توتر شديد في صنعاء وشبهات بدور للرئيس السابق صالح

يستمر التوتر اليوم الثلاثاء في صنعاء غداة المعارك الدامية بين الحرس الرئاسي اليمني والحوثيين الذين يسعون إلى تشديد قبضتهم على العاصمة بدعم كما يبدو من الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

توتر شديد في صنعاء وشبهات بدور للرئيس السابق صالح

يستمر التوتر اليوم الثلاثاء في صنعاء غداة المعارك الدامية بين الحرس الرئاسي اليمني والحوثيين الذين يسعون إلى تشديد قبضتهم على العاصمة بدعم كما يبدو من الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وفي دليل على استمرار التوتر، لا يزال منزل رئيس الوزراء خالد بحاح مطوقا اليوم من قبل عناصر ميليشيا “أنصار الله”، فيما أغلق مسلحون المحاور الرئيسية المؤدية إليه.

وكان موكب رئيس الوزراء تعرض لإطلاق نار، أمس الاثنين، فيما كانت معارك عنيفة جارية في محيط القصر الرئاسي في جنوب صنعاء. وتوقفت المعارك في هذه المنطقة منذ بعد ظهر أمس الاثنين مع دخول هدنة حيز التنفيذ يبدو أنها لا تزال هشة.

وقال مراسل وكالة فرانس برس إن عناصر من الحرس الرئاسي مجهزين بأسلحة ثقيلة ومدرعات ومضادات جوية يسيطرون على مداخل القصر الرئاسي. وتتمركز عناصر “أنصار الله” المجهزة بأسلحة خفيفة على بعد 500 متر من هناك.

والرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نادرا ما يستخدم هذا القصر، موجود في منزله في صنعاء حيث يحاول التشاور مع القوى السياسية بهدف وضع 'خارطة طريق' تنهي أعمال العنف كما قال متحدث.

وأعمال العنف الأخطر في العاصمة منذ أربعة أشهر أوقعت تسعة قتلى على الأقل في صفوف الحوثيين والعسكريين وكذلك 67 جريحا بينهم مدنيون بحسب وزارة الصحة.

كما دفعت بعدة سفارات في صنعاء إلى إغلاق أبوابها. وأغلقت سفارة فرنسا أبوابها اليوم الثلاثاء حتى إشعار آخر بسبب المواجهات في المدينة كما قال مصدر غربي.

وكانت سفارة هولندا مغلقة طوال نهار أمس الاثنين وكذلك سفارة بريطانيا التي أغلقت لعدة ساعات أيضا أمس الاثنين في ذروة المعارك، كما أعلنت مصادر في هاتين البعثتين الدبلوماسيتين.

وموجة العنف الأخيرة ناجمة عن رفض الحوثيين المصادقة على مشروع دستور يحرمهم خصوصا من منفذ على البحر.

ويبدو أن الحوثيين الذين يواصلون تعزيز قوتهم منذ دخولهم العاصمة في 21 أيلول (سبتمبر)، يستفيدون من دعم صالح الذي لا يزال يحظى بنفوذ كبير بفضل العلاقات التي نسجها في أوساط الجيش والقبائل على مدى رئاسته التي استمرت 33 عاما.

واندلعت المواجهات بعد يومين على خطف عناصر مليشيات متمردة أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني، وأحد مهندسي مشروع الدستور الجديد.

وكان بن مبارك الذي أشرف على صياغة هذا المشروع للقانون الجديد، قاد عملية الحوار الوطني التي بدأت بعد استقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في شباط (فبراير) 2012 بعد عام على الانتفاضة.

ويعارض الحوثيون الذين تتنامى قوتهم باستمرار منذ دخولهم العاصمة، هذا المشروع الذي ينص على قيام دولة اتحادية من ستة أقاليم. ويحرمهم تقسيم البلاد في الواقع من منفذ على البحر، وهذا أبرز ما يسعون إليه منذ غادروا معقلهم الجبلي في صعدة في الشمال للسيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية.

ورأت أبريل لونغلي إلي، الخبيرة في الشؤون اليمنبة في مجموعة الأزمات الدولية، أن 'خطف بن مبارك رسالة موجهة إلى الرئيس هادي تشير إلى أن الحوثيين لن يعودوا عن رفضهم هيكلية اتحادية من ستة أقاليم'. وأضافت: 'لكن ذلك يأتي ضمن أساليب يستخدمها الحوثيون الذين يحددون مطالب وحين لا تتم تلبيتها يستخدمون العنف للوصول إلى غايتهم'.

وخلال معارك أمس الاثنين قرب القصر الرئاسي استفاد عناصر “أنصار الله” من دعم مباشر من القوات الموالية لصالح كما قال ضابط في الحرس الرئاسي، اليوم الثلاثاء، لوكالة فرانس برس. وقال الضابط رافضا الكشف عن اسمه: 'لقد شهدنا عدة تشكيلات من جنود ومقاتلين يخرجون من منزل أحمد علي عبد الله صالح (نجل الرئيس السابق) لمساعدة المقاتلين الحوثيين'.

من جهته اتهم أحد سكان الحي بعض عناصر القوات الخاصة التي انتقلت أخيرا إلى قيادة ضباط حوثيين بـ”الخيانة'. وقال إن بعض عناصر هذه القوة لم يقاتلوا الحوثيين حين استولى هؤلاء على موقع إستراتيجي في تلة مطلة على القصر الرئاسي. وأضاف: 'لقد رأينا المقاتلين الحوثيين ينتشرون على التلة من دون مقاومة من رجال القوات الخاصة'.

وقال مقاتل حوثي عرف عن نفسه باسم أبو هاشم إن ميليشيته استولت على هذا الموقع لمنع القوات الموالية للرئيس من 'قصف المدنيين'. وأضاف: 'لقد تضرر العديد من المنازل وكذلك أصيب مطعم بقذيفتي دبابة”، مكررا القول إن الحوثيين دخلوا صنعاء لحماية المدنيين ومحاربة الفساد.

التعليقات