اليمن: المعارضة تتوعد العمل بكل قوتها لمنع عودة صالح، وهدنة يوافق عليها صادق الأحمر

احتفالات في صنعاء وذبائح * أهالي تعز يحتفلون رغم النيران * الشيخ صادق الأحمر يوافق على هدنة عرضها نائب الرئيس اليمني * صالح سيعود إلى اليمن بعد أسبوعين من التأهيل الطبي * اجتماع بين نائب الرئيس اليمني وأقاربه الذين يقودون الأجهزة الأمنية في البلاد * السفير الامريكي بصنعاء يلتقي عبد ربه

اليمن: المعارضة تتوعد العمل بكل قوتها لمنع عودة صالح، وهدنة يوافق عليها صادق الأحمر

قال مصدر طبي اليوم الأحد، إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، استعاد الوعي بعد جراحة ناجحة في الرياض، في الوقت الذي دعا فيه القائم بأعماله في اليمن القبائل للالتزام بهدنة.

وقال زعماء المعارضة، إن عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس الذي تولى السلطة بعد إصابة صالح في هجوم يوم الجمعة، عرض أيضا سحب القوات من ضاحية في صنعاء، تشهد أغلب عمليات القتال، إضافة إلى رفع الحواجز من على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة والمدن الأخرى.

الشيخ صادق الأحمر يوافق على هدنة عرضها نائب الرئيس اليمني

وقالت المعارضة إن قبائل حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر، والتي خاضت قتالا مع القوات الموالية لصالح، وافقت على الالتزام بهدنة مع قوات النظام اليمني.

 وكان الزعيم القبلي النافذ، الشيخ صادق الأحمر، قد وافق الأحد على وقف مشروط لإطلاق النار، وإخلاء المباني العامة التي احتلها أنصاره في صنعاء، بناء على طلب نائب الرئيس اليمني المؤقت، عبد ربه منصور هادي، وفق ما أعلن مكتب الأحمر.

وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر، إن "نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وجه بإنهاء ورفع كل الاستحداثات العسكرية والأمنية في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء، وفي منطقة حدة جنوب المدينة".

وأوضح المصدر أن "نائب الرئيس أوفد اللواء غالب مطهر القمش، رئيس جهاز الأمن السياسي، واللواء محمد القاسمي، مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الشيخ صادق الأحمر وإخوانه، لطلب إيقاف إطلاق النار، وإخلاء المنشآت العامة من العناصر المسلحة التابعة لهم".

وأضاف أن "الشيخ الأحمر وافق على طلب نائب الرئيس، على أن تلتزم الوحدات العسكرية والمجاميع المسلحة التي بجانبها بالإنسحاب حرصا على استتباب الأمن".

صالح سيعود إلى اليمن بعد أسبوعين من التأهيل الطبي

وقال مسؤول بالحزب اليمني الحاكم، إن صالح سيعود إلى البلاد خلال أيام، ولكن مع الصراع الدائر حاليا على السلطة، وتجدد القتال مع اتحاد قبلي كبير، فإن خطر حدوث اضطرابات جديدة ما زال كبيرا.

وهو الأمر الذي أكده مسؤول سعودي، إذ قال أيضا إن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "سيعود إلى صنعاء بعد اسبوعين من التأهيل الطبي".

صالح وعبد ربه منصور هادي

وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "العملية الأولى هي استخراج شظية من الصدر، والثانية عملية أعصاب في الرقبة"، موضحا أن العملية المقبلة ستكون عملية تجميلية.. وأضاف أن "مدة التأهيل الطبي أسبوعين، ثم يعود من بعدها (صالح) إلى صنعاء".

احتفالات في صنعاء وذبائح

وفي الشارع، يحتفل الشباب بـ"هروب" صالح، وبـ"سقوط النظام"، وقد غنى شبان يمنيون أغاني وطنية، ورقصوا في ميدان في صنعاء، ورفع المتظاهرون المناهضون لصالح لافتات مكتوب عليها "اليمن من دونك أجمل"، ولافتات أخرى تعبر عن الفرح لرحيل صالح.. وهتفوا "حرية حرية اليوم عيد الحرية"، وهتف آخرون "خلاص، سقط النظام"، و"اليوم يمن جديدة"، وقال ساكن في مقهى محلي "سعادتنا ستكتمل فور ان نتأكد ان صالح لن يعود."

وارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل كبير اعتبارا من الظهر، وقام المحتجون بذبح المواشي وتوزيع اللحوم احتفالا بمغادرة صالح.

لكن صوت إطلاق النيران دوى في منطقة أخرى بالعاصمة، مما أعاد إلى الأذهان القتال الذي دار على مدى الأسبوعين المنصرمين بين قوات صالح واتحاد القبائل الذي يتزعمه الأحمر.

وكان ذلك القتال الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، هو الأكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات في يناير / كانون الثاني، مستلهمة الثورتين التونسية والمصرية.

أهالي تعز يحتفلون رغم النيران

وفي مدينة تعز الجنوبية، احتفل آلاف الاشخاص برحيل صالح إلى السعودية، بتنظيم مسيرة وصلت إلى ساحة الاعتصام التي تمكن المحتجون من احتلالها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الأسبوع الماضي.. وأقاموا هناك عرضا للألعاب النارية، وقد شارك في المسيرة آلاف الرجال والنساء، هتفوا  بـ"حرية، حرية"، و"يا شباب يا شباب علي عبدالله هرب".

كن قناة الجزيرة الفضائية ذكرت أن عدة أشخاص أصيبوا بجروح في إطلاق كثيف للنيرا في تعز، كما أعلن في المدينة نفسها، عن قتل أربعة جنود من الحرس الجمهوري، ومسلح مدني الأحد، في اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط القصر الجمهوري، حسبما أفاد شهود عيان ومشاركون في الاشتباكات.

وقال الشهود إن القتلى الخمسة سقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين الحرس الجمهوري ومسلحين مدنيين منظمين، تحت اسم "صقور حماية الثورة في تعز"، بالقرب من الحرس الجمهوري في المدينة.

اجتماع بين نائب الرئيس اليمني وأقاربه الذين يقودون الأجهزة الأمنية في البلاد

وكان اجتماع عقد الليلة الماضية ضم عبد ربه مع أبناء وإخوة وأبناء إخوة الرئيس صالح، الذين يشغلون أرفع المناصب في المنظومة العسكرية والأمنية في اليمن، دون أن يرشح أي شيء عن هذا الاجتماع، بحسب المصدر المقرب من الرئاسة.

وذكر المصدر أن الاجتماع ضم نائب الرئيس مع أخوي الرئيس علي صالح الأحمر، مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقائد العمليات العسكرية، ومحمد صالح، قائد القوات الجوية.

كما ضم نجله أحمد، أكبر أبنائه، والذي يقود الحرس الجمهوري، وضم أيضا ابني أخيه طارق محمد عبد الله صالح، قائد الحرس الخاص، ويحيى محمد عبدالله صالح، قائد الأمن المركزي.

وفي ظل وجود تلك الشخصيات على الساحة اليمنية بعد رحيل صالح، فإنه لم يتحدد بعد المحور الحقيقي للسلطة في اليمن.. علما أن صالح فقد تأييد اللواء القوي علي محسن الأحمر، الذي انحاز إلى المحتجين، ووصف الرئيس بأنه رجل مجنون.


وقالت بعض المصادر أن أحمد، نجل صالح، لا يزال موجودا في قصر الرئاسة، بينما نائب الرئيس، عبد ربه منصور موجود في منزله.

ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن إجراءات إدارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الاغاني المؤيدة للرئيس.

السفير الامريكي بصنعاء يلتقي عبد ربه

وقد التقى السفير الاميركي في صنعاء الأحد، نائب رئيس الجمهورية حسبما أفادت وكالة الانباء اليمنية، وذكرت الوكالة أن هادي استقبل السفير جيرالد فيرستاين، وناقش معه "العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بالمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية".

وطالبت واشنطن صالح بالتنحي عن السلطة، وتحدث كبير مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما في مجال مكافحة الارهاب يوم السبت مع القائم بأعمال الرئيس.

المعارضة اليمنية لا تمانع بأن تتعاون مع نائب الرئيس شرط أن يتخلى له أقارب صالح عن سلطاتهم

من جهته، أكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية، الأحد، أن هذه الأخيرة ستعمل بكل قوتها لمنع صالح من العودة.. وقال قحطان: "نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد"، في إشارة إلى مغادرة صالح إلى السعودية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان صالح سيعود إلى اليمن برأيه، وجهته له وكالة فرانس برس، قال: "بالنسبة لنا سنعمل بكل قوتنا لعدم عودته"، مشيرا إلى أن "صفحته السياسية طويت منذ زمن".

