أطلقت الشرطة السودانية، اليوم الإثنين، الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين قرب القصر الجمهوري في وسط العاصمة الخرطوم، الذين خرجوا للمطالبة بعودة الحكومة المدنية.
وتظاهر آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى وهم يهتفون "لا لا لحكم العسكر" و"مدنية خيار الشعب".
وأفادت مصادر محلية أن المظاهرة في الخرطوم انطلقت من حديقة القرشي، ووصلت إلى محيط القصر الرئاسي قبل أن تفرقها قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
وأفاد شهود عيان بأن المحتجين كانوا يحملون الأعلام الوطنية أثناء مسيرهم نحو 3 كيلومترات إلى البوابة الجنوبية للقصر، ورددوا هتافات "السلطة سلطة شعب والثورة ثورة شعب".
وأضاف الشهود أن محتجين بشارع الستين شرقي الخرطوم تعرضوا لاعتداءات بالأسلحة البيضاء من قبل مجموعة بزي مدني - غير محددة التوجه أو الانتماء - كما أتلف أفراد هذه المجموعة سيارات المارة بالطريق.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية، أن سيارة طاقمها كانت من ضمن السيارات التي تعرضت للتحطيم من قبل المجموعة غير المعروفة.
وخرج مئات المتظاهرين أيضا في مدني (186 كيلومترا جنوب الخرطوم) وكسلا (600 كيلومتر شرق العاصمة) على ما أوضح شهود عيان.
وفي وقت سابق الإثنين، انطلقت تظاهرات بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدة مدن في البلاد، رفضا للاتفاق السياسي بين رئيسي مجلسي السيادة، عبد الفتاح البرهان، والوزراء، عبدالله حمدوك.
وتأتي التظاهرات استجابة لدعوة قوى "إعلان الحرية والتغيير - المجلس المركزي" ولجان المقاومة في السودان، لإسقاط ما أسمته بـ"الانقلاب" وتحقيق "مدنية الدولة".
وكان قائد الجيش السوداني، البرهان، قد أستولى في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على السلطة واعتقل حمدوك وأعضاء حكومته. لكن بعد إدانات دولية وتظاهرات واسعة تراجع ووقع اتفاقا مع حمدوك أعاده بموجبه إلى مكتبه.
ويُندّد الكثير من منظّمات المجتمع المدني والوزراء الذين أزيحوا من مناصبهم من جرّاء الانقلاب، وكذلك المتظاهرين الذين يُواصلون التعبئة، باتّفاق 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويتّهمون حمدوك بـ"شرعنة الانقلاب" والبرهان بإعادة شخصيّات من نظام البشير إلى الحكم.
التعليقات