السودان: ارتفاع قتلى الاحتجاجات ومساع لتوحيد قوى "الحرية والتغيير"

توفي متظاهر سودانيّ، الأربعاء، متأثرا بإصابته قبل أيام؛ ليرتفع قتلى الاحتجاجات بالعاصمة الخرطوم إلى 42 منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنت لجنة أطباء السودان. كما تمّ التوافق على تشكيل لجنة لتوحيد قوى "الحرية والتغيير".

السودان: ارتفاع قتلى الاحتجاجات ومساع لتوحيد قوى

محتجّون سودانيون (أ ب)

توفي متظاهر سودانيّ، الأربعاء، متأثرا بإصابته قبل أيام؛ ليرتفع قتلى الاحتجاجات بالعاصمة الخرطوم إلى 42 منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنت لجنة أطباء السودان. كما تمّ التوافق على تشكيل لجنة لتوحيد قوى "الحرية والتغيير"، فيما خرجت مظاهرات ليلية تدعو للمشاركة في تظاهرات الخميس.

وقالت اللجنة في بيان: "ارتقت قبل قليل روح الشهيد الطيب بحر ناصر (21 عاما) متأثرا بإصابته بعيارين ناريين في الرأس في تظاهرات 21 تشرين الثاني/ نوفمبر". وأضافت: "بهذا يرتفع شهداء شعبنا منذ 25 أكتوبر إلى 42".

توافق على تشكيل لجنة لتوحيد قوى "الحرية والتغيير"

وأعلنت وزيرة الخارجية السودانية السابقة، مريم الصادق المهدي، ونائب رئيس "حزب الأمة القومي"، الأربعاء، أن رؤساء وقيادات أحزاب في ائتلاف قوى "إعلان الحرية والتغيير" توافقوا على تشكيل لجنة لتوحيد المواقف، في ظل تباين الآراء بينهم إزاء الاتفاق المبرم الأحد بين رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك والفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

ويتضمن الاتفاق 14 بندا، أبرزها عودة حمدوك إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية)، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.

وقالت المهدي في بيان: "شاركت في اجتماع، الثلاثاء، بمنزل اللواء فضل الله برمة – رئيس حزب الأمة القومي - كان فيه بعض رؤساء وقيادات أحزاب قوى الحرية والتغيير من داخل وخارج المجلس المركزي.. تباينت الآراء (دون توضيح) في كيفية التعامل مع اتفاق البرهان- حمدوك".

محتجون سودانيون في العاصمة الخرطوم (أ ب)

وذكرت المهدي أن الاجتماع قرر "ضرورة أن تكون هناك إجراءات لبناء الثقة، ولجنة لتوحيد الموقف والرأي يتم تشكيلها بالتشاور".

وأوضحت أن مهام هذه اللجنة هي "توحيد قوى الحرية والتغيير، ووضع خارطة طريق لما تبقى من الفترة الانتقالية، وتقييم الفترة السابقة وابتداع الحلول الممكنة للخروج من حالة الاحتقان السياسي وانعدام الثقة".

وخلص الاجتماع أيضا، بحسب المهدي، إلى "أهمية وحدة القوى السياسية وأن تقوم بدورها في حماية الفترة الانتقالية والعمل الجاد لبلوغ غايتها، وحراسة التحول الديمقراطي المدني".

والثلاثاء، ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن حمدوك و18عضوا من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شددوا، خلال اجتماع، على ضرورة التوافق على ميثاق سياسي للمرحلة الانتقالية. لكن بعد ساعات، نفت قوى الحرية والتغيير، التي قادت الحراك الاحتجاجي ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، انعقاد اجتماع بين مجلسها المركزي وحمدوك.

ومقابل ترحيب دول ومنظمات إقليمية ودولية باتفاق، الأحد، أعلن وزراء معزولون وائتلافات وأحزاب سياسية في السودان رفضهم له، معتبرين أنه "محاولة لشرعنة الانقلاب" والحيلولة دون قيام الدولة المدنية الديمقراطية.

مظاهرات ليلية في الخرطوم

وخرجت مظاهرات ليلية بالعاصمة السودانية الخرطوم، مساء الأربعاء، للدعوة إلى المشاركة في تظاهرات "25 نوفمبر" التي دعت لها قوى سياسية ولجان المقاومة، للمطالبة بالحكم المدني الكامل.

ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن شهود عيان، القول إن تظاهرات ليلية خرجت عشية تظاهرات الخميس، في عدد من أحياء مدن العاصمة الثلاث "الخرطوم، بحري، وأم درمان" رفضا للتسوية السياسية وللمطالبة بحكم مدني.

وذكر الشهود أن المئات خرجوا في أحياء "برى"، و"العزوزاب"، و"الشجرة الحمداب"، و"أبو آدم"، و"الديوم الشرقية" بمدينة الخرطوم، وأحياء " الحلفايا" و"شمبات" بمدينة بحري، وحي "الثورات" بمدينة أم درمان.

(أ ب)

وردد المتظاهرون شعارات من بينها: "بكرة شنو المليونية (غدا تظاهرات مليونية)"، "يعني شنو.. الناس كمية (ماذا تعني.. الناس كثيرة)"، "الشعب شعب أقوى.. والثورة مستمرة"، و"الشعب يريد إسقاط (عبد الفتاح) البرهان".

وفي سياق متصل، دعا الحزب الشيوعي في بيان له إلى "المشاركة الواسعة في مليونية الخميس رفضا للانقلاب العسكري".

وشدد على ضرورة مواصلة المقاومة السلمية بمختلف الأشكال من مواكب واعتصامات ووقفات احتجاجية.

ودعت قوى سياسية ولجان المقاومة للتظاهر بالخرطوم ومدن البلاد، الخميس، للمطالبة بالحكم المدني الكامل.

احتجاجات الخميس "اختبار لمصداقية اتفاق البرهان- حمدوك"

وفي سياق ذي صلة، عدّ رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، الأربعاء، أن الاحتجاجات المرتقبة في البلاد الخميس "تمثل اختبارا لمصداقية الاتفاق السياسي" الموقع الأحد بين رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك والفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

وعبر "تويتر"، قال بيرتس: "‏تمثّل مسيرات الغد (الخميس) في السودان اختبارا آخر لمصداقية اتفاق 21 نوفمبر (بين البرهان وحمدوك)".

وأضاف: "يجب حماية الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير.. لا بدّ من أن تُسمع أصوات لجان المقاومة والشباب والنساء والقوى السياسية من دون إراقة دماء أو اعتقالات تعسفية".

(أ ب)

وقال تجمع المهنيين السودانيين، قائد الحراك الاحتجاجي، في بيان الأربعاء: "ندعو جماهير الشعب، وفي المقدمة منها قطاعات المهنيين والعاملين والعاملات، إلى المشاركة الفعالة في مواكب (مظاهرات) غدا الخميس".

وأضاف التجمع أن احتجاجات الخميس هي "للتأكيد على رفضنا لوصاية الانقلابيين ومن والهم على ثورتنا المجيدة، وتمسكنا بمطلب إخراجهم من المشهد لبناء سلطة مدنية ملتزمة بغايات الثورة (التي أسقطت البشير)".

ويشهد السودان، منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر، احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان في اليوم ذاته، وتضمنت إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".

ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا، الأحد الماضي، يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي، إلا أن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

وفي أكثر من مناسبة، زعم البرهان أنه أقدم على إجراءاته "لحماية البلاد من خطر حقيقي"، متهما قوى سياسية بـ"التحريض على الفوضى".

التعليقات