تحذيرات من "حمام دم" في رفح ومطالبة مجلس الأمن بتحرك فوري لمنع اجتياحها

تحذيرات من قطر ومصر السعودية والأردن وفلسطين وألمانيا بشأن اجتياح إسرائيلي محتمل على مدينة رفح، وما لذلك من تداعيات كارثية على السكان أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى المنطقة الواقعة جنوبي قطاع غزة.

تحذيرات من

(Getty Images)

حذّر الأردن من وقوع "حمام دم" في مدينة رفح التي باتت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة ومتواصلة من 127 يوما، في ظل التلميحات الإسرائيلية بشن هجوم وشيك لاجتياح المدينة، بينما دعت السعودية وقطر مجلس الأمن الدولي لتحرك عاجل يحول دون اجتياح المنطقة الواقعة جنوبي القطاع.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وكتب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على منصة إكس، اليوم، السبت، "لا يمكن السماح بحمام دم آخر في غزة". وحذّر من أن "أي هجوم إسرائيلي على 1.5 مليون فلسطيني يواجهون بالفعل ظروفًا غير إنسانية في رفح سوف يتسبب في مذبحة للأبرياء"، مضيفا "يجب على مجلس الأمن، والعالم أجمع، منع ذلك وإنهاء العدوان الذي وصم إنسانيتنا الجماعية".

وكانت الخارجية الأردنية قد حذّرت في وقت سابق "من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تؤوي عددًا كبيرًا من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".

"على مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته"

وجدد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، "رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها"، مشددًا على "ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع".

كما دعا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار بحربها المستعرة، والتي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة"، مشددًا على "ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ومن دون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار".

"إمعان في انتهاك القانون الدولي"

بدورها، حذّرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، "من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة". واعتبرت أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلًا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".

من جانبها، دعت قطر، السبت، مجلس الأمن الدولي لتحرك عاجل يحول دون اجتياح إسرائيل لمدينة رفح، وذلك في بيان لوزارة الخارجية القطرية، أدان "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح". وحذرت الدوحة من "وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات آلاف النازحين داخل القطاع المحاصر"

ودعت "مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح، وارتكاب إبادة جماعية في المدينة". وأكدت الدوحة "الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة".

كما أعربت الكويت، السبت، عن قلقها إزاء "مخططات إسرائيل لمهاجمة مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها"، وذلك وفق بيان لوزارة الخارجية جاء فيه أن الكويت "تعرب عن قلقها الشديد إزاء مخططات قوات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة مدينة رفح بقطاع غزة بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها".

وجدد البيان موقف الكويت "الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني". كما أكد موقفها "الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في حماية المدنيين الفلسطينيين العزل. وطالب بـ"تفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".

مصر: التطورات في رفح تنذر بتداعيات "وخيمة"

وحذرت القاهرة، السبت، من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلة إنها "تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة"، وذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة، مع نظيرته البلغارية، ماريا غابرييل.

وحذّر شكري من أن "اتساع رقعة العمليات العسكرية له في غزة تداعيات وخيمة". وقال إن "التطورات في رفح تنذر بمزيد من التدهور في غزة".

برلين تحذر من "كارثة إنسانية" في رفح

وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، السبت، من هجوم محتمل للجيش الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، لافتةً إلى أنه قد يشكل "كارثة إنسانية متوقعة". وقالت الوزيرة في منشور على منصة "إكس"، إن "المحنة في رفح تتجاوز فعلا القدرة على الفهم".

وأضافت أن "1.3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة محدودة جدًا. هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح سيشكّل كارثة إنسانية متوقعة"، فيما يشعر المجتمع الدولي بالقلق بعدما طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من جيشه، "الاستعداد" للهجوم على رفح، الملاذ الأخير للنازحين من جراء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وشدّدت بيربوك على أنه "يجب أن تدافع اسرائيل عن نفسها ضد إرهاب حماس، ولكن مع التخفيف قدر الإمكان من معاناة السكان المدنيين". وكررت دعوات ألمانيا إلى وقف لإطلاق النار حتى يتم أيضًا "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في نهاية المطاف". وأعلنت أنها ستتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع.

وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إنهم لم يروا أي استعدادات تشير إلى "هجوم كبير" أو "وشيك"، وحذروا من وقوع "كارثة" معربين عن قلقهم من سيناريو مماثل لما حدث في الشمال. كما حذرت حركة حماس، السبت، من أن الهجوم على رفح قد يخلف "عشرات آلاف الشهداء والجرحى".

التعليقات