الحرب الأهلية. فالحيّ هو حيّ الشياح، الذي بدأت منه الحرب عام 1976، أمّا الاشتباكات حملت طابعًا طائفيًا، رغم ظاهرها السياسي الداعي لرفض "تسييس" التحقيق في انفجار المرفأ

سين جيم: ما خلفيات المواجهات في بيروت بالأمس؟

خلال تشييع أحد قتلى "أمل" اليوم (أ ب)

ذكّرت مشاهد الاشتباكات وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، بتلك التي حدثت في الحرب الأهلية. فالحيّ هو حيّ الشياح، الذي بدأت منه الحرب عام 1976، أمّا الاشتباكات حملت طابعًا طائفيًا، رغم ظاهرها السياسي الداعي لرفض "تسييس" تحقيق القضاء اللبناني في انفجار مرفأ بيروت الدامي في العام 2020.

ورغم أن لبنان شهد مواجهات عسكرية خلال السنوات الماضية، أبرزها في طرابلس ومخيّم نهر البارد وفي بيروت في العام 2009؛ إلا أنّ مواجهات الأمس قد تحمل في طيّاتها بذور خلاف سياسي بين "حزب الله" وحليفه الوثيق "التيار الوطني الحرّ" ورئيس الجمهورية، ميشال عون، لأوّل مرّة منذ تفاهمهما السياسي والانتخابي، في العام 2006.

واندلعت المواجهات، الخميس، على خلفيّة تظاهرة لحركة "أمل" ضد التحقيقات، اعتدت عليها لاحقًا "القوات اللبنانية"، التي يرأسها سمير جعجع، وفق وسائل إعلام لبنانية.

سين: ما خلفيات المواجهات؟ ولماذا هناك انقسام على التحقيق؟

جيم: أجمع اللبنانيون غداة الدمار الهائل والخسائر البشرية الثقيلة اللتين سبّبهما انفجار مرفأ بيروت في العام 2020 على ضرورة محاسبة المتسبّبين، إلا أنّ مجريات التحقيق لاحقًا أثارت انقسامًا حادًا، خصوصًا محاولة القاضي طارق بيطار استجواب عدد من كبار السياسيين والمسؤولين الأمنيين، أبرزهم رئيس الوزراء السابق، حسّان دياب، ووزير الماليّة السابق المحسوب على حركة "أمل"، علي حسن خليل، الذي يعتبر اليد اليمنى لرئيس مجلس النواب اللبناني ذي النفوذ الواسع، نبيه برّي.

بالإضافة إلى ذلك، ينتمي بعض أبرز المشتبه بهم، المطلوب استجوابهم، إلى حلفاء لـ"حزب الله" وحركة "أمل"، ما ترك انطباعًا بأنّ "التحقيق يستهدف الشيعة"، رغم استدعاء دياب (السنّي) وآخرين مسيحيين، أيضًا، أبرزهم السياسي المسيحي البارز، يوسف فينيانوس، وهو حليف لـ"حزب الله".

وبحسب "رويترز"، "في حين أن التحقيق يمثّل ضربة قوية للشيعة، فقد قوبل بتأييد واسع من المسيحيين".

سين: ما هو موقف "التيار الوطني الحرّ"؟

جيم: يعتبر "التيار الوطني الحرّ" أبرز حلفاء "حزب الله" المسيحيين، وأكبر الكتل المسيحية في البرلمان اللبناني. وحتى مع قربه من "حزب الله"، إلا أن التيار أعرب عن تأييده لإجراءات القاضي بيطار، ما تسبّب بانقسامٍ بين عون و"حزب الله".

والموضوع حسّاس بالنسبة للأحزاب المسيحية، لأسباب من بينها أن أغلب أضرار الانفجار وقعت في الأحياء التي يغلب عليها المسيحيون، على الرغم من أن الانفجار أودى بحياة كثير من المسلمين.

لافتة ضد القاضي بيطار (أ ب)
لافتة ضد القاضي بيطار (أ ب)

وفي البيان الذي أصدره "التيار الوطني الحرّ"، مساء الخميس، حول المواجهات في الشياح، حاول التيار إمساك العصا من المنتصف، فبينما أشار إلى أنّه "من غير الجائز أن يسمح أحد لنفسه بأن يمنع التعبير عن هذا الحق بأي طريقة من الطرق وخصوصا بطريقة غير سلمية"، استدرك "تماما كما أنه من غير الجائز أن يسمح طالبو التعبير الحر لأنفسهم بفرضه بالقوة على الآخرين"، في إشارة إلى التظاهرة التي نظّمتها حركة "أمل".

لكنّ البيان انتقد بشكل واضح تظاهرة حركة "أمل"، قائلا إنّ "تشكيك أي جهة بعمل المحقق العدلي، وصولا إلى الرغبة بكفّه عن العمل، وهو أمر مشروع قضائيًا، يكون حصرا بالوسائل والقنوات القضائية... ولا يكون بالتهديد والوعيد في الاعلام والشارع، بل بإظهار مكامن الخلل أمام اللبنانيين وإقناعهم بصوابية القائمين على هذا الرأي".

سين: من هو القاضي بيطار؟

جيم: لم يعرف معظم اللبنانيين من هو القاضي بيطار (47 عامًا) قبل تعيينه محقّقًا في انفجار المرفأ في مطلع العام الجاري، إلا أنه منذ ذلك الحين في قلب الدوامة السياسية المستعرة للبلاد.

ولا يجري البيطار مقابلات صحافية عمومًا، ولا يشارك في المناسبات العامة.

شغل بيطار منصب قاض منفرد جزائي في طرابلس بين عامي 2004 و2010، حيث تولى النظر في قضايا جرائم مالية. ثم عين مدعيًا عامًا استئنافيًا في شماليّ لبنان حتى عام 2017، وتولى التحقيق في جرائم طالت بعض الشخصيات السياسية والإعلامية، بحسب وكالة "فرانس برس".

التعليقات