السعودية تستضيف اجتماعا عربيا "تشاوريا" بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة

الرياض تستضيف اجتماعًا عربيا تشاوريا يضمّ السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والسلطة الفلسطينية، والإمارات، يهدف إلى تنسيق المواقف بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، والسبل التي يمكن من خلالها "إصلاح" السلطة فلسطينية تمهيدا لإشراكها في إدارة القطاع بعد الحرب.

السعودية تستضيف اجتماعا عربيا

(Getty Images)

تستضيف العاصمة السعودية، الرياض، اليوم الخميس، اجتماعتا عربيا "تشاوريا" على المستوى الوزاري لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بمشاركة الأردن ومصر وقطر والإمارات والسلطة الفلسطينية، في حين أشار تقرير إسرائيلي إلى أن الاجتماع في الرياض يهدف للاتفاق على موقف عربي موحد بشأن الحرب في غزة، بالإضافة إلى مناقشة مبادرات لما يسمى بـ"اليوم التالي" للحرب الإسرائيلي على قطاع غزة، المحاصر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويشارك وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الخميس، في اجتماع "تشاوري" عربي بالعاصمة السعودية الرياض، لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، الذي يعاني سكانه مأساة إنسانية تتفاقم بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 5 أشهر.

وقالت الخارجية الأردنية، في بيان، إن "نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، أيمن الصفدي، يشارك اليوم (الخميس)، في الاجتماع التشاوري الوزاري العربي، الذي يستضيفه وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان في الرياض، لبحث تطورات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة".

وأضافت أن "الاجتماع يضم (أيضا) وزراء خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان، ومصر، سامح شكري، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ". ولم تذكر الوزارة توقيت انطلاق أعمال الاجتماع، أو الدولة التي دعت إليه، فيما لم يصدر إعلان رسمي سعودي بهذا الشأن.

بدوره، نقل "تايمز أوف يسرائيل" عن دبلوماسيين عربيين اثنين رفيعي المستوى، أن المشاركين في اجتماع الرياض سيناقشون " الجهود المبذولة لتوسيع الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، والاستفادة من استعدادهم للمشاركة في إعادة تأهيل القطاع بعد الحرب".

كما قال الدبلوماسيان إن الاجتماع يناقش كذلك "زيادة دمج إسرائيل في المنطقة (عبر التطبيع مع السعودية)، بشرط موافقة إسرائيل على اتخاذ خطوات لإنشاء مسار لا رجعة فيه نحو دولة فلسطينية في نهاية المطاف"، معتبران أن الدول المشاركة في الاجتماع تشكل "جبهة موحدة يبنيها شركاء إسرائيل العرب وحلفاؤها المحتملون".

وتأتي القمة في أعقاب عدة اجتماعات سرية نظمتها الرياض خلال الشهر الماضي لكبار مسؤولي الأمن القومي من السعودية والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية؛ وأشار "تايمز أوف يسرائيل" أن تلك الاجتماعات ركزت على المسائل الأمنية، مثل ما إذا كانت الدول العربية مستعدة لتقديم قوات للمساعدة في تأمين غزة بعد الحرب.

ونقل الموقع عن أحد الدبلوماسيين أن "المشاركين أعربوا عن استعدادهم للتعاون مع مثل هذا المسعى لفترة مؤقتة إذا طلبت السلطة الفلسطينية ذلك علنا – بدلا من إسرائيل – وإذا كان جزءا من مبادرة أوسع نطاقا ومحددة زمنيا تهدف في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية".

وأوضح الموقع أن اجتماع اليوم سيركز أكثر "حول قضايا مثل إصلاح السلطة الفلسطينية بشكل كبير بحيث تكون أكثر ملاءمة للعودة إلى حكم غزة، وتنسيق الخطوات التي ترغب الدول في اتخاذها لتعزيز العلاقات مع إسرائيل، وتحديدا السعودية، التي تجري محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول تطبيع العلاقات إسرائيل".

وأشار التقرير إلى أن "قدرا كبيرا من نجاح المبادرة العربية يتوقف على الصفقة التي تحاول قطر ومصر والولايات المتحدة التوسط فيها بين إسرائيل وحماس والتي من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل هدنة طويلة" في غزة، فيما ستحاول إدارة بايدن استغلال فترة التوقف للتفاوض على وقف إطلاق نار أكثر استدامة وتعزيز مبادراتها الإقليمية.

وأوضح الموقع أن "الرؤية التي تسعى الدول العربية إلى تعزيزها في اجتماع الخميس، تحظى بدعم إدارة بايدن منذ أشهر، وطرحها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مرة أخرى على الإسرائيليين، خلال زيارته إلى تل أبيب يوم الأربعاء"، ضمن جولة اقليمية بدأت في السعودية ثم مصر وقطر وإسرائيل.

ونهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي عن اجتماع رباعي ضم السعودية، ومصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، عقد سرًا في الرياض، بهدف تنسيق المواقف بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، كما بحث الاجتماع السبل التي يمكن من خلالها لسلطة فلسطينية متجددة أن تشارك في إدارة القطاع بعد الحرب.

وأشار الموقع إلى أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين اطلعوا على الاجتماع ومضامينه عن طريقِ بعض المشاركين؛ وخلال الاجتماع طالب السعوديون والمصريون والأردنيون بـ"إجراء إصلاحات جادة لتجديد صفوف السلطة"، أكدوا أن هذه الإصلاحات "ضرورية حتى تعود السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة بعد فترة انتقالية بعد الحرب".

وطلب المجتمعون، أن يحصل رئيس الوزراء الجديد، إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، على بعض الصلاحيات التي كانت تتركّز في السنوات الأخيرة بيد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية، للمرة الأولى في تاريخها.

التعليقات