اليمن: نجاة محافظ عدن ووزير الزراعة من محاولة اغتيال بانفجار مفخخة

قتل خمسة أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح متفاوتة، اليوم الأحد، في انفجار سيارة مفخخة استهدف موكبا يقل مسؤولين في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، وفق مصادر أمنية أوضحت أن المسؤولين نجوا من الانفجار.

اليمن: نجاة محافظ عدن ووزير الزراعة من محاولة اغتيال بانفجار مفخخة

(أ ب)

قتل خمسة أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح متفاوتة، اليوم الأحد، في انفجار سيارة مفخخة استهدف موكبا يقل مسؤولين في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، وفق مصادر أمنية أوضحت أن المسؤولين نجوا من الانفجار.

وقال مصدر أمني يمني: "انفجرت سيارة ملغومة كانت تقف في الخط العام بشارع المعلا أثناء مرور موكب مسؤولين بينهم محافظ عدن أحمد لملس، ووزير الزراعة والأسماك، سالم السقطري، وقيادي آخر".

وبحسب المصدر، نجا المسؤولون الثلاثة من الانفجار الذي وقع في مديرية التواهي بمحافظة عدن جنوبي اليمن، حيث يوجد مقر المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.

وتسبب الانفجار في أضرار مادية كبيرة في المباني والمركبات، كما أثار حالة من الهلع في أوساط طلاب عدد من المدارس التي تقع في المنطقة، إذ تزامن الانفجار مع لحظة انتهاء فترة الدراسة الصباحية.

(أ ب)

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي جاء بعد أيام من اشتباكات دامية شهدتها مدينة كريتر في عدن بين فصائل انفصالية، وما نتج عن ذلك من أعمال انتقامية للمجلس الانتقالي، بما في ذلك حملات الاعتقالات التي طاولت عشرات المدنيين في الحي ذاته الذي كان يتحصن فيه مسلحون.

وتزامن الانفجار مع مغادرة رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، العاصمة المؤقتة عدن، متوجهًا إلى مصر، في زيارة لم يُعلن عنها سابقًا، وفقًا لما أفاد به مصدر حكومي صحيفة "العربي الجديد".

وتشكّل عدن، المدينة الساحلية الجنوبية، المقرّ المؤقت للحكومة اليمنية منذ أن طردها المتمرّدون الحوثيون من العاصمة صنعاء في الشمال في 2014.

ولملس ووزير الزراعة مسؤولان في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين الذين انضموا العام الماضي إلى حكومة وحدة، بعد مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية.

وأمر رئيس الوزراء اليمني، عبد الملك، "الجهات المختصة بإجراء تحقيق عاجل حول ملابسات العملية الإرهابية الجبانة وتعزيز اليقظة الأمنية لتفويت الفرصة على كل من يستهدف أمن واستقرار عدن"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

ونقلت الوكالة أن المحافظ والوزير أكدا "أنهما بحالة جيدة ولم يمسهما مكروه".

ويعدّ التفجير في عدن، التفجير الأكثر عنفا الذي تشهده المدينة منذ الانفجار الذي استهدف مطار عدن في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بصواريخ باليستية.

واستهدف الهجوم في حينه مبنى المطار عند وصول أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة إليه، وأدى إلى سقوط 26 قتيلا على الأقل، من بينهم ثلاثة موظفين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصحافي.

واتهمت الحكومة في حينه، الحوثيين، بتنفيذ الاعتداء. وأفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بعد أشهر أن الاعتداء نفذ بصواريخ شبيهة بتلك التي يستعملها الحوثيون وقد أطلقت من مناطق واقعة تحت سيطرتهم.

وكان اليمن الجنوبي مستقلا إلى أن أعيد توحيد البلاد في العام 1990، لكن بقي هناك تيار مؤيد للانفصال.

(أ ب)

وتضم القوات الموالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي. وخاضت هذه الفصائل في 2019 معارك مع القوات الحكومية، متهمة الحكومة بالفساد.

وعملت السعودية على إنهاء الخلافات، وتوسطت لتشكيل حكومة تمثّل كل الفصائل بهدف التفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن المجاور للمملكة.

وصعّد الحوثيون، في شباط/ فبراير الماضي، عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين. ومن شأن سيطرتهم على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن يسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، ويعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة.

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015، في محاولة لوقف تقدم الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء، ودعم قوات الحكومة.

وتسبب النزاع بانهيار في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها في البلاد، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات حيث تتفشى الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

كما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا، يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.

التعليقات