إقبال ضعيف على انتخابات لبنان البرلمانية

لم تسجل مراكز الاقتراع في لبنان إقبالا كثيفا حتى الساعة الثالثة عصرا، وأعلنت وزارة الداخلية، اليوم الأحد، أن نسبة الاقتراع بلغت 25,26 في المئة قبل أربع ساعات من إغلاق الصناديق.

إقبال ضعيف على انتخابات لبنان البرلمانية

تشكل الانتخابات البرلمانية اللبنانية أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، طالبت برحيل الطبقة السياسية.

لم تسجل مراكز الاقتراع في لبنان إقبالا كثيفا حتى الساعة الثالثة عصرا، وأعلنت وزارة الداخلية، اليوم الأحد، أن نسبة الاقتراع بلغت 25,26 في المئة قبل أربع ساعات من إغلاق الصناديق.

ويرجح أن تبقي الكفة مرجحة لصالح القوى السياسية التقليدية التي يُحمّلها كثر مسؤولية الانهيار الاقتصادي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين.

ووثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات (لادي) التعرض لمندوبيها في مناطق عدة بالتهديد أو الضرب، الجزء الأكبر منها في مناطق تحت نفوذ حزب الله.

ونشرت الجمعية صورا ومقاطع فيديو تظهر مندوبين لحزب الله وحركة أمل، يرافقون الناخبين خلف العازل في بعض الأقلام الانتخابية بشكل مخالف للقوانين.

وأوقفت القوى الأمنية مندوب لائحة معارضة في حارة حريك جنوب بيروت، لشتمه رئيس الجمهورية ميشال عون، أثناء خروجه من مركز الاقتراع.

كما نشرت "لادي" شريط فيديو قالت إنه يظهر "اعتداء مناصرين لحزب الله وحركة أمل" مرددين شعارات "صهيوني" على واصف الحركة، أحد أبرز المرشحين المعارضين، قرب بيروت.

ووقعت إشكالات بين مناصرين حزبيين في مناطق عدة، أبرزها في مدينة زحلة في البقاع، بين مناصري حزب الله ومناصري حزب القوات اللبنانية الذي أفاد عن طرد مندوبي لائحته من تسع قرى في بعلبك الهرمل التي تعد معقلاً لحزب الله.

وأفادت تقارير إعلامية محلية عن انقطاع الكهرباء في عدد من المراكز، رغم تأكيد وزارة الداخلية أن التغذية ستكون متوافرة بشكل متواصل طيلة اليوم الانتخابي.

وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا أمام أكثر من 3,9 ملايين ناخب يحق لهم الاقتراع.

ويعاني لبنان من انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

وبات أكثر من ثمانين في المئة من السكان تحت خط الفقر وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو ثلاثين في المئة. كما يعاني من شح في السيولة وقيود على السحوبات المالية من المصارف وانقطاع في التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم.

كما تأتي الانتخابات بعد نحو عامين على انفجار الرابع من آب/أغسطس 2020، الذي دمر جزءا كبيرا من بيروت وأودى بأكثر من مئتي شخص وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين.

ونتج الانفجار، وفق تقارير أمنية وإعلامية، عن الإهمال وتخزين كميات ضخمة من مواد خطرة تدور تحقيقات حول مصدرها، من دون أي إجراءات وقاية.

ويضم البرلمان 128 نائبا. والغالبية في المجلس المنتهية ولايته هي لحزب الله وحلفائه وأبرزهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الذي يشغل منصبه منذ 1992.

ويخوض عدد كبير من المرشحين الانتخابات تحت شعارات "سيادية" منددة بحزب الله الذي يأخذون عليه انقياده وراء إيران وتحكمه بالبلاد نتيجة امتلاكه ترسانة عسكرية ضخمة. ويطالبون بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. وبين المرشحين المعارضين من يحمل الشعارات نفسها.

وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي أعلن مقاطعة الاستحقاق، بعدما احتل الواجهة السياسية سنوات طويلة إثر مقتل والده رفيق الحريري في 2005.

وتفاوتت درجة الإقبال في المناطق التي تعد معاقل رئيسية للحريري، في وقت كثفت دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقون دعواتهم الناخبين للاقتراع بكثافة.

ووفق أرقام وزارة الداخلية، سجلت معاقل لتيار المستقبل إقبالاً متدنياً مثل مدينة طرابلس، حيث بلغت نسبة الاقتراع 12,5 في المئة عند الساعة الثالثة عصرا.

في المقابل، سجلت معاقل حزب الله إقبالا أفضل تخطى ثلاثين في المئة في بعلبك - الهرمل شرقاً وفي منطقة النبطية جنوبا.

التعليقات