"حزب الله" يجري مناورات عسكرية ويؤكد استعداده لمواجهة إسرائيل

"حزب الله" يستعرض قوته العسكرية أمام وسائل الإعلام في مناورات نظمها بمحاذاة معلم مليتا فوق بلدتي جرجوع وعين بوسوار في محافظة النبطية جنوبي لبنان، تحاكي "عبورا إلى فلسطين".

من المناورات العسكرية لـ"حزب الله" (أ.ب.)

نظم "حزب الله" اللبناني استعراضا لقوته العسكرية، اليوم الأحد، موجها دعوة نادرة لوسائل الإعلام إلى أحد مواقعها التدريبية في جنوب لبنان، حيث نظمت قواتها مناورة تحت عنوان "سنعبر" تحاكي "عبورا إلى فلسطين".

وفي إطار المناورة، قفز مقاتلون ملثمون عبر الأطواق المشتعلة، وأطلقوا النار من مؤخرة الدراجات النارية، وقاموا بتفجير الأعلام الإسرائيلية في التلال أعلاه وجدار يحاكي الجدار الموجود على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وجاءت المناورات قبيل "يوم التحرير"، وهو الاحتفال السنوي بانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في 25 مايو/ أيار 2000، وفي أعقاب العدوان الأخير للاحتلال على قطاع غزة المحاصر.

(أ.ب.)

وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تدريبات "حزب الله"، في حين شملت استعراضات "حزب الله" مناورة حية لعملية أسر، وصد غزو إسرائيلي للبنان وعبور إلى مناطق الـ48.

وشارك نحو 200 من عناصر الحزب في المناورة التي أجريت في بلدة عرمتى على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال المناطق الحدودية. ونفّذ عدد من القناصة رمايات على أهداف رسمت عليها نجمة داوود، بينما قام مسلّحون على دراجات نارية بمناورات إطلاق رصاص حي نحو أهداف.

ونفّذ العناصر الذي كانوا ملثّمين أو موّهوا وجوههم باللونين الأسود والأخضر، محاكاة لهجوم بطائرة مُسيّرة على هدف داخل إسرائيل، وآخر لعملية اقتحام الشريط الحدودي ومهاجمة عربات عند الجانب الآخر قبل سحب "جثة" من إحداها ونقلها عبر "الحدود"، في ما بدا أنها محاكاة لعملية أسر جنود إسرائيليين.

من المناورات العسكرية لـ"حزب الله" (أ.ب.)

وقدّم العناصر عروضا بدنية وأخرى هجومية تخللها إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة على وقع تفجير عبوات ناسفة في حضور مئات الصحافيين والمصوّرين، في ما قالت وسائل إعلام تابعة للحزب إنه "أكبر حشد إعلامي يشهده حدث مقاوم منذ سنوات طويلة".

وعرض الحزب خلال المناورات صنوفا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة كراجمات الصواريخ والعربات المزودة برشاشات ثقيلة أو مدافع مضادة للطيران، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع وأخرى تطلق من على الكتف.

وقال المسؤول الكبير في حزب الله، هاشم صفي الدين، في كلمة ألقاها اليوم، الأحد، إن التدريبات تهدف إلى "تأكيد استعدادنا الكامل لمواجهة أي عدوان" من جانب إسرائيل.

وألمح رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، صفي الدين، في خطابه إلى حيازة المجموعة لصواريخ دقيقة التوجيه، لم تعرض من قبل، لكنه قال إن إسرائيل ستراها "قريبا".

من المناورات العسكرية لـ"حزب الله" (أ.ب.)

وشدد صفي الدين على أن "ما عُرض اليوم هو جزء بسيط ومتواضع من جهوزية وقدرة المقاومة اللبنانية".

وأضاف أن "العدو سيرى فعل الصواريخ الدقيقة في قلب كيانه إذا ارتكب أي حماقة، وراقبنا قدراتكم جيدًا وعرفنا عجزكم عن أحداث معادلة جديدة لهث لها نتنياهو ولكنه فشل".

وفي هذا السياق، قال الجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني، إلياس فرحات، والذي يعمل حاليا باحثا في الشؤون العسكرية، إن "إظهار القوة الرمزي" من جانب "حزب الله"، يبدو أنه جاء ردا على التصعيد الأخير في غزة.

من المناورات العسكرية لـ"حزب الله" (أ.ب.)

وأشار إلى أنه قد يكون ردا على "مسيرة الأعلام" التي نظمها المستوطنون يوم الخميس الماضي في القدس المحتلة، وردد بعضهم "الموت للعرب" وشعارات عنصرية أخرى، احتفالاً بذكرى احتلال الشق الشرق للمدينة قبل 56 عاما وفقا للتقويم العبري.

بدوره، قال مهند حاج علي، الزميل البارز في مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط، إنه في الماضي عندما كان يحدث تصعيد للاحتلال ضد فصائل المقاومة في غزة، كان "حزب الله" يسمح لفصيل فلسطيني في لبنان بإطلاق صواريخ.

واعتبر حاج علي، وهو خبير في شؤون "حزب الله"، أن المناورات العسكرية التي أجريت اليوم كانت وسيلة أقل خطورة لإظهار القوة.

من المناورات العسكرية لـ"حزب الله" (أ.ب.)

وقال حاج علي إنه بالنظر إلى عودة النظام السوري - حليف "حزب الله" وإيران - إلى جامعة الدول العربية، ربما لم يكن "حزب الله" يريد صداما على الحدود مع إسرائيل لصرف الانتباه عن المصالحة العربية.

ورغم إظهار التدريبات العسكرية "مدى قوتهم وتبعث برسالة إلى الإسرائيليين، فإنها تُظهر أيضا أنهم هذه المرة، لا يريدون التصعيد"، على حد قوله.

على الجانب الآخر من الحدود، دعت القوات الإسرائيلية الصحافيين من حين لآخر لمشاهدة التدريبات التي تحاكي الحرب مع "حزب الله". وكثيرا ما يلمح المسؤولون من كلا الجانبين إلى استعدادهم لمواجهة عسكرية قد تندلع في أية لحظة.

من المناورات العسكرية لـ"حزب الله" (أ.ب.)

برغم ذلك، تجمد الصراع على الأرض إلى حد كبير بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي"، منذ خوض الجانبين حربا غير حاسمة استمرت شهرا كاملا عام 2006.

وتشن إسرائيل غارات عدوانية منتظمة على أهداف تابعة لـ"حزب الله" وإيران في سورية.

وشنت إسرائيل في الآونة الأخيرة غارات على مواقع في جنوب لبنان الشهر الماضي، بعد إطلاق فصائل فلسطينية ما يقرب من ثلاثين صاروخا باتجاه أهداف إسرائيلية شمالي البلاد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف منشآت تابعة لحركة "حماس" ف لبنان، وألقى باللوم فيها على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان.

في حين سخر الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، من هذا الادعاء، قائلا إن الغارات الإسرائيلية أصابت "بساتين الموز" وقناة للري. وتحدث عن أهمية معادلة "وحدة الساحات" لمواجهة الاحتلال.

التعليقات