السودان: الجيش يستبعد التفاوض ويعلن مواصلة القتال ضد الدعم السريع

قال البرهان في كلمته الإثنين "لم أخرج من القيادة العامة بناء على اتفاق أو صفقة... هذا وهم"، موضحا "كان عملا عسكريا منظما.. نحن لا نتفق مع الخونة".

السودان: الجيش يستبعد التفاوض ويعلن مواصلة القتال ضد الدعم السريع

البرهان (أ ب)

أكد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الإثنين خلال تفقده القوات البحرية بمدينة بورتسودان شرق البلاد استمرار الحرب والقتال ضد قوات الدعم السريع، مستبعدا أي فرصة للمفاوضات.

وقال البرهان للجنود والصحافيين في قاعدة فلامنغو البحرية "المجال ليس مجال الكلام الآن.. نحن نكرس كل وقتنا وجهدنا للحرب لإنهاء هذا التمرد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وتابع "سنقاتل وسنقاتل.. حتى نصل إلى بر الأمان.. والانتهاء من هذه المحنة أقوياء مرفوعي الرأس".

وصل البرهان إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد الأحد، في أول خروج له من العاصمة منذ بدء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر.

ويدور نزاع على السلطة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". ومنذ ذلك الحين التاريخ ظل البرهان داخل مقر قيادة الجيش بوسط العاصمة الذي يتعرض لهجمات قوات الدعم السريع.

إلى ذلك، قال البرهان في كلمته الإثنين "لم أخرج من القيادة العامة بناء على اتفاق أو صفقة... هذا وهم"، موضحا "كان عملا عسكريا منظما.. نحن لا نتفق مع الخونة".

ومن جهتها نشرت قوات الدعم السريع عبر حسابها على موقع "إكس" الأحد خطة تحمل رؤيتها لحل الأزمة الحالية تحت عنوان "رؤية للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة".

تتضمن الخطة من عشرة مبادئ عامة بينها "الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة"، وهو الأمر الذي كان يرفضه حميدتي باستمرار وكان سببا جوهريا لاندلاع الحرب الجارية.

وفي تصريحات الإثنين، تحدث البرهان عن قوات الدعم السريع بصفتهم "المرتزقة القادمين من مختلف أصقاع الدنيا".

وقال "نحن نعلم أهلنا في دارفور وكردفان.. في الشمال والشرق والغرب.. هذه المجموعات التي غزت الخرطوم ونيالا والجنينة لا تشبه السودانيين".

ميدانيا، استمرت الاشتباكات والغارات الجوية والرد عليها بالمضادات الأرضية في العاصمة وضواحيها، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وأسفرت الحرب عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد". لكن الحصيلة الفعلية مرشحة لأن تكون أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، كما يتعذر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.

وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4,6 ملايين شخص على الفرار، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الإثنين من أن "النزاع في السودان أدى إلى بلوغ انعدام الأمن الغذائي مستويات قياسية"، مشيرا إلى أن "أكثر من 20 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد".

التعليقات