تونس: رغم دعوات المقاطعة.. بلوغ نسبة التصويت 6,32% على الاستفتاء حتى الصباح

أفادت هيئة الانتخابات التونسية، ظهر اليوم الإثنين، أن نسبة المشاركة في استفتاء تونس، حتى الساعة الثامنة ونصف صباحا بتوقيت غرينيتش، بلغت 6,32%.

تونس: رغم دعوات المقاطعة.. بلوغ نسبة التصويت 6,32% على الاستفتاء حتى الصباح

من التصويت على الاستفتاء للدستور (Getty images)

أفادت هيئة الانتخابات التونسية، ظهر اليوم الإثنين، أن نسبة المشاركة في استفتاء تونس، حتى الساعة الثامنة ونصف صباحا بتوقيت غرينيتش، بلغت 6,32%.

وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر أن 564,753 ناخبا أدلوا بأصواتهم داخل تونس وهذا "رقم هام ومشجع".

وذكر بوعسكر أن نسبة المشاركة في انتخابات 2019، كانت في مستوى 1,6% في حدود الساعة الثامنة صباحا بتوقيت غرينيتش دون أن يحدد إن كانت تتعلق بالانتخابات الرئاسية أم التشريعية.

ويُدلي التونسيّون بأصواتهم اليوم الإثنين، للتّعبير عن آرائهم بشأن مشروع دستور جديد للبلاد طرحه الرئيس، قيس سعيّد، وضمّنه صلاحيّات واسعة لصالحه، ما شكّل قطيعة مع دستور الثورة الذي أقِرّ في العام 2014، وأسّس لنظام برلماني معدّل.

ويتمثّل التغيير الكبير الذي حصل على الدستور، في إقرار واضح لنظام رئاسيّ، لم تعد للرئيس فيه صلاحيّات الدفاع والخارجيّة كما نص عليها دستور 2014، بل توسّعت لتشمل أبعد من ذلك اختصاصات تعيين الحكومة والقضاة وتقليص النفوذ السابق للبرلمان.

احتجاجات في تونس (Getty Images)

وأصبح لرئيس الجمهورية حقّ تعيين رئيس الحكومة وبقيّة أعضائها باقتراح من رئيس الحكومة، كما يُخوّل له الدستور إقالتها دون أن يكون للبرلمان دور في ذلك.

كما أنّ للرئيس، القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، صلاحيّات ضبط السياسة العامّة للدولة ويُحدّد اختياراتها الأساسيّة. ولمشاريعه القانونيّة "أولويّة النظر" من جانب نواب البرلمان.

فضلًا عن ذلك، انقسمت الوظيفة التشريعيّة بين "مجلس نوّاب الشعب"، الذي ينتخب نوّابه باقتراع مباشر لمدّة خمس سنوات، و"المجلس الوطنيّ للجهات" ويضمّ ممثّلين منتخبين عن كلّ منطقة، على أن يصدر لاحقًا قانون يُحدّد مهمّاته.

ويندرج إرساء هذا المجلس في إطار تصوّر سعيّد بلامركزيّة القرار، وأنّ الحلول للمناطق المهمشّة والتي تفتقد للتنمية يجب أن تُطرح من جانب الأهالي.

إلى ذلك، يقبل الرئيس استقالة الحكومة إثر تقديم لائحة لوم مُصادق عليها بغالبيّة الثلثين للمجلسين مجتمعين، وهذا من الصعب تحقيقه ويفسح له المجال ليكون المقرّر الأول لمصير أيّ حكومة.

ولم يتضمن الدستور بنودًا لإقالة الرئيس، خلافًا لما جاء في دستور العام 2014، وفي المقابل يُمنح له الحقّ في حلّ البرلمان والمجلس الوطني للجهات.

ويعيّن الرئيس القضاة إثر تقديم ترشّحاتهم من جانب المجلس الأعلى للقضاء، ما اعتبره قضاة "تدخّلًا في استقلال القضاء".

كما أنّ من بين الفصول التي تُثير جدلًا في تونس والتي تنتقدها بشدّة المنظّمات الحقوقيّة، ما يتعلّق بالبندين الخامس والخامس والخمسين. وينصّ الفصل الخامس على أنّ "تونس جزء من الأمّة الإسلاميّة، وعلى الدولة وحدها أن تعمل، في ظلّ نظام ديمقراطي، على تحقيق مقاصد الإسلام الحنيف في الحفاظ على النّفس والعرض والمال والدين والحرّية".

وكانت منظّمات حقوقية دوليّة انتقدت هذا الفصل، معتبرةً أنّه "يُتيح التمييز ضدّ الجماعات الدينيّة الأخرى".

وحافظ سعيّد على "حرّية المعتقد والضمير" التي نصّ عليها دستور 2014.

أمّا الفصل الخامس والخمسون فينصّ على أن "لا توضَع قيود على الحقوق والحرّيات المضمونة بهذا الدستور إلّا بمقتضى قانون ولضرورة يقتضيها نظام ديمقراطي، وبهدف حماية حقوق الغير أو لمقتضيات الأمن العامّ أو الدفاع الوطني أو الصحّة العموميّة".

وأكّدت أحزاب أنّ هذا الفصل يُتيح للسلطات مجالًا كبيرا للحدّ من الحرّيات، من دون رقابة.

ورافقت مسار صياغة الدستور الجديد انتقادات شديدة من المعارضة. فقد أوكل الرئيس المهمّات إلى أستاذ القانون الدستوريّ، الصادق بلعيد، وعمدَ هذا الأخير، في إطار "حوار وطنيّ" غابت عنه المعارضة، إلى إعداد المسوّدة وتسليمها للرئيس. لكنّ سعيّد نشر مشروعًا مختلفًا جدًا عمّا قام به بلعيد.

وكان قد تجمع مئات المتظاهرين في وسط العاصمة تونس، خلال الأيام الأخيرة، للاحتجاج على الاستفتاء لإقرار الدستور الجديد يرفضونه باعتباره غير قانوني.

ويقول المعارضون إن الاستفتاء هو أحدث خطوة ضمن سلسلة خطوات اتخذها سعيّد صوب ترسيخ حكم الرجل الواحد، بدأت بتعليق عمل البرلمان المنتخب قبل عام، والإطاحة بالحكومة، والانتقال للحكم بمراسيم، في ما يصفه منتقدوه بالانقلاب.

وردد المحتجون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في وسط تونس هتافات رافضة لإجراءات سعيّد، منها: "يسقط الاستفتاء" و"أوقفوا الحكم الاستبدادي" و"ارحل يا سعيد"، كما رفع المحتجون شعارات من قبيل "يسقط يسقط الانقلاب"، و"هذا استقواء وليس استفتاء"، و"حريات.. حريات.. دولة البوليس وفات (انتهت)".

التعليقات