الوحدة" مع السعودية تزيد انقسامات البحرين

وترى المعارضة البحرينية، المدعومة من إيران، الوحدة بين البحرين والسعودية باعتبارها "تعدياً صارخاً على سيادة واستقلال البحرين، وهو أمر لا يحق لأي أحد أياً كان أن يقرر فيه، لكون حق تقرير المصير حصري لشعب البحرين، حسب المواثيق الدولية"، بحسب ما جاء في بيان لعدد من قوى المعارضة تلقته

الوحدة


خرج المئات من البحرينيين إلى شوارع العاصمة المنامة الجمعة، للتعبير عن رفضهم للخطط الحكومية لإقامة "اتحاد" بين المملكة الخليجية الصغيرة، والمملكة العربية السعودية، فيما يعتزم آخرون الخروج في مظاهرة مماثلة السبت، ولكن للتعبير عن تأييدهم لمشروع "الوحدة"، الذي يحظى بقبول لدى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
.
وأثارت الدعوة التي أطلقها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، لانتقال الدول الخليجية من "مرحلة التعاون" إلى "مرحلة الاتحاد"، مزيداً من الخلافات والتوتر بين السعودية والبحرين من جانب، وإيران من جانب آخر، حيث تتهم الجمهورية الإسلامية، ذات الغالبية الشيعية، السعودية "السُنية"، بقمع الاحتجاجات التي تقودها جماعات شيعية في البحرين.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية، على لسان مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية، بأنه خلال المسيرة المخطر عنها، والتي نظمتها جمعية "الوفاق" الجمعة، وانطلقت من دوار "جنوسان" إلى دوار "الدراز"، قد تخللها عدد من التجاوزات والمخالفات القانونية، ارتكبها عدد من المشاركين في المسيرة، مشيراً إلى أن "العمل جار على حصرها، وتحديد متسببيها
."
وبينما نقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية "بنا" عن مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية قوله إن مسيرة الوفاق شارك فيها 15 ألف شخص، ذكرت مصادر في المعارضة أن عدد المشاركين، في مسيرة الجمعة، تجاوز 300 ألف شخص، أي ما يزيد بنحو 20 ضعفاً عن تقديرات وزارة الداخلية، ولم يمكن لـCNN بالعربية تأكيد عدد المتظاهرين بصورة مستقلة.
وأشار المتحدث الأمني إلى أن جمعية الوفاق كانت قد تقدمت بإخطار لتنظيم المسيرة، وتم التوقيع على تعهد بالالتزام بالأهداف المعلنة للمسيرة وتحمل المسؤولية القانونية، وأضاف أنه تم استدعاء اللجنة المنظمة القائمة على المسيرة، وتسجيل إفاداتهم، تمهيداً لإحالتهم إلى النيابة العامة، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت ارتكابه أي من هذه المخالفات
.
ومن المقرر أن تنظم أحزاب "الموالاة" مسيرة أخرى السبت، للإعراب عن تأييدهم للوحدة مع السعودية، بعدما أشارت تقارير سابقة إلى أن "الاتحاد الخليجي" المزمع، قد يبدأ بإقامة اتحاد بين المملكتين الخليجيتين، خاصةً وأن البحرين تشهد اضطرابات سياسية منذ ما يزيد على عام، على أن يتم توسيع الاتحاد لاحقاً بانضمام باقي الدول الخليجية.
إلى ذلك، أعلن رئيس الأمن العام، اللواء طارق الحسن، أن جمعية الوفاق تقدمت بإخطار إلى مديرية شرطة محافظة العاصمة، لتنظيم تجمع أمام مقر الأمم المتحدة بـ"الحورة" عصر السبت، وبعد دراسة الموضوع "تقرر عدم الموافقة على هذا التجمع في المكان والزمان المحددين، نظراً لتعارضه مع إقامة فعالية أخرى قد تمت الموافقة عليها مسبقاً، قريبة من المنطقة
."
وشدد رئيس الأمن العام، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية في وقت متأخر من مساء الجمعة، على "عدم قانونية هذا التجمع، وعليه فإن من يشارك فيه يعد مخالفاً للقانون، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله"، دون أن يوضح ما إذا كانت الفعالية الأخرى تتعلق بمسيرة أحزاب الموالاة المؤيدة للاتحاد الخليجي.
وكان قادة دول الخليج العربية، قد أنهوا قمتهم التشاورية، التي عُقدت في الرياض الاثنين الماضي، باتفاق على إحالة ملف "الوحدة" إلى المجلس الوزاري، على أن يتم عرض ما ينتهي إليه المجلس على "قمة استثنائية" لاحقة للمجلس الأعلى، تستضيفها العاصمة السعودية أيضا

وترى المعارضة البحرينية، المدعومة من إيران، الوحدة بين البحرين والسعودية باعتبارها "تعدياً صارخاً على سيادة واستقلال البحرين، وهو أمر لا يحق لأي أحد أياً كان أن يقرر فيه، لكون حق تقرير المصير حصري لشعب البحرين، حسب المواثيق الدولية"، بحسب ما جاء في بيان لعدد من قوى المعارضة تلقته
 

التعليقات