الحوثيون: العمليات في البحر الأحمر ليست مصدر قلق سوى لإسرائيل

في حين تسعى إسرائيل إلى "تدويل" تهديد الحوثيين، المتحدث باسم الجماعة يؤكد أن العمليات العسكرية التي تنفذها في البحر الأحمر "ليست مصدر قلق سوى لإسرائيل" لدفعها إلى وقف الحرب التي تشنها على غزة منذ 76 يوما.

الحوثيون: العمليات في البحر الأحمر ليست مصدر قلق سوى لإسرائيل

سفن تبحر قبالة السواحل الشمالية للبلاد، توضيحية (Getty Images)

قال المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، محمد عبد السلام، اليوم الأربعاء، إن العمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة اليمنية في البحر الأحمر "ليست مصدر قلق سوى لإسرائيل لدفعها نحو وقف عدوانها ورفع حصارها عن غزة".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وحذّر عبد السلام من مساعي إسرائيل لـ"توريط العالم بتوسيع الصراع خصوصًا في المنطقة العربية والإسلامية"، وحذّر من منح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "طوق النجاة"، على حد تعبيره

وأضاف "يجب على الجميع رفع الصوت عاليا لوقف فوري للعدوان ورفع الحصار عن غزة".

وأشاد بـ"موقف ماليزيا بعدم استقبال السفن الإسرائيلية"، ودعا "أعضاء منظمة التعاون الإسلامي ممن لهم علاقة بالصهاينة أن يكونوا على قطيعة معهم تنديدا بمجازرهم ورفضا لجرائمهم".

ومع استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، أعلنت واشنطن في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تشكيل تحالف متعدد الجنسيات لمواجهتها، يضم 8 دول إحدها عربية هي البحرين، فيما لم تعلن المنامة موقفا رسميا من التحالف.

من جانبه، أكد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، في تصريحات تلفزيونية، أن "التحالف الذي أعلن عنه هدفه حماية إسرائيل وليس الملاحة الدولية".

وشدد على أن "خطابنا وبياناتنا تؤكد أن الملاحة الدولية آمنة إلا على السفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة لموانئ الاحتلال"، وأضاف أن "من يدعم المجازر في غزة هي الولايات المتحدة ومن يريد الأمن للبحر الأحمر عليه أن يوقف المجازر الإسرائيلية".

وأضاف الحوثي أن "الشعب اليمني لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي إذا تعرض اليمن لعدوان أميركي أو غير أميركي"، معتبرا أن "التحرك الأميركي يعسكر البحر الأحمر ويضرب حركة الملاحة الدولية".

وشدد على أن "كل الخيارات مطروحة للرد على أي عدوان أميركي محتمل"، وأضاف "ننصح السعودية والإمارات بألا تقفا مع الإسرائيلي في مواجهة من يدعم الشعب الفلسطيني".

وقال الحوثي: "لا نود أن تكون السعودية في أي تحالف لدعم إسرائيل". وأوضح أن "مستقبل السعودية في خطر من كيان الاحتلال وموقف مصر الرافض للتحالف الأميركي في البحر الأحمر يحمي قناة السويس".

وأشار إلى أن "القوات المسلحة اليمنية تعمل على تجاوز التحديات الميدانية التي تواجه صواريخنا التي نقصف بها كيان الاحتلال". وقال إن "أي دولة تفتح أجواءها لقصف اليمن سيتم الرد عليها".

وصرّحت مصر بأنها مستمرة بالتنسيق مع "الشركاء" لتوفير حرية الملاحة، وذلك في أول تعليق لها على الإعلان الأميركي بتشكيل تحالف دولي لمواجهة تهديدات جماعة الحوثي اليمنية باستهداف سفن "مرتبطة بإسرائيل" في البحر الأحمر.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الخميس، مع نظيره البريطاني، ديفيد كاميرون، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وفيما ذكر أن مصر "تستمر في التعاون مع الكثير من شركائها لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر"، إلا أنه لم يوضح الخطوات التي ستتخذها لضمان ذلك في إطار مواجهة التهديد الحوثي الطارئ.

وقال شكر إنه "تم التباحث في إطار هذه المبادئ"، مشيرا إلى "تشكيل وحدة بحرية جديدة في هذا الإطار". وأكد أن "مصر لها علاقات وتتعاون مع شركائها في أطر أخرى وتستمر في التنسيق والحديث في أفضل الوسائل لتوفير حرية الملاحة وضمان سير البضائع ومنع أي تأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد".

ويعدّ هذا أول تعليق مصري غير مباشر على إعلان واشنطن تشكيل تحالف لمواجهة التوترات بالبحر الأحمر، فيما أعلنت "هيئة قناة السويس" أكبر ممرّ ملاحي وأحد أبرز مصادر العملة الصعبة للدولة المصرية، في 17 كانون الأول/ ديسمبر، أنها "تتابع عن كثب توترات البحر الأحمر ومدى تأثيرها على الحركة الملاحية".

الاتحاد الأوروبي: سندعم واشنطن في حماية السفن التجارية بالبحر الأحمر

هذا وأعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عزمهم دعم عملية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وقال بوريل، في تدوينة عبر منصة "إكس"، إن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر "تشكل خطرا على حرية الملاحة".

وذكر أن الدول الأعضاء في اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي التي عقدت اجتماعا استثنائيا، وافقت على المساهمة في العملية، وأشار بوريل إلى أنه سيتم تكثيف تبادل المعلومات من خلال أسطول إضافي سيتم نشره في المنطقة.

وأضاف: "هذا يظهر دور الاتحاد الأوروبي كضامن للأمن البحري، وسندعم أقوالنا بالأفعال".

كما أعلن وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس، الخميس، اعتزام بلاده إرسال فرقاطة إلى البحر الأحمر للانضمام إلى قوة العمل البحرية الدولية التي أعلنت عنها واشنطن ضمن جهود "حماية السفن التجارية وأرواح البحارة".

والسبت، كشف المتحدث باسم الحوثيين، عبد السلام، في منشور على منصة "إكس"، عن نقاشات وتواصل مع أطراف دوليين، برعاية سلطنة عمان، لخفض التصعيد في البحر الأحمر.

وخلال الأسابيع الماضية، نفذت الجماعة اليمنية عدة هجمات ضد سفن تبحر في البحر الأحمر، "متوجهة لإسرائيل أو مرتبطة بها"، وذلك "تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة وحصار خانق.

وكان أبرز تلك الهجمات في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما أعلنت الحوثي الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

ويقول الحوثيون إن ضرباتهم الصاروخية وبالطائرات المُسيّرة على سفن الحاويات العابرة، تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل حصرا، وهي لدعم الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وأرغمت الهجمات في الممر المائي المؤدي لقناة السويس، حيث يمر نحو 10% من التجارة العالمية، العديد من شركات الشحن على تحويل مسار سفنها.

التعليقات