القمّة الخليجيّة بالرياض: تطلّع لدور إيجابيّ من طهران لتخفيف التوتّر

أكّد قادة مجلس التعاون الخليجيّ، الثلاثاء، على ضرورة "الوحدة" في السياسات الخارجية والمجال الاقتصادي، بعد عام من حل الأزمة الدبلوماسية مع قطر، في قمة استضافتها الرياض وغاب عنها العاهل السعودي، الملك سلمان.

القمّة الخليجيّة بالرياض: تطلّع لدور إيجابيّ من طهران لتخفيف التوتّر

قادة دول مجلس التعاون قبيل بدء القمة (الأناضول)

أكّد قادة مجلس التعاون الخليجيّ، الثلاثاء، على ضرورة "الوحدة" في السياسات الخارجية والمجال الاقتصادي، بعد عام من حل الأزمة الدبلوماسية مع قطر، في قمة استضافتها الرياض وغاب عنها العاهل السعودي، الملك سلمان. وأفاد البيان الختامي للقمة، بتطلُّع الدول أن "يكون للإدارة الإيرانية الجديدة دور إيجابي في تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة مع مجلس التعاون".

كما دعت القمة في بيانها الختاميّ، المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الاستهداف الإسرائيلي للوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة.

وأشار البيان الختاميّ إلى مساندة "كافة المساعي" التي من شأنها أن تسهم في حل ملف سد النهضة الإثيوبي. وأكدت القمة حرص دولها، للوصول إلى حل سياسي توافقي بأفغانستان والمساهمة في حشد الدعم الدولي لتقديم مساعدات إنسانية لها.

جانل من القمة (الأناضول)

وتشابهت البيانات المشتركة الصادرة عن محطات الجولة في تناولها الملف النووي الإيراني، ومطالبتها بـ"إصلاحات في لبنان"، بالإضافة إلى ملفات اليمن وسورية وليبيا وأفغانستان.

وقال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في كلمته التي ألقاها خلال رئاسة بلاده للقمة الخليجية المنعقدة في قصر الدرعية بالرياض، بحضور قادة ورؤساء وفود الدول الست لمجلس التعاون، الثلاثاء، إن "الالتزام والتضامن أدى لنجاح مخرجات بيان العلا"، المعروف بقمة المصالحة الخليجية التي عقدت أوائل العام الجاري، داعيا لتعامل جدي مع البرنامج النووي الإيراني.

وهذه أول قمة تنعقد بعد إتمام مصالحة خليجية بالقمة السابقة بمدينة العلا السعودية في 5 كانون الثاني/ يناير الماضي، وإنهاء خلاف تاريخي اندلع منتصف 2017 بين الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة من جانب وقطر من جانب آخر.

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان خلال كلمته (الأناضول)

وأُسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، ويضم 6 دول هي: السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان.

وشارك في قمة الثلاثاء كل من أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى، ونائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، وولي العهد الكويتي، مشعل الأحمد الجابر، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد.

وفي كلمته نائبا عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قال ولي العهد: "نجتمع بعد مرور 4 عقود من تأسيس المجلس في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة تتطلب منا مزيدا من تنسيق الجهود مما يعزز ترابط واستقرار دولنا".

ولي العهد الكويتي، مشعل الأحمد الجابر (الأناضول)

وأضاف: "نشيد بما لمسناه في زيارتنا لدول مجلس التعاون الخليجي (الأسبوع الماضي) من حرص بالغ على وحدة الصف، كما نشيد بالالتزام والتضامن الذي أدى لنجاح مخرجات بيان العلا".

وتابع: "تستمر المملكة في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة كما تدعم الحلول السياسية والحوار لحل النزاعات".

وأشار إلى استمرار دعم بلاده الجهود الأممية للوصول لحل سياسي لإنهاء أزمة اليمن.

وأضاف: "تؤكد المملكة على أهمية التعامل بشكل جدّي وفعال مع البرنامج النووي والصاروخي لإيران بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما تؤكد على مبادئ حسن الجوار وتجنيب المنطقة لجميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار".

العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى (الأناضول)

وفي كلمته، قال العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى الذي ترأست بلاده القمة السابقة: "نشيد بنتائج الزيارات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان، والتي مهدت لعقد هذه القمة خير تمهيد".

وأضاف: "جاءت تطلعاتها (أي القمة) وتوجهاتها معبرة ومؤكدة على ما تتولاه السعودية من دور كبير لتقريب وجهات النظر، ولتجاوز التحديات، وتقديم الحلول المطلوبة مع متطلبات مرحلة العمل الحالية، وصولا إلى ما نتمناه جميعا لدولنا من رفعة وازدهار وتقارب لا بد منه".

وأضاف: "نود التأكيد على أهمية الالتزام بمضامين إعلان العُلا... وبمتابعة دقيقة للعمل الثنائي بين دول المجلس وإزالة كافة الأمور العالقة".

أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني (الأناضول)

بدوره، خاطب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف مبارك فلاح الحجرف، الحضور قائلا: "لقد رسختم أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من عدم استقرار".

ثم عقد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج جلسة عملهم المغلقة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

التعليقات