الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وامتدادها

حذّر الشريدة من أن حتى المساعدات الإنسانية والغذائية الفورية "قد لا تكون كافية لدرء المجاعة التي تلوح في الأفق".

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وامتدادها

(Gettyimages)

قالت الأمم المتحدة الجمعة إنها تتوقّع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بشكل كبير في الأشهر المقبلة وقد تدفع ببعض المناطق إلى المجاعة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقد تمتد حالة الطوارئ أيضا إلى دول إفريقية مجاورة ما لم يتوقف القتال، وفق ما أوضحت وكالات تابعة للأمم المتحدة، مع مرور سنة على بدء الحرب في السودان (15 نيسان/أبريل).

وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير "الوقت ينفد".

وأضاف لصحافيين في جنيف "إذا لم يتوقف القتال وإذا لم تدخل المساعدات الإنسانية من دون عوائق، فإن أزمة السودان ستتفاقم بشكل كبير في الأشهر المقبلة وقد تؤثر على المنطقة برمّتها" من حيث تدفق عدد متزايد من اللاجئين وانتشار الأمراض وانعدام الأمن الغذائي.

وتابع "نحن لا نرى سوى جزء صغير من المشكلة وقد يكون الوضع أكثر خطورة في الواقع".

واندلعت المعارك في الخرطوم في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه في ذلك الحين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وأدت هذه المعارك التي باتت تغطي مساحات واسعة من البلاد إلى مقتل آلاف الأشخاص من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.

واضطر ستة ملايين ونصف مليون سوداني إلى النزوح من ديارهم بينما لجأ مليونان ونصف مليون إلى دول مجاورة.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من انهيار النظام الصحي مع نقص كبير في الطواقم الطبية والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات.

وأشار ليندماير إلى أن ما بين 70 و80% من المرافق الصحية السودانية أصبحت خارجة عن الخدمة بسبب القتال.

وقالت منظمة الصحة إن الإمدادات الطبية لا تلبي إلا 25% من الحاجات.

وأوضح ليندماير "بعض الولايات، مثل دارفور، لم تتلق إمدادات طبية العام الماضي".

ونشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية تقريرا بعد مسح شمل 4504 أسر ريفية في السودان خلال الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر إلى كانون الثاني/يناير.

وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، ثائر الشريدة، إن البلاد التي يعيش ثلثا سكانها في مناطق ريفية، تغرق في "أزمة أمن غذائي متسارعة".

وأضاف عبر تقنية الفيديو من بروكسل "تحذّر الدراسة من مجاعة في السودان عام 2024، خصوصا في ولايتَي الخرطوم والجزيرة وفي إقليمَي دارفور وكردفان" متحدثا عن تعطل سلاسل الإنتاج والتوريد وإلى تضاؤل المداخيل وارتفاع التضخم.

وحذّر الشريدة من أن حتى المساعدات الإنسانية والغذائية الفورية "قد لا تكون كافية لدرء المجاعة التي تلوح في الأفق".

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر إنساني دولي للسودان والدول المجاورة في باريس الإثنين.

وسيهدف المؤتمر إلى معالجة مشكلة النقص في التمويل إذ لم يجمع من المبلغ المقدر بـ2,7 مليار دولار اللازم لمعالجة الأزمة إلا 6% فقط حتى الآن.

في غضون ذلك، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع في السودان هو "كارثة هائلة من صنع الإنسان" وإن الاستجابة الدولية ضعيفة.

وحضّت المنظمة الأمم المتحدة في بيان على "إظهار جرأة أكبر في مواجهة هذه الأزمة الهائلة" مضيفة أنه يجب زيادة المساعدات الإنسانية في المناطق التي يمكن الوصول إليها.

وقال أوزان أغباس، مدير عمليات الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" في السودان، إن "القيود التي فرضتها الأمم المتحدة وشركاؤها على نفسيهما" تمنعهما من التدخل "عندما تسنح الفرص".

بدوره، دعا فريد عبد القادر من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الطرفين المتحاربين إلى "النظر إلى التبعات الإنسانية لأفعالهما" وإلى وقف إطلاق النار.

التعليقات