العراقيون ينتخبون مجالس المحافظات للمرة الأولى منذ 10 سنوات

دعي نحو 17 مليون ناخبا للاختيار من بين 6000 مرشح، يتنافسون على 285 مقعدا في جميع المحافظات.

العراقيون ينتخبون مجالس المحافظات للمرة الأولى منذ 10 سنوات

مكاتب الاقتراع البالغ عددها 7166 وضعت تحت إجراءات أمنية مشددة (Getty Images)

توجه العراقيون، اليوم الإثنين، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجالس المحافظات، في انتخابات هي الأولى منذ عقد ومن شأنها تعزيز سلطة الأحزاب والتيارات المتحالفة مع إيران وتوطيد قاعدتها الشعبية.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتجري الانتخابات من دون التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق بزعامة مقتدى الصدر بعدما أعلن مقاطعة الانتخابات التي تعقد في 15 محافظة.

في الوقت نفسه، تخيّم حالة من الإحباط على الرأي العام إزاء الانتخابات في بلد يقطنه 43 مليون نسمة وغني النفط، لكن مؤسساته تعاني من فساد مزمن.

وتعد الانتخابات المحلية استحقاقا سياسيا هاما لحكومة محمد شياع السوداني، الذي يعد بإصلاحات خدمية وتطوير للبنى التحتية المدمرة جراء عقود من النزاعات، مذ تسلّم الحكم بدعم من غالبية برلمانية لأحزاب وتيارات موالية لإيران قبل نحو عام.

ويشرح الباحث في مركز أبحاث "شاتام هاوس" ريناد منصور، أن "نسبة المشاركة هي المقياس النهائي حول مدى الرضى وإذا ما كانت سياسة السوداني الشعبوية الاقتصادية وسياسته في منح فرص العمل ناجحة وقادرة على جذب الجيل الجديد أو لا".

وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة 07:00 صباحا الإثنين (04:00 بتوقيت غرينتش)، كما أفادت القناة العراقية الإخبارية.

وتغلق مكاتب الاقتراع البالغ عددها 7166 والتي وضعت تحت إجراءات أمنية مشددة عند الساعة 18:00 (15:00 بتوقيت غرينتش).

ودعي نحو 17 مليون ناخبا للاختيار من بين 6000 مرشح، يتنافسون على 285 مقعدا في جميع المحافظات.

وتتمتع مجالس المحافظات التي أنشئت بعد الغزو الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين في العام 2003، بصلاحيات واسعة على رأسها انتخاب المحافظ ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم، من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90% من إيراداتها على النفط.

لكن يرى معارضو مجالس المحافظات بأنها أوكار للفساد وبأنها تعزز الزبائنية.

ومن شأن هذه الانتخابات كما يرى خبراء أن تعزز موقع الأحزاب والتيارات الحليفة لإيران والتي تملك الأغلبية البرلمانية وتمثل الأحزاب التقليدية وبعض فصائل الحشد الشعبي.

ويرى ريناد منصور أن الانتخابات المحلية "فرصة" لتلك الأحزاب "لتعود وتثبت أن لديها قاعدة اجتماعية وشعبية".

ويتحدث منصور عن "منافسة كبيرة داخل البيت الشيعي"، حيث تسعى مكوّناته المختلفة إلى وضع اليد على مناصب المحافظين.

وجرى حل مجالس المحافظات في العام 2019 تحت ضغط شعبي في أعقاب تظاهرات غير مسبوقة شهدتها البلاد.

لكن تعهدت حكومة السوداني بإعادتها لتكون هذه الانتخابات الأولى منذ العام 2013. تستثنى منها ثلاث محافظات منضوية في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال البلاد.

ويتساءل أبو علي وهو سائق سيارة أجرة جاء من محافظة المثنى في جنوب العراق إلى بغداد "لماذا أنتخب؟ بماذا تفيدنا الانتخابات؟".

ويضيف الرجل البالغ من العمر 45 عاما "حالنا هو نفسه، مرت سنوات، وتكررت الانتخابات جاء مرشحون وتبدلوا بغيرهم، وحالنا نفس الحال".

ويكمل "لا يبنون ولا يعمرون، يبحثون عن منافع لأحزابهم فقط...لا أنتخب ولا أذهب إلى الانتخابات".

ويضمّ مجلس محافظة بغداد 49 مقعدا، فيما يضم مجلس محافظة البصرة على سبيل المثال 22 مقعدا.

ومن بين المرشحين 1600 امرأة، يمثلن نسبة 25% المحددة لهن. وخصصت أيضا 10 مقاعد للأقليات المسيحية والإيزيدية والصابئة في بلد متعدد الاثنيات والطوائف.

في المحافظات السنية، يتوقع أن يتراجع تحالف "تقدم"، عقب قرار المحكمة الاتحادية العليا في تشرين الثاني/نوفمبر، بإقالة زعيمه محمد الحلبوسي من منصبه كرئيس لمجلس النواب.

أما في محافظة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، فيتوقع أن تكون المنافسة أكثر احتداما، حيث قد تعود إلى الواجهة التوترات بين مختلف المجتمعات المكونة لها من عرب وأكراد وتركمان.

التعليقات