إلى ذلك، أكد قحطان أن المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس اليمني، إلا أنه يجب على حد قوله إجبار أبناء الرئيس صالح على تسليم السلطة إليه.

كما أكد أن المعارضة ستلتقي "في الساعات المقبلة" مع السفير الاميركي، الذي التقى صباحا نائب الرئيس اليمني، ومع سفير الاتحاد الاوروبي.

وقال قحطان: "نحن على أهبة الاستعداد للتعاون مع عبد ربه منصور، ولكن الصعوبة تكمن في ما إذا كان الأولاد (أبناء صالح)، مستعدين ليسلموا السلطة إليه"، وقال: "لا بد أن يتم إجبار أولاد صالح على تسليم السلطة إلى عبد ربه منصور".

ترك صالح للبلاد في هذ الوقت قد يجعل احتفاظه بالسلطة صعبا

وترك صالح للبلاد في هذا الوقت حتى ولو كان للعلاج قد يجعل احتفاظه بالسلطة صعبا.. وقال غانم نسيبة، كبير المحللين في مؤسسة "بوليتيكال كابيتل" إنه يعتقد أن هذه هي نهاية حكم صالح.. وأضاف أن هناك بصيص أمل أمام السعودية، ومجلس التعاون الخليجي، والغرب، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في اليمن، وأنه يتعين عليهم التحرك سريعا.. وقال إن اليمن يدخل مرحلة ما بعد صالح، والتي ربما تكون السعودية والغرب غير مستعدين لها.

كما قال جيمس فالون، خبير شؤون اليمن بمجموعة أوراسيا، إن "ترك صالح للبلاد في هذا الوقت له دلالات سياسية عميقة".. ومضى يقول: "ستعتبره الكثير من الأوساط في اليمن نهاية لرئاسة صالح."

كما قال فاروق عبد السلام، وهو من سكان مدينة عدن بجنوب اليمن: "الناس قلقون بشأن ما سيحدث بعد رحيل صالح. اكثر ما يقلقهم هو حدوث انقلاب عسكري او صراع على السلطة داخل الجيش.". وقال خالد الدخيل، وهو محلل سياسي سعودي: "أعتقد أن هذه هي نهاية مباراته... لن يتفاوض معه السعوديون."

وقد أغضب صالح حلفاءه السابقين في الولايات المتحدة والسعودية الذين كانوا ينظرون إليه ذات يوم على أنه شريك أساسي في جهود محاربة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، عندما تراجع أكثر من مرة عن التوقيع على الاتفاق الذي رعته دول مجلس التعاون الخيلجي لخروجه من السلطة مقابل عدم محاكمته.

الجيش يتهم القاعدة بتنفيذ الهجوم على القصر الرئاسي

وأدى الهجوم الصاروخي على قصر صالح إلى مقتل سبعة وانهيار الحكومة اليمنية بأكملها.. ويعالج رئيس الوزراء واثنان من نوابه ورئيسا مجلسي البرلمان في الرياض من إصابات.

وكان صالح اتهم شيوخ آل الأحمر الذين خاضوا مع قواته مواجهات دامية في صنعاء، خلال الاسبوعين الماضيين، باستهدافه، وتوعد بمواجهتهم ومحاربتهم، إلا أنهم نفوا أن يكونوا خلف الهجوم.

أما الجيش اليمني فقد أنحى باللائمة في الهجوم على تنظيم القاعدة، لكن دبلوماسيين ومحللين اتهموا حكومة صالح بتضخيم خطر القاعدة في اليمن لكسب التأييد الدولي.

وميدانيا، بدا الوضع هادئا نسبيا في صنعاء بعد أن سمعت طلقات نارية متقطعة خلال الليل، وتبدو الشوارع خالية تماما من حركة المرور.

وعلى صعيد آخر، قتل تسعة جنود يمنيين في كمينين نصبهما مساء السبت عناصر من القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية، التي يسطير عليها التنظيم، حسبما أفاد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس الأحد.

التعليقات