سادس هدنة باليمن: 6900 قتيل وإصابة 35 آلفا

بدأ رسميا في اليمن في الساعة 23,59 من ليل الأربعاء سريان هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد تم التوصل إليها بوساطة من الأمم المتحدة، وتبدو فرص نجاحها أكبر من سابقاتها مع أن بدايتها لم تسلم من بعض الخروقات.

سادس هدنة باليمن: 6900 قتيل وإصابة 35 آلفا

مقاتلون من أنصار الحوثي (أ ب)

بدأ رسميا في اليمن في الساعة 23,59  من ليل الأربعاء سريان هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد تم التوصل إليها بوساطة من الأمم المتحدة، وتبدو فرص نجاحها أكبر من سابقاتها مع أن بدايتها لم تسلم من بعض الخروقات.

وهذه الهدنة التي أعلن عنها مساء الإثنين المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، هي المحاولة السادسة من نوعها لوقف القتال بين الحوثيين والقوات الحكومية منذ آذار/مارس 2015 حين تدخل تحالف عسكري تقوده السعودية لنصرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وقبيل بدء سريان الهدنة أعلن أطراف النزاع التزامهم بالهدنة.

وقال التحالف في بيان إن قواته 'ستلتزم بوقف إطلاق النار مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها'.

بدوره قالت القوات الموالية لهادي في بيان 'سنلتزم بالهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة مع احتفاظنا بحق الرد في حال خرقها من قبل المتمردين الحوثيين وحلفائهم... إن مفهوم الهدنة عند المتمردين هو وقف الطلعات الجوية فقط بينما الهدنة هي وقف إطلاق نار كامل والسماح للمساعدات بدخول المناطق المحاصرة كتعز'.

بالمقابل أكد الناطق باسم القوات التابعة للحوثيين، العميد الركن شرف لقمان، إننا 'سنلتزم بوقف إطلاق النار وفق الزمن المحدد إذا التزم العدو بالفعل بوقف العدوان بشكل شامل وكامل برا وبحرا وجوا'، مطالبا قواته 'بالمزيد من اليقظة والحذر وعدم الركون، كون العدو يستغل دائما الحديث عن وقف إطلاق النار للقيام بأعمال عسكرية مكثفة'.

وبالفعل ما أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ، حتى أفادت مصادر عسكرية وسكان محليون أن قصفا مدفعيا وبالدبابات تعرضت له الأحياء الشرقية لمدينة تعز من قبل الحوثيين.

وفي منطقة مريس بمحافظة الضالع سقطت عدة قذائف أطلقها الحوثيون على مواقع القوات الموالية لهادي لتندلع مواجهات بين الطرفين، بحسب مصادر عسكرية موالية للرئيس المعترف به دوليا.

كذلك أعلن مصدر في المقاومة الشعبية لوكالة فرنس برس إن 'مليشيات الحوثي وصالح تخرق الهدنة في الدقائق الأولى وتطلق نيرانها على مواقع الجيش الوطني والمقاومة بمنطقة صرواح بمحافظة مارب' في شرق اليمن.

قتلى قبل الهدنة 

وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، قتل 30 على الأقل من الحوثيين وخمسة مقاتلين موالين للحكومة في اشتباكات بالمدفعية الثقيلة دارت قرب الحدود السعودية، وفقا لحصيلة أوردتها القوات الحكومية ولم يتسن التحقق منها من مصادر أخرى.

وتواصلت المواجهات بشكل متقطع حول ميدي في محافظة حجة في وقت مبكر من المساء، بعد أن تمكنت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من استعادة عدة مواقع من الحوثيين حول هذه المدينة الساحلية قرب البحر الاحمر، وفقا للمصدر نفسه.

وأوضح المصدر ان طيران التحالف استهدف مواقع للحوثيين في صنعاء أمس، بعد ساعات من قصفه تعزيزات عسكرية لهم كانت في طريقها من محافظة صعدة - معقل الحوثيين - باتجاه منفذ البقع الحدودي مع السعودية، والذي استعادته قوات هادي الأسبوع الماضي.

