تأجيل عملية تبادل الأسرى في اليمن وسط زخم دبلوماسي لإنهاء الصراع

تأتي عملية التبادل الجديدة في خضم محاولات حثيثة للبناء على التقارب السعودي الإيراني وترسيخ هدنة لمدة ستة أشهر في اليمن تكون مقدمة لمرحلة انتقالية تشهد مفاوضات لسلام شامل.

تأجيل عملية تبادل الأسرى في اليمن وسط زخم دبلوماسي لإنهاء الصراع

(Getty Images)

أعلن مسؤول يمني، اليوم الأربعاء، تأجيل عملية تبادل الأسرى المتفق عليها مع الحوثيين من الخميس إلى الجمعة، فيما يتصاعد الزخم الدبلوماسي لوضع النزاع على سكة الحل مع وصول المبعوث الأميركي للمنطقة.

وقال المتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى وعضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان، ماجد فضائل، في "تويتر" إنه "تم التاكيد أنّ عملية التبادل ستنطلق صباح الجمعة... وسوف تستمر ثلاثة أيام".

وكان فضائل قد أعلن في وقت سابق أن عملية التبادل ستنطلق الخميس، وستشمل رحلات طيران للصليب الأحمر بين صنعاء وعدن (جنوب) والمخا (غرب) ومأرب (وسط شمال) في اليمن، وكذلك الرياض وأبها (جنوب) في السعودية.

ولم يوضح المسؤول الحكومي سبب التأجيل.

وفي آذار/ مارس الماضي، توصّل الحوثيون والحكومة خلال مفاوضات انعقدت في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيرًا، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.

وبموجب الاتفاق، سيُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لهم لدى القوات الحكومية.

وكان رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين، عبد القادر المرتضى، قد أعلن يوم السبت الماضي، عن وصول "13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقتٍ سابق".

وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، تمّ "إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيرا وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتم التوصل للاتفاق على التبادل بعد أيام على إعلان السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافا مختلفة في النزاع، توصلهما إلى اتفاق على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية، في حين تدعم إيران جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) الذين دخلوا العاصمة في 2014. وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وتأتي عملية التبادل الجديدة في خضم محاولات حثيثة للبناء على التقارب السعودي الإيراني وترسيخ هدنة لمدة ستة أشهر في اليمن تكون مقدمة لمرحلة انتقالية تشهد مفاوضات لسلام شامل.

وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر، محادثات مع الحوثيين في صنعاء، يوم الأحد الماضي، في زيارة نادرة هدفها بحسب السفير "تثبيت الهدنة" وبحث سبل الدفع باتّجاه "حلّ سياسي شامل ومستدام".

ولم يتضح ما إذا كان الوفد قد غادر صنعاء أم أن المحادثات بين الطرفين لا تزال جارية فيها.

وقد تحدّث مسؤول في الحكومة اليمنية تحدث لوكالة "فرانس برس" (لم تسمه)، اليوم، عن "عدم وصول المباحثات بين الوفد السعودي والحوثيين بعد إلى نتيجة نهائية لإتمام اتفاق كان سيُوقّع نهاية شهر رمضان".

وأضاف "عرض السعوديون تصوّرهم للحل، وهم يريدون أنّ يكونوا وسطاء في حل الأزمة مع الأشقاء العمانيين، لكن قادة الحوثيين السياسيين والدينيين تمسكوا بأن تكون الرياض طرفا في الاتفاق وليس وسيطا".

وأكّد مسؤول آخر في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، عدم وصول المحادثات إلى غايتها بعد.

وفي سياق هذه الجهود الدبلوماسية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مبعوث واشنطن لليمن، تيم ليندركينغ، توجه إلى الخليج للقاء "شركاء يمنيين وسعوديين ودوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لتأمين وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة".

وقالت الوزارة في بيان إن "بعد أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية المكثفة للولايات المتحدة والأمم المتحدة والدعم من الشركاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، يشهد اليمن فرصة غير مسبوقة للسلام".

وأضافت "أرست الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة (...) الأسس لتجديد جهود السلام. وبهدف المضي قدمًا، يمكن للأطراف اليمنية فقط تحقيق سلام دائم ورسم مستقبل أكثر إشراقًا لبلدهم، وهذا هو السبب وراء الحاجة الماسة إلى عملية سياسية يمنية-يمنية".

التعليقات