تقرير: السعودية ترجئ خطط التطبيع مع إسرائيل

في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في أعقاب هجوم كتائب القسام المباغت، أشارت تقرير لوكالة "رويترز" إلى أن السعودية "لإعادة التفكير في أولويات سياستها الخارجية" وتقرر إرجاء خطط التطبيع مع إسرائيل.

تقرير: السعودية ترجئ خطط التطبيع مع إسرائيل

(Getty Images)

قررت السعودية إرجاء الخطط المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن مصدرين مطلعين، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

ودفعت الحرب التي أعلنتها إسرائيل على غزة، عقب هجوم حماس المباغت، السبت الماضي، السعودية، إلى التواصل مع إيران، فتلقى ولي عه، محمد بن سلمان، أول اتصال هاتفي من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في ظل محاولة الرياض "درء تزايد العنف واتساع نطاقه في أنحاء المنطقة".

وقال المصدران لـ"رويترز" إنه سيكون ثمة إرجاء للمحادثات المدعومة من الولايات المتحدة حول التطبيع مع إسرائيل، والتي تهدف من خلالها السعودية تأمين ما تعده الثمرة الحقيقية المرجوة من مثل هذا الاتفاق، المتمثلة في معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة.

وكانت القيادتان الإسرائيلية والسعودية تقولان إنهما تتحركان بثبات نحو اتفاق من شأنه إعادة تشكيل الشرق الأوسط، حتى شنت حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، هجوما مباغتا على إسرائيل.

وكان المصدران قد قالا في وقت سابق إن السعودية، قد أشارت حتى قبل نشوب التصعيد الأخير، إلى أنها لن تسمح بعرقلة مساعيها لإبرام اتفاق الدفاع مع الولايات المتحدة حتى إن لم تقدم إسرائيل تنازلات ضخمة للفلسطينيين.

لكن نهج تهميش الفلسطينيين من شأنه المخاطرة بإغضاب العرب في المنطقة، وقال المصدر الأول إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تنبذ الفكرة.

وتبرز إعادة التفكير السعودية التحديات التي تواجهها جهود واشنطن لتعميق دمج إسرائيل في منطقة تظل فيها القضية الفلسطينية مركزية في إطار الصراع العربي الإسرائيلي خصوصا على المستوى الشعبي.

وقال المحلل السعودي، عزيز الغشيان، "كان التطبيع بالفعل يُعد محظورا (في العالم العربي) ... هذه الحرب تبرز ذلك فحسب".

فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خلال إفادة بالبيت الأبيض هذا الأسبوع، إن جهود التطبيع "لم تُرجأ"، لكنه قال إن التركيز منصب على تحديات عاجلة أخرى.

وقال المصدر الأول الذي وصفته "رويترز" بـ"المطلع على طريقة التفكير السعودي"، إن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حماس، لكنه قال إن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، رفض ذلك، الأمر الذي أكده مصدر أميركي مطلع.

ودفعت الحرب على غزة، ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني إلى التحدث للمرة الأولى بعد مبادرة بوساطة صينية دفعت البلدين المتنافستين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية في نيسان/ أبريل الماضي.

وقال بيان سعودي إن ولي العهد أبلغ رئيسي أن "المملكة تبذل أقصى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد المستمر"، مما يؤكد تحرك الرياض لاحتواء الأزمة.

وقال مسؤول إيراني رفيع، تحدث لوكالة "رويترز" إن المكالمة التي أجراها رئيسي مع ولي العهد استهدفت دعم "فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة". وقال المسؤول "المكالمة كانت جيدة وواعدة".

وقال مسؤول إيراني ثان إن المكالمة استمرت 45 دقيقة وحظيت بمباركة المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.

ولم تقدم الحكومة السعودية تفاصيل أخرى عن المكالمة، لكن البيان قال إن ولي العهد أكد معارضة المملكة "لأي شكل من أشكال استهداف المدنيين وفقدان أرواح الأبرياء"، وأعرب عن موقف الرياض الذي "لا يتزعزع في الدفاع عن القضية الفلسطينية".

وتسعى السعودية إلى تخفيف التوترات في مناطق أخرى بالشرق الأوسط تضمنت السعي لإنهاء الصراع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا في حرب ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وردا على سؤال حول اتصال الرئيس الإيراني بولي العهد السعودي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن "على اتصال مستمر مع القادة السعوديين". وأجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عدة اتصالات مع نظيره السعودي.

وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تطلب من الشركاء الذين لديهم قنوات اتصال مع حماس أو "حزب الله" أو إيران أن "يجعلوا حماس تتوقف عن هجماتها، وتطلق سراح الرهائن، وألا يتورط حزب الله وإيران في المعركة".

وقال المصدر الأول "المطلع على طريقة التفكير السعودية"، إن دول الخليج، ومن بينها التي تربطها علاقات بإسرائيل، تشعر بالقلق من احتمال استدراج إيران إلى صراع سيؤثر عليها.

التعليقات