اليمن: اتفاق على سحب المقاتلين من الحديدة

اتّفقت الحكومة اليمنية مع جماعة الحوثيين على المرحلة الأولى من انسحاب المقاتلين من مدينة الحديدة، في تحوّل وصفته الأمم المتحدة، أمس، الأحد، بالتقدّم المهم.

اليمن: اتفاق على سحب المقاتلين من الحديدة

من ميناء الحديدة، أهم موانئ اليمن (أ ب)

اتّفقت الحكومة اليمنية مع جماعة الحوثيين على المرحلة الأولى من انسحاب المقاتلين من مدينة الحديدة، في تحوّل وصفته الأمم المتحدة، أمس، الأحد، بالتقدّم المهم.

وتنصّ هذه المرحلة الأولى، التي تعتبر بندًا رئيسًا في اتّفاق وقف إطلاق نار مبرم في أوائل كانون الأول/ديسمبر في السويد، على انسحاب دفعة أولى من المقاتلين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، لكنّ تطبيقها تأجل مرارا.

وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية إلى اليمن، وهو يشكّل شريان حياة لملايين اليمنيين.

وبعد محادثات في الحديدة استمرّت يومين، أعلنت الأمم المتحدة، في بيان، توصّل الحكومة والحوثيين إلى اتّفاق بشأن المرحلة الأولى من انسحاب القوات، واتّفاق مبدئي بشأن المرحلة الثانية.

وقد جرت المفاوضات برعاية الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد، رئيس اللجنة المكلّفة مراقبة تنفيذ اتفاق الانسحاب ووقف إطلاق النار في الحديدة في اليمن، والتي تضمّ ممثلين عن الحكومة والحوثيين.

وجاء في بيان الأمم المتحدة أنه "بعد مناقشات مطوّلة لكن بناءة سهّلها رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق الانسحاب، توصّل الطرفان إلى اتّفاق بشان المرحلة الأولى لإعادة الانتشار المتبادل للقوات".

وتابع البيان الأممي أن الطرفين حققا "تقدّما مهما في ما يتعلّق بإعادة انتشار القوات" لكن أي موعد لم يحدد لبدء نزع السلاح.

وأوضحت الأمم المتحدة في بيانها أن "الطرفين اتّفقا، أيضًا، بشكل مبدئي، على المرحلة الثانية من إعادة الانتشار المتبادل، بانتظار إجراء مزيد من المشاورات مع قيادتيهما".

وتأمل الأمم المتحدة في أن يتيح خفض التصعيد في الحديدة وصول مساعدات غذائية وطبية لملايين اليمنيين، الذين هم بأمسّ الحاجة إليها في بلد يقف على شفير المجاعة.

ومن المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات في غضون أسبوع لإنجاز تفاصيل المرحلة الثانية من إعادة الانتشار، بحسب بيان الأمم المتحدة.

واعتُبر التوصل إلى اتفاق في السويد خطوة كبيرة نحو إنهاء نزاع مدمّر يشهده اليمن منذ أكثر من أربع سنوات.

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، حربًا منذ 2014 بين 

الحوثيّين المدعومين من إيران، والقوّات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا، عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية والإمارات على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.

ومذّاك، قُتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفق منظّمة الصحّة العالميّة، بينما تقول منظّمات حقوقيّة مستقلّة إنّ عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

والمحادثات التي جرت يومي السبت والأحد هي رابع اجتماع يعقده طرفا النزاع في اليمن لمحاولة التوصّل لاتّفاق بشأن ترتيبات انسحاب القوات منذ اتّفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 18 كانون الاول/ديسمبر.

وتقوم الأمم المتحدة بواسطة أخرى بين الطرفين من أجل إنجاز اتفاق حول تبادل آلاف السجناء ما من شأنه تعزيز الثقة المتبادلة وتسهيل التوصّل لعملية سلام في اليمن.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الثلاثاء جلسة للاستماع إلى تقرير مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث

التعليقات