تقرير: الرئيس الصيني يزور السعودية الخميس

من المتوقع أن يحضر ما لا يقل عن 14 رئيس دولة عربية قمة عربية صينية تستضيفها الرياض، بحسب الدبلوماسي العربي الذي وصف الزيارة بأنها "علامة فارقة" للعلاقات العربية الصينية.

تقرير: الرئيس الصيني يزور السعودية الخميس

(Getty Images)

يعتزم الرئيس الصيني، شي جينبينغ، إجراء زيارة رسمية إلى السعودية، تستغرق يومين، ابتداء من يوم الخميس المقبل، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية مساء اليوم، الإثنين، عن مصادر مطلعة (لم تسمها).

وذكرت الشبكة أن ثلاثة مصادر، دبلوماسي عربي ومسؤول عربي رفيع ومصدر مطلع على الزيارة، قالت إن زيارة شي إلى الرياض تشمل عقد قمة عربية - صينية ومؤتمرا صينيا - خليجيا، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي.

ومن المتوقع أن يحضر ما لا يقل عن 14 رئيس دولة عربية القمة العربية الصينية، بحسب الدبلوماسي العربي الذي وصف الزيارة بأنها "علامة فارقة" للعلاقات العربية الصينية، في حين لم يصدر أي تأكيدات من الجانب السعودي أو الصيني بشأن الزيارة.

ورجح محللون، تحدثوا لوكالة "رويترز"، أمس، الأحد، أن يستضيف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الزعيم الصيني، شي، هذا الأسبوع، وسط مرحلة حساسة في العلاقات الأميركية - السعودية، ما يشير إلى تصميم الرياض على الإبحار في نظام عالمي مستقطب بغض النظر عن رغبات حلفائها الغربيين.

وفك ولي العهد السعودي عزلته الدولية وعاد ليسجل حضوره في الساحة العالمية، بعد ضلوعه في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، عام 2018، الأمر الذي ألقى بظلاله على العلاقات بين الرياض وواشنطن، وأبدى تحديا في مواجهة غضب الولايات المتحدة بشأن سياسة الطاقة التي تنتهجها السعودية، والضغط من واشنطن للمساعدة في عزل روسيا.

وفي استعراض للقوة، بحسب "رويترز"، سيجمع بن سلمان أيضا حكاما من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحضور قمة صينية عربية، خلال زيارة الرئيس شي، وتوقعت الوكالة أن تبدأ الزيارة يوم الثلاثاء.

وقال المحللون إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال الشريك المفضل لدول الخليج التي تعتمد عليها أمنيا، فقد بدأت الرياض تضع سياسة خارجية تخدم تحولها الاقتصادي الوطني، مع ابتعاد العالم عن الهيدروكربونات، شريان الحياة للسعودية.

وأشار المحللون إلى أن "خطورة من أن يؤدي تعزيز العلاقات مع الصين إلى نتائج عكسية وإلى مزيد من الانقسام في العلاقات الأميركية السعودية"، إذ تجري زيارة شي في وقت تراجعت فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية إلى أدنى مستوياتها.

ويأتي ذلك مع تأثير الغموض على أسواق الطاقة العالمية بسبب فرض الغرب حد أقصى لأسعار النفط الروسي، وفي الوقت الذي تتابع فيه واشنطن بقلق تنامي نفوذ الصين في الشرق الأوسط.

وتعمل السعودية على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين. والرياض أكبر مورد للنفط للصين، على الرغم من أن روسيا العضو أيضا مثل السعودية في مجموعة أوبك+ زادت حصتها في السوق الصينية بوقود منخفض السعر.

وتضغط بكين أيضا لاستخدام عملتها اليوان في التجارة بدلا من الدولار الأميركي. وسبق أن هددت الرياض بالتخلي عن بعض تعاملات النفط بالدولار لمواجهة قانون أميركي محتمل يعرض أعضاء أوبك لدعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار.

ضجة واتفاقيات

ونقلت "رزتيرز" عن دبلوماسيين في المنطقة، قولهم إن شي سيحظى باستقبال فخم على غرار ما حدث مع الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عندما زار السعودية في عام 2017، وعلى النقيض من الزيارة غير الملائمة التي قام بها بايدن في تموز/ يوليو الماضي، والتي كانت تهدف إلى إصلاح العلاقات مع الرياض.

وقال دبلوماسيون إن من المتوقع أن يوقع الوفد الصيني عشرات الاتفاقيات مع السعودية ودول عربية أخرى تشمل الطاقة والأمن والاستثمارات، فيما تؤكد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي أنها ستواصل تنويع الشراكات لخدمة المصالح الاقتصادية والأمنية على الرغم من تحفظات الولايات المتحدة بشأن علاقاتهم مع كل من روسيا والصين.

وأبدت واشنطن قلقها بشأن استخدام دول الخليج العربية تكنولوجيا الجيل الخامس الصينية واستثمارات بكين في البنية التحتية الحساسة مثل الموانئ، بما في ذلك في الإمارات التي أوقفت مشروع ميناء صيني بسبب مخاوف الولايات المتحدة.

وتشتري الرياض وأبوظبي معدات عسكرية صينية، ووقعت شركة سعودية صفقة مع شركة صينية لتصنيع طائرات مسيرة مسلحة في المملكة، فيما تسعى السعودية إلى إبلاغ الحلفاء الغربيين أن لديها بدائل وأن علاقاتهم تستند في المقام الأول إلى المصالح الاقتصادية.

في هذا السياق أوضح مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية والدولية، جون ألترمان، إنه على الرغم من أن العلاقات السعودية مع الصين تنمو "بسرعة أكبر بكثير" من العلاقات مع الولايات المتحدة إلا أن العلاقات الفعلية ليست مماثلة.

وأضاف أن "العلاقات مع الصين تتضاءل مقارنة بالعلاقات مع الولايات المتحدة من حيث التعقيد والألفة".

التعليقات