الحجاج يتدفقون على منى عشية الوقوف على عرفات

في التاسع من ذي الحجة يتوجه الحجاج إلى عرفة للوقوف على صعيدها الطاهر حيث يصلون الظهر والعصر جمعا وقصرا، ومنها يتوجهون إلى مزدلفة حيث يبيتون ليلتهم.

الحجاج يتدفقون على منى عشية الوقوف على عرفات

مشعر منى يقع على بعد 7 كيلومترات شرق المسجد الحرام (أ.ب)

بدأ أكثر من 1,6 مليون حاج بالتدفق من مدينة مكة المكرمة باتجاه منى صباح اليوم الإثنين، لقضاء يوم التروية، في أجواء شديدة الحر في اليوم الثاني من حج يتوقع أن يسجل أعدادا قياسية.

ويقضي الحجاج في منى يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ويستحب فيه المبيت تأسيا واتباعا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون منه ما يحتاجون إليه.

وفي التاسع من ذي الحجة يتوجه الحجاج إلى عرفة للوقوف على صعيدها الطاهر حيث يصلون الظهر والعصر جمعا وقصرا، ومنها يتوجهون إلى مزدلفة حيث يبيتون ليلتهم.

وفي صبيحة اليوم العاشر يعود الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون ويذبحون الهدي إيذانا بالتحلل الأصغر، ويتوجهون إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الإفاضة.

ثم يعود الحجيج إلى منى لقضاء أيام التشريق، وبعد انتهائها يتوجهون إلى مكة لأداء طواف الوداع والذي تختتم به مناسك الحج.

وفاضت شوارع منى، التي استحالت أكبر مدينة خيام في العالم، بآلاف الحجاج من الجنسيات كافة، بعدما سمحت السعودية للمسلمين بأداء فريضة الحجّ هذا العام من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم.

وقال التاجر السوري محمد حجوج (59 عاما) لوكالة فرانس برس وهو يغالب دموعه "أنا أؤدي فريضة الحج. لا أزال لا أصدق ذلك".

وأكد الموظف النيجيري سليم ابراهيم (39 عاما) "حتى لو كانت الحرارة أقوى سأؤدي الحج مجددا. أنها تجربة تستحق العناء"، مشيرا إلى أنه يواجه الحرارة بشرب كميات كبيرة من المياه.

ومساء الأحد، أنهى مئات الآلاف من الحجاج الطواف في المسجد الحرام بمكة. وبعد ذلك، بدأوا في شق طريقهم إلى منى، حيث باتوا في الخيم البيضاء المكيفة المتراصة بدقة.

تقع منى في واد تحيط به الجبال الصخرية، على بعد حوالي 7 كيلومترات من المسجد الحرام، وتتحول كل عام إلى مخيم واسع للحجاج.

في ذروة الحج، يتوجه المصلون يوم الثلاثاء إلى جبل عرفات حيث يمضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس، قبل أن يغادروا باتجاه مزدلفة للمبيت فيها ومنها لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.

وتتوقع السلطات السعوديّة مشاركة أكثر من 2,5 مليون حاج من 160 بلدا في الحج هذا العام في "أكبر موسم حج في التاريخ"، على ما أفاد مسؤول في وزارة الحج والعمرة وكالة فرانس برس.

وذكرت قناة الإخبارية الحكومية السعودية أنّ وزارة النقل تتابع انسيابية تنقل الحجاج نحو منى عبر طائرات مسيرة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. كذلك وفرت حافلات ذاتية القيادة تحمل كل منها 11 راكبا لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.

التعليقات