استياء مصري من إسرائيل: جهود القاهرة تتركز في استطلاع المواقف

غضب في دوائر صنع القرار في القاهرة من جراء عدوان الاحتلال على غزة؛ الوساطة المصرية تركز على استطلاع مواقف فصائل المقاومة في غزة "دون التطرق لأية جهود للتدخل" منعا للتصعيد.

استياء مصري من إسرائيل: جهود القاهرة تتركز في استطلاع المواقف

أحد المنازل المستهدفة في القطاع (Getty Images)

كشف تقرير صحافي، مساء اليوم، الثلاثاء، عن استياء مصري من إسرائيل، في أعقاب العدوان على قطاع غزة المحاصر، الذي أسفر حتى هذه اللحظة عن استشهاد 15 شخصا بينهم 4 نساء و4 أطفال؛ ووفقا للتقرير الذي أوردته صحيفة "العربي الجديد"، فإن القاهرة تركز حاليا جهودها على استطلاع موقف فصائل المقاومة، دون التدخل لمنع التصعيد.

ونقلت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، عن مصدر مصري (لم تسمه)، قوله إن الجانب الإسرائيلي أجرى "سلسلة اتصالات" مع المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، الذين يتولّون ملف الوساطة بين الفصائل في غزة وسلطات الاحتلال؛ وطالبت سلطات الاحتلال من القاهرة "التدخل السريع وإقناع فصائل المقاومة بعدم التصعيد".

في المقابل، كشف المصدر عن "حالة من الغضب" تسود أوساط صنع القرار في القاهرة، من جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، الذي قرأه الجانب المصري على أنه "تخريب متعمد للدور الذي تقوم به القاهرة"، وأشار المصدر إلى عدم تفاعل مصري مع المطالب الإسرائيلية.

وأفاد المصدر بأن المسؤولين المصريين "يواجهون صعوبة في إقناع فصائل المقاومة الفلسطينية بعدم التصعيد، في ظل الضحايا الذين سقطوا وحجمهم في معادلة المقاومة الفلسطينية والإطار القيادي العسكري لحركة الجهاد"، وأضاف أن "المسؤولين في المخابرات المصرية أجروا اتصالات بهدف استطلاع الموقف فقط من جانب فصائل المقاومة، من دون التطرق لأية جهود للتدخل".

وشدد المصدر على أن القاهرة طالبت تل أبيب بالتأكيد على أن "الاتصالات التي جرت على مدار الأسبوع الماضي كانت جميعها تسير في إطار البحث عن آلية ممتدة تضمن الهدوء في القطاع"، خصوصا أن العدوان يأتي بالتزامن مع دعوات إسرائيل لعقد "منتدى النقب" الذي يضم القاهرة والمغرب والإمارات والبحرين إلى جانب الولايات المتحدة.

في المقابل، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن عدة أطراف على رأسها مصر وقطر والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستكثف جهودها لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، وسط توقعات بمواجهة قد تستمر لعدة أيام غداة تنفيذ العدوان الذي أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا بينهم 3 قيادات في حركة "الجهاد الإسلامي".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، مساء الثلاثاء، أن بلاده تبذل جهودا لخفض تصعدي الاحتلال في غزة منذ بدايته، وذلك في مؤتمر صحافي. وقال إن "قطر حريصة دائما على خفض التصعيد بالأراضي الفلسطينية وجهودها بدأت مع انطلاق هذا التصعيد الجديد ومستمرة ودائمة في ذلك".

وأضاف الأنصاري أن "ما حدث اليوم وأمس (الليلة الماضية) من هجوم على قطاع غزة دلالة على أن هناك انتهاكا إسرائيليا واضحا لكل الاتفاقات وجولات التهدئة السابقة". وتابع أن "الدور القطري لخفض العنف على الأراضي الفلسطينية مستمر، وهذا التصعيد لن يتوقف بجولة مفاوضات واحدة".

وذكر أن "كل ما تسعى إليه الدوحة حاليا هو الحفاظ على الأرواح عبر إجراءات سريعة لوقف العنف والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة". وشدد الأنصاري على أن "قطر لا تتوانى عن الوقوف إلى جوار الأشقاء الفلسطينيين في وجه الانتهاكات الإسرائيلية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المدنيين وليس لها ما يبررها".

التعليقات