صالح يلتف على الحوثيين ويزج بوريثه للرئاسة

​صفعة قوية تلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيون) وزعيمها عبد الملك الحوثي من قبل حليفهم، علي عبد الله صالح، الرئيس السابق لليمن، حيث خرجت مظاهرة مناصرة لصالح يوم الثلاثاء متجهة إلى ميدان السبعين، أهم ميادين صنعاء، رفعوا فيها صور نجل الرئيس السابق، أحمد علي صالح، مطالبين إياه بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

صالح يلتف على الحوثيين ويزج بوريثه للرئاسة

أحد عناصر اللجان الشعبية في اليمن يضع صورة صالح مكان شعار الحوثيين على بندقيته (أ.ف.ب)

صفعة قوية تلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيون) وزعيمها عبد الملك الحوثي من قبل حليفهم، علي عبد الله صالح، الرئيس السابق لليمن، حيث خرجت مظاهرة مناصرة لصالح يوم الثلاثاء متجهة إلى ميدان السبعين، أهم ميادين صنعاء، رفعوا فيها صور نجل الرئيس السابق، أحمد علي صالح، مطالبين إياه بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

وطوال يومين سابقين، طاف أنصار صالح شوارع صنعاء بسياراتهم وأصوات الاغاني الحماسية والوطنية تصدح منها، إضافة إلى المئات من صور صالح الابن كست لوحات الإعلانات في صنعاء، وشعارات طالبته بالترشح لرئاسة الجمهورية حتى يعيد "هيبة الجيش" و"يستعيد الدولة". وقال صالح في آخر خطاب له إن الامور لا تزال تحت سيطرته وأنه مستعد لتامين طريق بحري لمن يهرول نحو عدن حتى يهرب في حال فكروا في الانفصال.

وبالتزامن مع كل ما ذكر من مؤشرات عودة النظام القديم، نظمت في مدينة تعز، إحدى أكبر مدن اليمن، مهرجان لدعم أحمد علي صالح، حرصت وسائل إعلام حزب صالح، التي لا تزال تحتفظ بشعبيتها الكبيرة وتواجدها في معظم المنازل اليمنية، علة تصويره كأنه عفوي في محاولة لفحص ردود الفعل، سيما وأن توريث الرئيس لابنه كان احد أهم أسباب الخلاف بين علي عبدالله صالح ونظامه.

وكان أحمد علي صالح، قائداً لقوات الحرس الجمهوري، إبان حكم والده، ويتمتع بشعبية واسعة في أوساط الجيش، وكان يتقاسم النفوذ فيه مع اللواء علي محسن الأحمر، الذي غادر إلى السعودية، بعد سقوط مقرّ القاعدة الرئيسية للقوات الموالية له، في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي.

وعين أحمد علي صالح سفيرًا لليمن في الإمارات العربية المتحدة عام 2013 بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد عزله من قيادة الحرس الجمهوري الذي تغير اسمه اليوم لـ"قوات الاحتياط العام"، وتناقلت مصادر صحافية أن الحرس الجمهوري عاد إلى الولاء لصالح الابن.

ويمكن أن تكون قوات الاحتياط البطاقة الرابحة لأحمد علي صالح بسبب نفوذها ونقاط تمركزها، حيث تكمن قوتها المركزية في معسكرات على محيط العاصمة صنعاء وحولها، وهذه المعسكرات مزودة بأحدث الأسلحة والمعدات التي يملكها الجيش اليمني، وتنتشر العديد من الكتائب والألوية التابعة لها في جميع أنحاء اليمن، ومن شأن هذه القوات أن ترجح كفة الميزان لصالح من تختار.

وما زاد مؤشرات عودة النظام السابق واندثار جماعة الحوثي هو أن انصار صالح انضموا لكل اللجان الشعبية والجماعات المسلحة التي أنشئها الحوثي، واستبدلوا شعار الجماعة على بنادقهم بصور أحمد صالح، وتناقلت الصحافة عن مصدر عسكري يمني أن جنود الاحتياط تمردوا على ضابط حوثي عينته جماعة أنصار الله رئيسًا للعمليات.

وصعّد الرئيس السابق، في خطاب غير مسبوق، يوم الاثنين ضد هادي، واتهمه ضمناً بالسعي إلى الانفصال، مهدداً بحرب على غرار حرب صيف 1994، مبدياً استعداده لتأمين طريق بحري إلى جيبوتي، كـ "منفذٍ وحيد للانفصاليين من أجل المغادرة".

وأوضح أنه "وضع أمام الانفصاليين في العام 1994 خيار الفرار من ثلاثة منافذ، وهي منفذ شرورة (حدود السعودية)، ومنفذ المهرة (حدود عُمان)، ومنفذ البحر الأحمر إلى جيبوتي". وأضاف أن "من يهرول اليوم ليس أمامه غير منفذٍ واحد ليهرب بجلده وبفلوسه التي كسبها على حساب قوت هذه الأمة، هو منفذ البحر الأحمر إلى جيبوتي".

وعاد صالح الثلاثاء، بخطابٍ أقل حدة، وجّه فيه رسائل إلى الدول الإقليمية، إذ اعتبر أن "أي مساس بأمن ووحدة واستقرار اليمن، ستكون له آثار سلبية ليس على اليمن فقط، بل على المنطقة"، وثمّن جهود السعودية والإمارات في البلاد.

وليس واضحاً بعد، ما إذا كانت عودة صالح إلى الواجهة وتصعيده ضد هادي، جاء بتنسيق وتحالف مع الحوثيين، أم أنه سيقلب الطاولة عليهم، من أجل استعادة شعبيته في المحافظات والأوساط الشعبية الرافضة للحوثي، وتجنباً للحساسية المذهبية والإقليمية التي يثيرها التحالف معه.

وكان لافتاً وعده بأن "يُطل في الوقت المناسب، لكشف الحقائق وفتح ملفات من اتهموه بامتلاك ثروة بـ60 مليار دولار"، التي طالبت الأمم المتحدة، بالبحث عنها في كل بنوك العالم وتسليمها للبنك المركزي اليمني. وتُظهر عناصر خطاب الحوثي، عدم استعداده للدخول بمواجهة مع صالح، الذي يستطيع قلب الموازين في صنعاء في أي لحظة، لتبدو الأزمة عميقة بين هادي وصالح، أكثر مما هي بين هادي والحوثي. وكان ذلك واضحاً في خطاب الحوثي الأخير، الذي لم يذكر هادي بل خصص حديثه للهجوم على الخليج وحزب "الإصلاح".

التعليقات