محادثات يمنية صعبة تنطلق في جنيف... ودعوة لهدنة في رمضان

من المفترض أن يبدأ وفدا الحكومة والحوثيين اليوم محادثات صعبة كلا على حدة برعاية الامم المتحدة لكن دون أمل كبير بوضع حد للنزاع الدامي الذي تشهده البلاد.

محادثات يمنية صعبة تنطلق في جنيف... ودعوة لهدنة في رمضان

بان كي مون يفتتح المؤتمر اليوم (أ ف ب)

 افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، محادثات سياسية بشأن اليمن في جنيف اليوم الاثنين بالدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوعين على الأقل بمناسبة بدء شهر رمضان، كما دعا إلى وقف إطلاق النار بين الفصائل المحلية وانسحاب الجماعات المسلحة من المدن.

وقال  إن “بقاء اليمن اليوم على المحك. في الوقت الذي تتشاحن فيه الأطراف المختلفة… يحترق اليمن”. وتابع أن الحوثيين لم يصلوا إلى المحادثات بعد ولكنه يتوقع حضورهم في وقت لاحق اليوم الاثنين.

ومن المفترض أن يبدأ وفدا الحكومة والحوثيين اليوم محادثات صعبة كلا على حدة برعاية الامم المتحدة لكن دون أمل كبير بوضع حد للنزاع الدامي الذي تشهده البلاد.

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، أصدر بيانا يؤكد أن اليوم الاثنين سيشهد "مشاورات أولية" بين طرفي النزاع في قاعتين منفصلتين، على أن يقوم الموفد الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، بالتنقل بينهما "آملا في جمعهما معا".

والمحادثات هي اللقاء الأول بين المعسكرين منذ الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر من صنعاء في شباط/فبراير الماضي بعد خضوعها لسيطرة المتمردبن الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

من جهة أخرى، أفادت مصادر دبلوماسية ومن الأمم المتحدة أن وفد الحوثيين لم يصل بعد صباح الاثنين إلى جنيف قبيل افتتاح المحادثات بسبب تأخير في الرحلة.

وتابعت المصادر نفسها أن الطائرة التابعة للامم المتحدة وعلى متنها خمسة ممثلين عن المتمردين بينهم حوثيان وعضوان في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وزعيم حزب الحق  المعارض حسن زيد، غادرت صنعاء مساء أمس واضطرت للتوقف مطولا في جيبوتي.

ويضم وفد المتمردين أيضا مندوبين يفترض أن يصلا من سلطنة عمان.

وكان وفد المتمردين رفض بعد ظهر أمس المغادرة على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة مشترطا لذلك إرسال البيان حول آليات العملية والتي نشرها موفد الأمم المتحدة الخاص على صفحته في فيسبوك بصفة "تصريح رسمي من الأمم المتحدة"، بحسب مصدر مقرب من المتمردين.

من جهته، كرر وفد الحكومة برئاسة وزير الخارحية رياض ياسين، شروطه من أجل التوصل إلى اتفاق وخصوصا تطبيق القرار 226 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي يطالب المتمردين بالانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها.

وأعلن ياسين أمام صحافيين مساء أمس الأحد  أن “أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مشروطا بانسحاب الميليشيات من كل المناطق" التي سيطروا عليها.

وفي أعقاب تخلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة في مطلع 2012 في إطار مبادرة خليجية ومفاوضات وطنية، بدأت مرحلة انتقالية تضمنت خصوصا إجراء حوار وطني شارك فيه الحوثيون وحزب صالح وقرر تحويل اليمن إلى بلد اتحادي من ستة أقاليم.

وكان يفترض أن يتم الاستفتاء على دستور جديد وإجراء انتخابات عامة جديدة بموجب الجدول الزمني لاتفاق الانتقال السياسي.

وفي أيلول/سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على صنعاء وتابعوا حملتهم التوسعية مدعومين من صالح الذي يسيطر على قسم كبير من القوات المسلحة ما أرغم هادي على الانتقال الى عدن في الجنوب.

لكن الحوثيين واصلوا تقدمهم نحو الجنوب إلى أن أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 آذار/مارس حملة عسكرية لمنع سقوط اليمن تماما في يد الحوثيين وجماعة صالح.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة الماضي أن 2584 شخصا قتلوا في النزاع في اليمن وقصف قوات التحالف حتى السابع من حزيران/يونيو في حين أصيب نحو 11 ألفا آخرين بجروح.

التعليقات