الحراك السوداني يتواصل سعيا للديمقراطية والعدالة... والقمع يتصاعد

قتل متظاهر، اليوم الأحد، في الخرطوم، فيما واصل آلاف السودانيين احتجاجاتهم منددين بانقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، ومطالبين بالعدالة والديمقراطية.

الحراك السوداني يتواصل سعيا للديمقراطية والعدالة... والقمع يتصاعد

من احتجاجات اليوم في الخرطوم (أ ب)

قتل متظاهر، اليوم الأحد، في الخرطوم، فيما واصل آلاف السودانيين احتجاجاتهم منددين بانقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، ومطالبين بالعدالة والديمقراطية.

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على انقلاب قائد الجيش، الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، لم تهدأ التعبئة في السودان رغم القمع الذي أوقع حتى الآن 79 قتيلا بين المتظاهرين، وفق نقابة أطباء موالية للقوى الديمقراطية.

وبعيد ظهر اليوم، خرج الآف السودانيين مجددا في مسيرات توجهت نحو القصر الرئاسي في الخرطوم للمطالبة بتنحية العسكريين وبحكم مدني ديمقراطي في البلاد.

وينتشر الجنود المسلحون الذين يغلقون الشوارع والجسور، إضافة إلى الكتل الإسمنية التي تسد مداخل القصر الرئاسي، مقر الجيش والسلطة في الخرطوم.

ومع ذلك يواصل السودانيون احتجاجاتهم على الانقلاب الذي قاده البرهان ضد شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تشكلت عقب إطاحة الرئيس السابق، عمر البشير، في نيسان/ أبريل 2019، بعد انتفاضة شعبية استمرت أكثر من أربعة أشهر.

وفي ولاية الغضارف (شرق) كما في ولايتي دنقلة وعطبرة (شمال) هتف المتظاهرون: "العين بالعين" و"العسكر إلى الثكنات"، فيما حذرت واشنطن من أن استمرار القمع قد تترتب عليه "عواقب".

من جهتها، قالت السلطات إنها تحقق وإنها "صادرت أسلحة" الجنود الذين يظهرون في مقاطع فيديو وهم يطلقون النار من بنادقهم الرشاشة على المتظاهرين. ولكنها تقول عبر وسائل الإعلام الرسمية إنها لا تزال بحاجة إلى شهادات من المتظاهرين.

وفي مواجهة الضغوط الدولية، أعلنت السلطات أنها تحقق كذلك في ملف آخر يتعلق بـ"السفارات التي لا تلتزم بالأعراف الدبلوماسية"، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

وعندما أعلنت الشرطة، في منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري، أن ضابطا برتبة عميد قتل طعنا بسكين، اعتقل خلال ساعات شخص متهم بأنه مرتكب الجريمة.

وما زال السودان، إحدى أفقر دول العالم، محروما من المساعدات الدولية احتجاجا على الانقلاب. وهو يعاني مزيدا من الانقسامات. وكما كان الحال قبل الانقلاب، تشهد الشوارع مسيرات لمتظاهرين يتبنون مواقف متناقضة.

الخرطوم، من احتجاجات اليوم (أ ب)

وتظاهر الموالون للجيش، الأربعاء الماضي، احتجاجا على مبادرة الأمم المتحدة للحوار أمام مقر بعثة المنظمة الدولية. ودان موفد الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتيس، "أصدقاء" حزب الرئيس السابق عمر البشير "المؤتمر الوطني".

ويتفق أنصار الجيش وخصومه على أمر واحد هو رفض الحوار. ويريد مؤيدو الجيش شرعنة الأمر الواقع الناتج من الانقلاب، في حين يرفض المطالبون بالديمقراطية أي شراكة جديدة مع العسكريين ويهتفون في الشوارع "لا شراكة، لا تفاوض".

وأكدت قوى الحرية والتغيير التي تضطلع بدور رئيسي في التعبئة الراهنة كما لعبت دورا مركزيا أثناء الانتفاصة على البشير، "لن نترك الشوارع قبل سقوط نظام الانقلابيين وإقامة دولة ديمقراطية ومحاكمة المجرمين الذين هاجموا الشعب".

من جانبه، يضاعف الرجل الثاني في السلطة، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" من التحركات السياسية.

فقد توجه إلى أثيوبيا، الأسبوع الماضي، ويواصل لقاء زعماء قبليين وممثلين للمجالس البلدية وقادة محليين كانوا يتمتعون بنقوذ قوي قبل أن يتم إبعادهم من قبل جيل ثورة 2019.

التعليقات