وبدأ التحالف نهاية آذار/مارس 2015 شن غارات ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح اتبعها بعد أشهر بتقديم دعم ميداني للقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، ما مكنها من استعادة خمس محافظات في جنوبي البلاد.

إلا أن التحالف يواجه في الآونة الاخيرة انتقادات على خلفية ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، لا سيما بسبب الغارات. وبلغت الانتقادات حدا غير مسبوق هذا الشهر، إثر مقتل 140 شخصا وإصابة 525 في غارات على مجلس عزاء في صنعاء في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر.

ونفى التحالف بداية مسؤوليته عن القصف، قبل أن يعلن فريق تحقيق تابع له السبت الماضي، أن مقاتلاته نفذت الغارات بناء على معلومات خاطئة.

وتأمل الامم المتحدة ودول كبرى أن تساهم التهدئة في التمهيد لاستئناف مشاورات السلام، آملا في التوصل الى حل للنزاع الذي أدى إلى مقتل زهاء 6900 شخص وإصابة 35 آلفا، ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين، منذ آذار/مارس 2015.

شروط متبادلة 

وفي حين أبدى الأطراف التزاما مبدئيا، طرح كل منهم شروطه.فحكومة هادي تطلب وجود لجنة لمراقبة تنفيذ الهدنة، وتشترط رفع الحصار عن تعز، وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية من دون قيود.

أما الحوثيون فأبدوا استعدادهم للتعاطي 'الإيجابي' مع الهدنة، مؤكدين ضرورة اقترانها بـ 'رفع الحصار عن الشعب اليمني'.

ورغم الشروط المتبادلة، يرى خبراء ان فرص صمود التهدئة، وهي السادسة من نوعها منذ آذار/مارس 2015، أفضل من سابقاتها. ويقول المستشار الأول مدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث، مصطفى العاني، لوكالة فرانس برس 'أنا أكثر تفاؤلا لأن المناخ مختلف بالكامل' عن الهدنة الأخيرة.

وتوصلت أطراف النزاع في نيسان/أبريل لهدنة تزامنا مع مشاورات سلام رعتها الأمم المتحدة في الكويت. إلا أن وقف النار خرق بشكل متبادل، وانهار بشكل كامل مع تعليق المشاورات مطلع آب/أغسطس.

وأوضح العاني أن 'القوى الكبرى منخرطة بشكل أكبر هذه المرة، خصوصا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين تمارسان ضغوطا على الأطراف'. وأضاف: 'في الوقت نفسه، الأطراف منهكون جراء الكلفة الإنسانية والمالية للنزاع'، وباتوا مقتنعين بعدم قدرتهم على 'الفوز عسكريا'.

استئناف المشاورات؟

يؤمل أن تساهم التهدئة في تمهيد الأرضية لاستئناف المباحثات بين الحكومة والحوثيين، والتي انتهت جولتها الأخيرة من دون خرق يذكر.

ويرى العاني أن ثمة إمكانية لتسوية حول قرار مجلس الأمن 2216 الصادر في نيسان/أبريل 2015، ويثير خلافات بين أطراف النزاع.

وينص القرار على انسحاب الحوثيين من المدن التي سيطروا عليها بالقوة وتسليم الأسلحة الثقيلة. وفي حين تعتبر حكومة هادي أن المطلوب تنفيذ القرار قبل البحث في أي صيغة سياسية جديدة للحكم، يصر المتمردون على ضرورة الاتفاق السياسي قبل تنفيذ القرار.

اقرأ/ي أيضًا | الجوع يضع اليمن على شفير هاوية

من جهته، يأمل منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن، جايمي ماكغولدريك، بأن تشكل الهدنة فرصة للطواقم الإنسانية للوصول إلى المناطق التي يستحيل الوصول إليها بسبب المعارك.

التعليقات