مواطنون من الضهيرة بجنوب لبنان: صمود رغم القصف المتواصل.. "سنحمي أرزاقنا وأرضنا"

تفاخر أديبة بالقول: "نحن صامدون هنا في الضهيرة رغم القصف وتحليق الطيران لنعلم العالم معنى الصمود".

مواطنون من الضهيرة بجنوب لبنان: صمود رغم القصف المتواصل..

جنوب لبنان (Getty images)

ابنة بلدة الضهيرة الحدودية جنوب لبنان أديبة فنش (67 عاما) لم تغادر منزلها رغم القصف الإسرائيلي المتواصل على بلدتها، حيث تظل صامدة تهتم بعملها في الأرض الزراعية وتربية المواشي.

تابعوا قناة موقع "عرب 48" عبر منصة "تيليغرام" للأخبار أولا بأول

والضهيرة هي أحد أسخن المحاور في الجنوب اللبناني، وانطلقت منها أولى العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي، مساندةً لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومنذ اندلاع الاشتباكات في اليوم التالي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، تتعرض الضهيرة المحاذية للحدود مباشرة لشتى أنواع الغارات الجوية والقصف المدفعي بالقنابل الفوسفورية.

هذا القصف الإسرائيلي اليومي دمر عشرات المنازل، وأجبر معظم سكان البلدة البالغ عددهم نحو 2000 نسمة، على النزوح إلى مناطق آمنة.

وبحسب أحدث أرقام منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، تم تسجيل نزوح 26 ألفا و232 شخصا من المناطق التي تصنف ساخنة إلى أخرى آمنة في لبنان.

أرض مقسمة

ولا تعيش الضهيرة كما باقي البلدات في العالم، فهي مقسمة بين جزء داخل الأراضي المحتلة من جانب إسرائيل والجزء الآخر ضمن الأراضي اللبنانية.

ومنذ احتلال إسرائيل لأجزاء من الضهيرة عام 1967، لا يستطيع سكانها الوصول إلى أقاربهم في البلدة ذاتها ولا زراعة أراضيهم على الجانب الآخر من السور الذي أقامته سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

وبلدة الضهيرة تقع في قضاء صور، وتبعد 137 كلم عن العاصمة بيروت، و95 كم عن مركز محافظة صيدا.

حالة صمود

ويتم تصنيف بلدة الضهيرة منطقة عسكرية بسبب ما شهدته من أحداث وعمليات عسكرية متفرقة واستهدافها بالقذائف الفوسفورية عدة مرات؛ ما أدى إلى تضرر أكثر من 30 منزلا.

وعلى وقع قصف مدفعي متقطع على بلدتها الضهيرة، التي لم يتبق فيها إلا عائلات تُحصى على أصابع اليد الواحدة، وعلى بعد عشرات الأمتار عن مواقع الاحتلال، تجلس أديبة (أم نادر) مع أولادها الـ11 و15 حفيدا في باحة منزلها.

وأصرت الحاجة أديبة على البقاء في البلدة ورفضت أن تُسجل في عداد النازحين، إذ تصر على البقاء في منزلها مع أولادها وأحفادها.

وتفاخر أديبة بالقول: "نحن صامدون هنا في الضهيرة رغم القصف وتحليق الطيران لنعلم العالم معنى الصمود".

وأضافت: "سنبقى في بيوتنا ولا نريد أن نتهجر عنها، مهما كانت قسوة الاحتلال.. أعان الله الشعب الفلسطيني الصامد".

وعن يومها قالت: "نجلس أمام المنزل لمشاهدة القصف من أين انطلق وإلى أي اتجاه أُطلق".

وتابعت: "الطائرات المسيّرة تخوفنا من صوتها، ومن ثم تقصف.. في هذا الوقت نخاف وننزل إلى منزلنا تحت الأرض نستخدمه ملجأ". ولفتت إلى أنهم يرفهون عن أنفسهم أحيانا "بالغناء ورقص الدبكة".

من يهتم بأرزاقنا؟

نادر أبو ساري (45 عاما)، الابن البكر للحاجة أديبة، قال: "نحن هنا من أهل الصمود منذ بداية التوتر الأمني لا نريد النزوح ولا الذهاب إلى أي مكان آخر".

وأضاف أنه بقي هو وعائلته في المنزل رغم كثافة القصف، وخاصة بقنابل الفوسفور الأبيض، بينما باقي سكان البلدة غادروها فورا. وتابع: "بقيت أنا وعائلتي هنا في الضهيرة لنعلم العالم معنى الصمود رغم الخطر".

وتساءل: "إذا نزحت مَن يطعم بقراتي والمعز والغنم؟ ستموت وخاصة أنها مصدر رزقي الوحيد أنا وعائلتي".

وأشار إلى أن "معظم سكان البلدة نزحوا من أول يوم بدأت فيه الأحداث تتصاعد.. ويسألوننا: لماذا لا تنزحون بعد من البلدة؟ ونجيبهم: لن نرحل.. الأرض أرضنا". أبو ساري قال إنه "بقي في البلدة نحو 50 شخصا معظمهم من الرجال لحماية أرزاقهم". ودعا أبناء بلدته النازحين إلى العودة، الرجال على الأقل، لحماية أرزاقهم وحماية أرضهم. وأضاف أن "الكثير من أبناء البلدة يتصلون بي لأهتم ببقراتهم وماشيتهم؛ لأنهم تركوها من دون أكل ولا شراب، فأقول لهم: ارجعوا".

التعليقات