عون يبحث العلاقات المتوترة مع دول الخليج في قطر

وصل الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الإثنين إلى قطر من أجل عقد محادثات حول الأزمة الدبلوماسية السائدة مع دول الخليج.

عون يبحث العلاقات المتوترة مع دول الخليج في قطر

الأمير القطري والرئيس اللبناني (أ ب)

وصل الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الإثنين إلى قطر من أجل عقد محادثات حول الأزمة الدبلوماسية السائدة مع دول الخليج.

ويأتي اجتماع عون مع أمير قطر ومسؤولين قطريين آخرين، في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية مرت عليه على الإطلاق.

وأدى الانهيار المالي إلى جانب العديد من الأزمات الأخرى في لبنان، إلى دفع أكثر من ثلاثة أرباع السكان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، بما في ذلك مليون لاجئ سوري، إلى الفقر.

ومن المنتظر أن يبحث عون العلاقات المتوترة بين لبنان ودول الخليج بقيادة السعودية خلال اجتماعاته في الدوحة.

وقال عون مرارا إن "لبنان يريد علاقات ممتازة مع السعودية التي تصنف حزب الله على أنه منظمة إرهابية. وعون حليف سياسي للجماعة الشيعية المتشددة".

وسحبت السعودية، الداعمة التقليدية للبنان، سفيرها من بيروت وطلبت من المبعوث اللبناني المغادرة الشهر الماضي، بعد تصريحات متلفزة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي. وقال قرداحي إن "الحرب في اليمن عقيمة ووصفها بأنها عدوان من التحالف الذي تقوده السعودية".

وبدأت حرب اليمن مع استيلاء المتمردين الحوثيين على صنعاء عام 2014، الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال البلاد. دخل التحالف الذي تقوده السعودية الحرب في العام التالي، عازمًا على استعادة الحكومة المعترف بها دوليًا والإطاحة بالمتمردين.

وقال عون لصحيفة الراية القطرية إنه "سيدعو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اجتماعاته المباشرة إلى الاستثمار في إعادة إعمار ميناء بيروت الذي دمر العام الماضي في انفجار ضخم".

وأكد عون أيضا أنه "سيسعى للاستثمار في مشاريع بنية تحتية أخرى، بما في ذلك الكهرباء، التي تنقطع معظم ساعات النهار في لبنان".

وأعلن أمير قطر، تميم بن حمد، الإثنين، استعداد بلاده للوقوف إلى جانب لبنان، وإيفاد وزير خارجية بلاده إلى بيروت قريبا لتقديم الدعم والمساعدة.

وقال الأمير تميم إن "قطر مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات، من أجل النهوض من الظروف الصعبة التي يعيشها، والتي انعكست سلبًا على الحياة اليومية للبنانيين".

وأوضح أنه "سيوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن قريبًا (دون تحديد موعد) إلى العاصمة بيروت، لتقديم الدعم والمساعدة الضرورية".

وأعرب عن تطلعه أن تجد الأزمة القائمة بين لبنان ودول الخليج حلولا في القريب العاجل، مؤكدا ترحيب بلاده باللبنانيين الذين بات عددهم حوالي 55 ألفا.

وتمتلك قطر واحدا من أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، وكانت مستثمرا رئيسيا في لبنان في الماضي. لكن العديد من الدول رفضت الاستثمار في لبنان أو تقديم المساعدة لحكومته قبل أن تنفذ إصلاحات كبيرة لمكافحة الفساد وسوء الإدارة اللذين تسببا في الانهيار الاقتصادي في عام 2019.

وسيحضر عون غدا، الثلاثاء، حفل افتتاح كأس العرب لكرة القدم الذي يتنافس فيه 16 منتخبا. البطولة التي تستمر 19 يومًا هي فرصة للعالم ليشهد ملاعب قطر الجديدة التي ستستضيف كأس العالم العام المقبل.

وتأتي زيارة عون في الوقت الذي أغلق فيه عشرات المتظاهرين الطرق الرئيسية في لبنان اليوم، الإثنين، للتعبير عن غضبهم من الطبقة السياسية في البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والظروف المعيشية القاسية.

وحدث إغلاق الطرق بإطارات محترقة بشكل رئيسي في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس الشمالية ومدينة صيدا الساحلية الجنوبية ووادي البقاع الشرقي.

وتدهورت الأزمة الاقتصادية في لبنان في الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت الليرة اللبنانية إلى مستويات منخفضة جديدة عند 25800 للدولار الأميركي، ما أدى إلى القضاء على القوة الشرائية لمعظم سكان البلاد الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة. الحد الأدنى للأجر الشهري 675 ألف ليرة (27 دولارا).

التعليقات