"الهولوكوست" في مناهج التدريس الإماراتية.. "إسرائيل توظّف الحدث لأغراض سياسية"

السفارة الإماراتية في واشنطن أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، عبر "تويتر"، أنه سيتم "إدراج المحرقة في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية" دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

السفير الإسرائيلي في متحف "معبر الحضارات" في دبي (Gettyimages)

أدرجت السلطات الإماراتية، قضية الهولوكوست، على أجندة مناهج التدريس في المؤسسات التربوية والتعليمية، وذلك في خطوة أخرى لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل.

وكانت قد دشّنت الإمارات قبل ذلك، جناحا لذكرى ضحايا الهولوكوست اليهود في فترة الحرب العالمية الثانية، في متحف "معبر الحضارات" في دبي، وهو الوحيد من نوعه في الدول العربية.

وانتقد أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، توظيف إسرائيل للهولوكوست لأغراض سياسية، قائلا إن "الهولوكوست واقعة تاريخية تُستخدم من إسرائيل لأغراض سياسية". وبحسب عبد الله "إسرائيل تسيسه (الحدث) وتسيء استخدامه لأغراضها السياسية الخاصة".

وكانت السفارة الإماراتية في واشنطن أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، عبر "تويتر"، أنه سيتم "إدراج المحرقة في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية" دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

ونقلت التغريدة عن المسؤول الإماراتي، علي النعيمي، وهو أحد مهندسي "اتفاقات ابراهام" (اتفاقات التطبيع التي تمت برعاية أميركية)، قوله إن "إحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية يُعد أمرا بالغ الأهمية".

وادّعى أحمد عبيد المنصوري الذي أسّس "متحف معبر الحضارات" الذي يستضيف جناحا حول الهولوكوست، "من المهم تدريس المحرقة في المنطقة، لأن الإنكار منتشر بشدة". ويقول "إنْ أردنا أن يتعاطف الناس معنا، علينا التعاطف مع الآخرين".

وكُتب على دفتر ملاحظات الزوّار للمعرض، تعليقات نقديّة، مثل: "من ظُلم بجب أن يدافع عن المظلومين ولا يظلُم"، بينما كتب زائر آخر "لتسقط الإمبريالية الصهيونية".

وتدرّس مدارس خاصة في الإمارات التي يشكّل الأجانب حوالي 90% من سكانها البالغ عددهم 10 ملايين، المحرقة في مناهجها الدراسية.

وتشاورت وزارة التعليم الإماراتية مع معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (إمباكت)، ومؤسسة النصب التذكاري لمحرقة اليهود (ياد فاشيم)، لوضع برنامجها.

ويقول ماركوس شيف، من "إمباكت"، وهو معهد إسرائيلي- بريطاني إن "عنصر المحرقة جزء بسيط للغاية من كل المنهاج، ويتم العمل عليه الآن". وبحسب "ياد فاشيم"، هذه "المبادرة ما زالت قيد التطوير"، مشيرا إلى أنه ما زال من "المبكر للغاية" الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

ولكن هند الأنصاري من مركز "ويلسون" للأبحاث في واشنطن ترى من جهتها أن تعليم المحرقة لن يؤدي إلى تغيير سريع. وتؤكد أن تعليم الهولوكوست "لن يؤدي على الأرجح إلى المزيد من التسامح تجاه إسرائيل في المستقبل القريب"، مشيرة إلى أن "القضية الفلسطينية مقدسة في العالم العربي، بما في ذلك بين الغالبية العظمى من الإماراتيين".

ووقّعت الإمارات والبحرين والمغرب في عام 2020 اتفاقات تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وندّد الفلسطينيّون بهذه الاتّفاقات التي تتعارض، بالنسبة إليهم، مع الإجماع العربي الذي جعل حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطًا أساسيا للسلام مع إسرائيل.

التعليقات