احتدام المعارك في جنوب اليمن عشية انتهاء الهدنة واستمرار عمليات النزوح

احتدمت المعارك السبت بين المتمردين الحوثيين والموالين للحكومة في جنوب اليمن، ما يزيد من الضغوط على الهدنة الهشة التي أعلنها التحالف العربي الذي أوقف ضرباته الجوية ضد المتمردين رغم الانتهاكات.

احتدام المعارك في جنوب اليمن عشية انتهاء الهدنة واستمرار عمليات النزوح

مساعدات من الأمم المتحدة تصل إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)

احتدمت المعارك السبت بين المتمردين الحوثيين والموالين للحكومة في جنوب اليمن، ما يزيد من الضغوط على الهدنة الهشة التي أعلنها التحالف العربي الذي أوقف ضرباته الجوية ضد المتمردين رغم الانتهاكات.

 وذكرت وكالة الأناضول أن 450 يمنيا غالبيتهم من النساء والأطفال، وصلوا اليوم إلى ميناء جيبوتي قادمين من مينائي "مخا" و"عدن" اليمنيين.

وتعد هذه المرة الأولى التي يصل فيها يمنيون من ميناء مخا الذي يسيطر عليه الحوثيون، حاملا 250 يمنيا من أصل الـ450.

وتصاعدت أعمال العنف عشية انتهاء الهدنة الإنسانية المحددة بخمسة أيام، بمبادرة من السعودية، التي تقود التحالف العربي الذي بدأ ضرباته الجوية ضد المتمردين الحوثيين في 26 آذار/مارس لمنعهم من السيطرة الكاملة على اليمن.

وقصف المتمردون في الصباح بالسلاح الثقيل والقذائف أحياء عدة في تعز ثالث مدن اليمن ما أوقع 12 قتيلا و51 جريحا في صفوف المدنيين.

كذلك أسفرت المعارك التي تكثفت خلال الليل عن سقوط 26 قتيلا في صفوف المتمردين وحلفائهم، من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، و14 في صفوف المقاتلين المعادين لهم بحسب مصادر عسكرية ومحلية.

وفي عدن كبرى مدن الجنوب، دوى إطلاق النار من جديد اليوم السبت بعد ليلة هادئة نسبيا. وتركزت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك مدافع الدبابات في شمال عدن حيث يسعى المتمردون وحلفاؤهم لاستعادة مواقع خسروها في الأيام الأخيرة خاصة محور طرق يتحكم بالمنفذ إلى وسط المدينة كما ذكرت مصادر عسكرية.

وأضافت المصادر نفسها أن إطلاق القذائف استهدف أيضا غرب عدن.

وفي الجنوب كان التوتر على أشده في الضالع بعد كمين نصب ليلا لقافلة للمتمردين أدى الى مقتل خمسة منهم بحسب مسؤول محلي.

والتحالف الذي علق غاراته الجوية منذ مساء الثلاثاء، حذر من أنه سيفقد صبره تجاه "الانتهاكات" التي يقوم بها المتمردون خلال الهدنة التي تم إعلانها الجمعة لخمسة أيام قابلة للتجديد.

وفي محافظة شبوة قالت مصادر عسكرية وقبلية إن مسلحين قبليين استعادوا السيطرة على منطقة عسيلان النفطية بعد يومين من المعارك مع المتمردين وحلفائهم الذين كانوا يسيطرون عليها.

وأضافت المصادر أن ما لا يقل عن 18 متمردا وأربعة من رجال القبائل قتلوا خلال الاشتباكات.

وتسببت أعمال العنف هذه بحركة نزوح لقسم من السكان الذين هربوا من مدينة تعز باتجاه مناطق ريفية أكثر أمانا، فيما لم تصل المساعدة الإنسانية الموعودة بعد إلى المدينة بحسب بعض السكان.

وأكد مسؤول في الإدارة المحلية لفرانس برس أن "المساعدة الإنسانية لم تصل إلى تعز حيث لم نتلق لا منتجات نفطية ولا مواد غذائية أو معدات طبية".

ومع ذلك تمكنت المساعدات الدولية من الدخول إلى البلاد، حيث وصلت اليوم السبت طائرتا مساعدات إنسانية من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى اليمن، بعدما وصلت اثنتان الجمعة، بحسب مصدر في مطار صنعاء.

وفي موازاة ذلك، وصلت أيضا فرق طبية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود على متن طائرة إلى صنعاء السبت، بحسب المصدر نفسه.

لكن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، يوهانس فان در كلاو، دعا التحالف إلى "تبسيط" عمليات تفتيش الحمولات المتوجهة إلى اليمن إذ من شأن تلك الإجراءات أن تبطئ إيصال المساعدات الضرورية.

وأشار فان در كلاو إلى أن عمليات تفتيش البضائع في إطار الحظر المفروض على السلاح إلى الحوثيين تعقد إيصالها.

وقال "يجب تبسيط نظام الرقابة الحالي، ويجب أن يكون أسرع لاستئناف إيصال الواردات التجارية وحتى الإنسانية من وقود وغذاء وحاجات حيوية أخرى".

وصوت مجلس الأمن الدولي في نيسان/إبريل الماضي على قرار يحظر إيصال السلاح إلى الحوثيين المدعومين من إيران بعد سيطرة هؤلاء على العاصمة صنعاء وتقدمهم جنوبا باتجاه مدينة عدن، ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى الرياض.

ومن المفترض ان يلقي هادي كلمة يوم غد الأحد في افتتاح مؤتمر لحل الأزمة اليمنية في الرياض، والذي دعيت إليه الأحزاب السياسية وزعماء القبائل وممثلو المجتمع المدني، بحسب المنظمين.

وسيعقد المؤتمر بغياب المتمردين الحوثيين الذين يصرون على عقد مؤتمر الحوار السياسي "في اليمن" فقط بعد توقف العملية العسكرية للتحالف.

وقال مسؤول الإعلام في مكتب هادي مختار الرحبي، لوكالة فرانس برس إن "كل الأطراف السياسية اليمنية ستشارك في مؤتمر الرياض الذي يبدأ أعماله غدا ما عدا ميليشيات الحوثي التي وجهت لها الدعوة رسميا إلا انها رفضت الحضور".

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر ثلاثة أيام، و"سيكون مؤتمرا للقرار لا للحوار"، لإعادة هيكلة الدولة، التي زعزعها الحوثيون، بحسب مسؤول اللجنة التحضيرية للقاء ياسين مكاوي.

وأضاف مكاوي خلال مؤتمر صحافي في الرياض اليوم السبت "ستستخدم جميع الوسائل العسكرية والسياسية" لاستعادة سلطة الرئيس هادي.

إلى ذلك، أسر عناصر في القاعدة 36 عسكريا في المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ نيسان/إبريل كما أفاد مسؤولون محليون اليوم السبت لوكالة فرانس برس.

وقال مسؤول إن المتمردين أسروا العسكريين لدى وصولهم مساء الجمعة إلى ميناء المكلا من جزيرة سقطرى اليمنية موضحا أن الجنود الـ36 كانوا مسلحين لكن باللباس المدني.

وأضاف "اشتبه مقاتلو تنظيم القاعدة بأن يكون العسكريون من انصار المتمردين الحوثيين".

 

التعليقات