البرهان: الزيارات المتبادلة مع إسرائيل لأغراض "عسكرية وأمنية"

ذكر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، أنه لا يريد هو ولا والمؤسسة العسكرية حكم السودان؛ فيما اعتبر أن الزيارات المتبادلة بين السودان وإسرائيل هي لأغراض "عسكرية وأمنية" وليست سياسية.

البرهان: الزيارات المتبادلة مع إسرائيل لأغراض

جانب من الاحتجاجات المطالبة بحكم مدني بالسودان (أ ب)

ذكر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، أنه لا يريد هو ولا والمؤسسة العسكرية حكم السودان؛ فيما اعتبر أن الزيارات المتبادلة بين السودان وإسرائيل هي لأغراض "عسكرية وأمنية" وليست سياسية.

وتابع البرهان الذي يشغل منصب قائد الجيش في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "متى ما حصل توافق وطني، أو قامت انتخابات أنا والمؤسسة العسكرية لن نكون جزءا منها".

ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.

وأردف البرهان "لا أريد أن أحكم السودان ولا المؤسسة العسكرية تريد ذلك"؛ وشدد على أنه "عندما يحدث توافق وطني، فالجيش مستعد للحوار في إدارة المرحلة الانتخابية".

وأضاف "أنا مؤمن بإكمال الفترة الانتقالية"، معتبرا أن "الوثيقة الدستورية لعام 2019 كانت معيبة".

ووقع المجلس العسكري المنحل في 17 آب/أغسطس 2019، وثيقة دستورية للفترة الانتقالية مع قوى إعلان الحرية والتغيير لإدارة شؤون البلاد خلال فترة انتقالية تستمر 39 شهرا.

وعقب توقيع اتفاق سلام مع الحركات المسلحة في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2020، شاركت هذه الحركات المسلحة في السلطة إلى جانب العسكر والمدنيين بنسب حددتها الاتفاقية ومددت الفترة الانتقالية حتى كانون الثاني/يناير 2024.

وزاد البرهان "لا مكان في الفترة الانتقالية لحزب المؤتمر الوطني (حزب عمر البشير)".

ولفت إلى أن إجراءاته في 25 تشرين الأول/أكتوبر "جاءت للمطالبة بمشاركة الآخرين ودون إقصاء لأحد بل إنها جاءت للظروف الأمنية داخليا وخارجيا وقصد بها أن يعود الجميع للحوار".

واعتبر أن "من يتحدث عن انقلاب (في إشارة إلى إجراءاته) هي الفئة التي فقدت السلطة".

وأكد البرهان أنه "إذا حدث توافق وطني فنحن مستعدون لتسليم السلطة".

وأوضح أن "التوافق الوطني المقصود به أن تتوافق القوى المؤمنة بالتغيير (..) لتضع دستور للبلاد وتشرع في الانتخابات".

وبشأن مقتل متظاهرين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر، أعرب البرهان عن "أسفه لسقوط ضحايا ومصابين في التظاهرات بالبلاد".

وأضاف "أتحمل المسؤولية كاملة إذا كنت أصدرت أوامر بملاحقة للمتظاهرين وقتلهم، أو كان لدي علم بأن هناك جهة تقتلهم".

وأردف "أنا حريص من مسؤوليتي على التحقيق في قتل المتظاهرين"، مشيرا إلى أنه "شكل لجانا للتحقيق في ذلك".

وأشار إلى أن الشرطة "يقع عليها مسؤولية الكشف عمن يقوم بالقتل"، معتبرا أن "هناك جهات (لم يسمها) تريد أن ترى السودان مشتتا وممزقا"، دون تفاصيل.

وأكمل "هناك بعض جهات غير متعاونة معنا من الأطباء في التشريح والنيابة وأيضا بعض الأطراف في الشرطة (لم يسمها)".

وشدد على "استعدادهم للحوار مع الشباب ولجان المقاومة (ناشطون في الأحياء)"، مشددا على أن "الحوار مفتوح مع الجميع".

وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 كانون الأول/ديسمبر 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 نيسان/أبريل 2019.

وبحسب لجنة أطباء السودان فإن 79 متظاهرا لقوا حتفهم منذ بدء الاحتجاجات في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دون صدور إحصائية إجمالية رسمية بشأن ضحايا المظاهرات.

"العلاقة بين السودان وإسرائيل ليست سرية"

واعتبر البرهان أن الزيارات المتبادلة بين بلاده وإسرائيل لأغراض "عسكرية وأمنية" وليست سياسية؛ مضيفا أن "موضوع العلاقة مع إسرائيل يؤخذ من قبل الكثير من الناس بحساسية، وأن العلاقة بين السودان وإسرائيل ليست سرية".

وتابع البرهان "إننا نسعى للانفتاح وأن يكون السودان جزء من المجتمع الدولي، وأننا ليس لدينا أعداء مع أحد".

وأشار إلى أن "التعامل مع إسرائيل لم يتوقف منذ لقاء عنتبي في أوغندا، وكل علاقتنا مع إسرائيل محصورة في التعاون الأمني والعسكري".

وأشار البرهان في حديثه، إلى أن "التعاون العسكري والأمني مع إسرائيل فيه فائد للوطن، وإنهم يسعون للفائدة الوطن".

ولفت البرهان، إلى أنه "لم يزر السودان أي مسؤول إسرائيلي كبير وأن كل الزيارات التي تمت هي من مسؤولين عسكريين وأمنيين، وهذا شيء طبيعي بين دول العالم".

وزاد "ساعدتنا الزيارات المتبادلة مع الجانب الإسرائيلي في تبادل المعلومات في إلقاء القبض على مجموعات إرهابية موجودة في السودان كان يمكن أن تهدد أمن السودان والإقليم" (دون تفصيل).

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، الأربعاء، إن مبعوثا سودانيا وصل إلى إسرائيل مطلع الأسبوع، فيما لم يصدر عن السودان أي تعليق بشأن ذلك.

وتأتي الزيارة في ظل أزمة سياسية حادة يعيشها السودان، منذ أن أعلن الجيش في 25 تشرين أول/أكتوبر 2021 حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات باعتبارها "انقلابا عسكريا".

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، أن وفدا إسرائيليا، زار العاصمة السودانية، الخرطوم دون مزيد من التفاصيل.

وأعلنت إسرائيل والسودان نهاية عام 2020، تطبيع العلاقات بين البلدين، وسط رفض شعبي في ظل مرور البلاد بمرحلة انتقالية لم تسفر بعد عن سلطات منتخبة.

وفي 19 نيسان/أبريل 2021، صادق مجلسا السيادة والوزراء بالسودان، "بشكل نهائي" على مشروع يلغي قانون مقاطعة إسرائيل القائم منذ عام 1958.

وأثارت هذه التطورات رفضا شعبيا عربيا واسعا في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

ومنذ استقلال السودان في 1956، لم تنشأ أية علاقات ثنائية بين إسرائيل والسودان، بل شاركت الأخيرة في الحروب التي شهدتها المنطقة العربية ضد إسرائيل، وأرسلت جنودا للقتال في حربي 1967 و1973، كما شارك متطوعون سودانيون في حرب 1948.

التعليقات