استمرار القتال في الخرطوم رغم الاتفاق على هدنة جديدة

قال سكان في الخرطوم إنه يمكن سماع دوي ضربات جوية وقتال بين طرفي الصراع السوداني في العاصمة، بعد أن بث اتفاق توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع الآمال في توقف مؤقت للقتال.

استمرار القتال في الخرطوم رغم الاتفاق على هدنة جديدة

(Getty Images)

تواصلت الأعمال القتالية في أنحاء الخرطوم، مساء الأحد، بعد ساعات على تعهد الطرفين المتنازعين على السلطة في السودان بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الإثنين.

وأكد أحد سكان العاصمة أنه سمع "غارات جوية" عنيفة بشكل متزايد، موضحا أنها "هزت جدران المنازل". وفي جنوب الخرطوم تحدث شاهد عيان عن "تجدد الاشتباكات بمنطقة الصحافة".

وأعلنت الولايات المتحدة والسعوديّة، مساء السبت، في بيان مشترك، أنّ ممثّلي الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع وافقوا على وقف لإطلاق النار مدّته أسبوع يبدأ الإثنين.

وقال البيان إنّ وقف النار "يُمكن تمديده بموافقة الطرفَين".

وأوضح أنّ طرفي النزاع اتّفقا أيضا على "إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوّات من المستشفيات والمرافق العامّة الأساسيّة".

وتابع البيان المشترك أنّ وقف النار "يدخل حيّز التنفيذ الساعة 21:45 بتوقيت الخرطوم يوم 22 أيّار/ مايو" الجاري، ويستمرّ سبعة أيّام.

والأحد، جدد مسؤول الشؤون الإنسانية في الامم المتحدة، مارتن غريفيث، دعوته إلى "إيصال المساعدة الإنسانية في شكل آمن".

وهذا الاتفاق ليس الأول منذ بدء الحرب، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة قاما بخرقها كلها بعد دقائق من دخولها حيز التنفيذ.

وقال حسين محمد المقيم بمدينة بحري شمال الخرطوم: "نأمل أن يراقب الوسطاء تنفيذ" الاتفاق، مشيرا إلى أن هذه الهدنة قد تمنحه "فرصة حتى تراجع والدتي المريضة الطبيب".

وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، قال أحد المواطنين: "نحن لا نثق بالأطراف المتصارعة (...) نريد وقفا نهائيا لإطلاق النار وليس هدنة مؤقتة".

وكان البيان الأميركي السعودي المشترك قد أكد أنه "خلافا لوقف إطلاق النار السابق، تمّ التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتّفاقيّة التي تمّ التوصّل إليها في جدّة، وستدعمُها آليّة لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دوليًّا" من المملكة السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غرب البلاد حيث يشتد القتال أيضا.

كما أجبر الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا على ملازمة منازلهم بدون ماء أو كهرباء.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية، في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.

والجمعة، أقال قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، من منصب نائب رئيس مجلس السيادة (أعلى سلطة سياسية حاليا في البلاد) وقرر تعيين مالك عقار في المنصب.

كما عيّن البرهان ثلاثة من حلفائه في مناصب عسكرية رفيعة.

ووقع مالك عقار في 2020 ومعه قادة حركات تمرد اتفاق سلام مع الخرطوم، وهو عضو في مجلس السيادة منذ شباط/ فبراير 2021.

وأعلن في بيان أصدره السبت أنه مصمّم على السعي إلى "إيقاف هذه الحرب" والدفع باتّجاه مفاوضات.

وتوجّه مباشرة إلى دقلو بالقول "لا بديل لاستقرار السودان إلا عبر جيش مهني واحد وموحد، يراعي التعددية السودانية".

ويعد دمج قوات الدعم السريع في الجيش نقطة الخلاف الأساسية بين دقلو والبرهان.

وتحذّر الأمم المتحدة من وضع إنساني سريع التدهور في ثالث أكبر بلد إفريقي مساحةً، علما بأن ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

ورفعت الأمم المتحدة قيمة الأموال التي تحتاج إليها لمساعدة السودان مؤكدة أنها تسعى لجمع 2,6 مليار يورو.

ومن المتوقع أن يلقي المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتيس، كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الإثنين.

وكان مارتن غريفيث قد أعلن الجمعة تخصيص 22 مليون دولار من صندوق طوارئ تابع للأمم المتحدة لمساعدة السودانيين الذي فروا إلى البلدان الحدودية.

وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، مساعدة قيمتها 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار لمواجهة الأزمة الإنسانية.

التعليقات