السودان: تمديد الهدنة ومقترح حوار لطرفي الصراع

وجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة، حيث يعاني كثيرون من السكان، المحاصرين بسبب القتال، من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء.

السودان: تمديد الهدنة ومقترح حوار لطرفي الصراع

الدمار الذي خلفته المعارك بالخرطوم (Getty Images)

قالت القيادة العامة للجيش السوداني إن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش وافق على مبادرة طرحتها منظمة "إيغاد" تقضي بتمديد الهدنة في السودان لمدة 72 ساعة إضافية، فيما طرح رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مقترحا للحوار بين كل من البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن مبادرة طرحت من منظمة إيغاد (منظمة قمة دول المنظمة الحكومية لتنمية شرقي أفريقيا) تمخض عنها تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية، وتنتهي الهدنة الرابعة غدا الإثنين.

وحسب الناطق الرسمي باسم الجيش، فإن البرهان وافق مبدئيا على إيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة ومن الدعم السريع إلى جوبا عاصمة جنوب السودان بغرض التفاوض بشأن تفاصيل مبادرة إيغاد.

قال وزير خارجية جنوب السودان دينق داو، إن رئيس البلاد سلفاكير ميارديت قدم لقائد الجيش السوداني البرهان وقائد قوات الدعم حميدتي مقترحا من أجل الحوار خارج السودان أو داخله.

معارك رغم الهدنة والجيش ينشر قوات الاحتياطي بالخرطوم

شهدت الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار فيما تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان، مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال، فيما أعلن الجيش بدء نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجياً بمناطق جنوب الخرطوم.

ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة، حيث يعاني كثيرون من السكان، المحاصرين بسبب القتال، من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء.

وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانية، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.

وأعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن 70% من المرافق الصحيّة في المناطق القريبة من مواقع القتال باتت خارج الخدمة والعديد منها طاوله للقصف.

ونزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.

ومع استمرار الاشتباكات، أعلن الجيش السوداني، أن قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة انتشرت جنوبي العاصمة الخرطوم.

وقال الجيش في بيان: "بدأ انتشار وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجيًا بمناطق جنوب الخرطوم، وسيتوالى نزولها تباعًا بمناطق العاصمة".

وشرطة الاحتياطي المركزي، قوات شبه قتالية تتبع وزارة الداخلية، شاركت في حرب دارفور في حكم الرئيس السابق عمر البشير.

وبث ناشطون سودانيون صورا قالوا إنها لانتشار قوات الجيش السوداني في محيط جسر الحلفايا شمالي العاصمة الخرطوم، وأظهرت اللقطات عربات عسكرية وجنودا تابعين للجيش وهم يتجولون في الشوارع قرب جسر الحلفايا الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان.

واتهم الجيش، قوات "الدعم السريع" بأنها استمرت في "القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان".

من جهتها، حذرت قوات الدعم السريع بشدة جميع قيادات قوات الشرطة من الانخراط في المعارك، وطالبتها بسحب جميع منتسبيها من المشاركة مع من وصفتهم بالانقلابيين.

وأضافت في بيان لها أن الشرطة جهاز مدني قومي يجب ألا ينحاز لأي طرف دون الآخر، مطالبة الشرطة وقياداتها بعدم التدخل حتى لا تضطر إلى التعامل معها كعدو.

وبشأن إجلاء الرعايا الأجانب جراء المعارك، أكد مصدر مطلع بمطار وادي سيدنا العسكري شمالي أم درمان أن رحلات إجلاء الأجانب من مختلف الجنسيات مستمرة.

التعليقات