وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز العربي تنظم مؤتمر "إيران والتوجه شرقا"

انطلقت أعمال مؤتمر "إيران والتوجه شرقا" من قبل وحدة الدراسات الإيرانية في "المركز العربي"، وهو يتضمن دراسات يقدمها باحثون بارزون على مدار يومين.

وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز العربي تنظم مؤتمر

من افتتاح أعمال المؤتمر

أطلقت وحدة الدراسات الإيرانية في "المركز العربي" للأبحاث ودراسة السياسات اليوم الأربعاء مؤتمرها السنوي الثالث بعنوان "إيران والتوجّه شرقًا" في الدوحة.

ويتضمّن المؤتمر الذي يستمرّ يومين، دراساتٍ يقدّمها باحثون بارزون تتناول جذور سياسة إيران في "التوجّه شرقًا" وتداعياتها والتحدّيات والفرص التي تتيحها، إضافة إلى تأثيرها في الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية.

يُعقد المؤتمر، المُتاح للجمهور، حضوريًا ويُبثّ مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"المركز العربي".

د. مهران كامرافا

افتتح المؤتمر مدير وحدة الدراسات الإيرانية في "المركز العربي" وأستاذ الشؤون الحكومية في جامعة "جورجتاون" في قطر، د. مهران كامرافا. سلّط في كلمته الافتتاحية، الضوء على أهمية المؤتمر وانعقاده في الوقت المناسب، نظرًا إلى انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون بوصفها عضوًا كامل العضوية، ودعوتها مؤخرًا للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ما يستلزم النظر بدقّةٍ أكبر في سياسة إيران في التوجّه شرقًا.

أما المحاضرة الرئيسة في المؤتمر فألقاها أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلاقات الدولية في طهران، سيّد محمد كاظم سجاد بور، بعنوان "إطار مفاهيمي لفهم تفاعل إيران مع الشرق"، ناقش فيها أسباب تمحور إيران نحو الشرق والتحديات والفرص التي تواجهها.

سيّد محمد كاظم سجاد بور

استعرضت الجلسة الأولى للمؤتمر التي أدارها محمد حماس المصري بعنوان "إيران وسياسة التوجّه شرقًا"، سياسة إيران في التوجّه شرقًا، فضلًا عن نهج الاتجاه شرقًا الذي تعتمده، والنشأة المحتملة لنظام عالمي جديد.

في هذه الجلسة، ناقشت ديانا غاليفا من جامعة "أكسفورد"، كيفية مواجهة إيران من خلال تعاونها مع الصين وروسيا في إطار سياستها الجديدة، "النظام العالمي الليبرالي" وكيفية إمكان أن ينشأ نظام عالمي جديد نتيجة هذه التحالفات الجديدة. أما أوليفيا غلومبيتزا من جامعة برشلونة المستقلة وجامعة كاتالونيا المفتوحة في برشلونة، فتطرّقت إلى السّبل التي تسعى من خلالها إيران إلى بناء الجسور مع جيرانها في الشرق مثل العراق وباكستان. وناقشت بعض الطرائق الرئيسة التي تكمّل بها إيران سياستها الخارجية بسياسات رمزية، وتحاول بناء العلاقات وتعزيزها بالآخرين، على أساسٍ فكري ورؤية للعالم بمنظورٍ مشترك.

من الجلسة الأولى للمؤتمر

وعرض كاظم هاشم نعمة وهو أستاذ في جامعة بغداد، مزايا سياسة إيران في التوجّه شرقًا والصعوبات التي تواجهها، مرجّحًا أن تستمرّ هذه السياسة في المستقبل المنظور. وأوضح أنّ نتائج هذه السياسة غير محسومة إلّا أنها حاليًا الخيار الأنجع لتدبّر السياسة الخارجية الإيرانية.

تناولت الجلسة الثانية للمؤتمر التي أدارها مروان قبلان بعنوان "سياسة إيران في التوجّه شرقًا والعالم العربي"، تأثير هذه السياسة في المنطقة العربية بخاصة العراق ومصر. ناقش حارث حسن من مركز "مالكوم كير-كارنيغي" للشرق الأوسط، الكيفية التي أصبح فيها "التطلّع شرقًا" جزءًا من النقاش السياسي والفكري في العراق، وكيفية أنه يتأثر بالسياسة الإيرانية. وشرح العقبات التي تعترض التطلّع شرقًا، وطبيعة المصالح الجيوستراتيجية والاقتصادية التي يتميز بها. وبحثت هدى رؤوف وهي أستاذة في جامعة الجيزة الجديدة، في الدوافع الإيرانية الداخلية لاتّباع سياسة دبلوماسية الجوار والسياقات الإقليمية والدولية المحفّزة والمعوقة لها. وتناولت العلاقات المصرية - الإيرانية بوصفها أنموذجًا تسعى من خلاله إيران للاستفادة من الانفراج الإقليمي والموقف المصري من هذه المساعي.

من الجلسة الثانية للمؤتمر

بدأت الجلسة الثالثة للمؤتمر التي تناولت العلاقات الإيرانية - الروسية، والتي أدارها نيكولاي خوزانوف، بورقة قدّمتها لي تشين سيم وهي أستاذة مساعدة في جامعة خليفة في الإمارات العربية المتحدة، عن العلاقات الاقتصادية الروسية - الإيرانية ومدى مساهمة موسكو في توجّه إيران شرقًا.

شرح عبد الرسول ديفسلار من جامعة "كاتوليكا ديل ساكرو" في ميلانو، الكيفية التي ترى فيها المجمّعات الصناعية العسكرية الإيرانية روسيا، فقال إنّ "قطاع الدفاع الإيراني ينظر إلى روسيا نظرة إيجابية إلى حدٍّ بعيد، وقد تحوّل إلى داعمٍ رئيسٍ لإنشاء شراكة أقوى مع موسكو". وأخيرًا، ناقش إريك لوب من جامعة فلوريدا الدولية، ومظاهر كوروشده من جامعة "هوارد" في واشنطن، أنّ الاحتجاجات المتكررة والعقوبات الاقتصادية والضغوط الأخرى داخل إيران وخارجها، دفعتها إلى المخاطرة على نحو أكبر لتحقيق أهدافها الجغرافية السياسية، ألا وهي الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في أوروبا الغربية والشرق الأوسط.

من أعمال الجلسة الثالثة

تُعقد جلسات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر يوم غد الخميس، ويشارك فيها خبراء في الشأن الإيراني سيتناولون علاقات إيران بالصين والهند وماليزيا وآسيا الوسطى وجنوب القوقاز، ويناقشون مخاطر سياسة التوجّه شرقًا والتحدّيات التي تواجهها، وتأثيرها في الاقتصاد وقطاع الطاقة في إيران. إضافة إلى ذلك، يتضمّن اليوم الثاني مناقشات عن تأثير العقوبات في علاقات إيران التجارية بالدول الآسيوية الكبرى.

يستطيع المعنيون بموضوع المؤتمر المشاركة من خلال الحضور إلى المبنى الثقافي في "المركز العربي"، حيث تتوافر الترجمة الفورية باللغتين الإنجليزية والعربية.

التعليقات