الرّئيس التّونسيّ يغادر البلاد والغنّوشي يستلم المهام الرّئاسيّة مؤقّتا

أفادت وكالات الانباء، أنّ الرئيس التونسيّ، زين العابدين بن عليّ، غادر البلاد، وأنّ رئيس البرلمان التونسيّ، محمّد الغنّوشي، تولّى مهام الرّئاسة في تونس، وذلك استجابة لرغبة الشعب التونسي، وتعذّر الرئيس التونسي عن مواصلة مهامه كرئيس للبلاد "بصورة وقتيّة".

الرّئيس التّونسيّ يغادر البلاد والغنّوشي يستلم المهام الرّئاسيّة مؤقّتا

أفادت وكالات الانباء، أنّ الرئيس التونسيّ، زين العابدين بن عليّ، غادر البلاد، وأنّ الوزير الأوّل في الحكومة التّونسيّة، محمّد الغنّوشي، تولّى مهام الرّئاسة في تونس، وذلك استجابة لرغبة الشعب التونسي، ولتعذّر الرئيس التونسي عن مواصلة مهامه كرئيس للبلاد "بصورة وقتيّة"، وفق ما جاء في إعلانٍ تلاه الغنّوشي من خلال التلفزيون التونسي، والّذي أعلن في وقت سابق عن نيته إعلان "خبر يتوافق مع رغبة الشّعب التونسيّ."

وقال محمّد الغنّوشي، إنّه سيتولّى منصب الرّئاسة لفترة مؤقّته، وأنّه يلتزم باحترام الدّستور خلال فترة تولّيه مسؤوليّاته الرّئاسيّة، والتي صارت إليه وفقًا للفصل 56 من الدّستور، والّذي يشير إلى انتقال السّلطة للوزير الأوّل في حال تعذّر رئيس الجمهوريّة متابعة مهامه الرّئاسيّة.

وسبق هذه الانباء، إغلاق ببمجلب الجويّ في تونس، وسيطرة الجيش على مطار تونس العاصمة الدوليّ، إضافة غلى إعلان حالة الطّوارئ في كافّة البلاد، ونشوب صدامات عنيفة في العاصمة بين المحتجين وقوى الأمن، وإصابة مصوّر أجنبيّ بجروح.

وكان الرئيس التونسيّ، زين العابدين بن علي، قد أقال حكومته في وقت سابق، ودعا لإقامة انتخابات تشريعيّة مبكرة في غضون ستّة شهور، وذلك على خلفيّة الاحداث التي تعيشها البلاد.

وقال رئيس الوزراء التّونسيّ، محمد الغنوشي، إنّ الرئيس قرر حل الحكومة وتكليف الغنوشي بتشكيل حكومة جديدة، بحسب ما نقلت عنه وكالة تونس إفريقيا للأنباء الحكوميّة.

وأضاف الغنوشي أنّ بن علي "قرّر إجراء انتخابات تشريعيّة سابقة لأوانها، وذلك خلال ستة أشهر".

قوّات الأمن التّونسيّة تقتل 13 مواطنًا بعد خطاب بن علي الدّاعي للتّهدئة

هذا وقالت مصادر طبية وشهود عيان اليوم الجمعة، إنّ 13 شخصًا قتلوا في اشتباكات مساء الخميس في العاصمة التونسية، ومدينة رأس الجبل في شمال شرق البلاد، وذلك بعد خطاب التّهدئة الّذي ألقاه الرّئيس بن علي.

وقال مصدران من مستشفى "شارل نيكول"، إن عشرة من الضحايا قتلوا بعد اشتباكات في العاصمة تونس، وفقًا لوكالة رويترز للأنباء.

وأوضحت المصادر ذاتها: "لقد تم نقل جثامين ثلاثة أشخاص أصيبوا بالرصاص إلى مستشفى الكرم القريب من العاصمة، في حين نقل عشرة آخرين إلى مستشفى شارل نيكول في تونس".


وأكد الحصيلة مصدر طبي آخر شارك صباح الجمعة في التظاهرة الحاشدة وسط العاصمة، كما قالت شاهدة من رأس الجبل، ذكرت أن اسمها نرجس: "رأيت قتيلين بعيني بعدما أطلقت الشرطة النار على الشبان."

مظاهرات غاضبة في العاصمة التّونسيّة تطالب بن علي بالتّنحّي

هذا ولا تزال العاصمة التونسية تشهد منذ الصباح، مظاهرات لمئات آلاف من المواطنين الغاضبين الذين يطالبون برحيل الرئيس التونسي،  وتحديدًا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي.

ويهتف المتظاهرون "انتفاضة مستمرّة، وبن علي برّة برّة"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"الشعب يريد استقالة بن علي"، و"لا لا للطرابلسية الذين نهبوا الميزانيّة"، في إشارة إلى عائلة زوجة الرّئيس ليلى الطّرابلسي.

كما يردّد المحتجّون النشيد الوطني التونسي، رافعين يافطات كتب على بعضها "بن علي ارحلوجرت تظاهرات مماثلة في العديد من المدن التونسيّة الأخرى.

وأفادت وكالات الانباء، أن الشرطة التونسية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع خارج مبنى وزارة الداخلية، كما سمعت أصوات أعيرة نارية من مكان قريب، كما اعتدت الشّرطة على المتظاهرين بالهروات والعصيّ.

ووفقًا لرويترز، فإن حشودا من الشبان تراجعت لمسافة قصيرة من المبنى بعد إطلاق النار، وبدأت بإلقاء الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق مزيد من قنابل الغاز.


وتجمع المتظاهرون الذين يحتجون على ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة، أمام المبنى، مطالبين الرئيس زين العابدين بن علي بالتنحي.

ومع ابتعاد الناس إلى شارع جانبي، هتفوا قائلين "بن علي القاتل".

وقال أمين بن ملوكة (21 عاما)، إن "حافلة جاءت وبها شرطة، وبدأوا إطلاق الغاز المسيل للدموع، وفرت النساء والأطفال وجميع الناس."

وردا على سؤال عن تعهدات بن علي يوم الخميس بتوفير مزيد من الحريات رد قائلا: "إنه يكذب دائما، نحن نحتج اليوم لأننا نعرف أنه لا يقول الحقيقة."

فرنسا تدعو بن علي الالتزام بوعوده

إلى ذلك دعت فرنسا يوم الجمعة، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، إلى الوفاء بوعود قطعها على نفسه ووصفتها بأنّها خطوة في الاتجاه الصّحيح، وحثّته على بذل قصارى جهده لإعادة الأمن.


وكان بن علي قد وعد في كلمة نقلها التلفزيون يوم الخميس بعدم الترشح لفترة رئاسة جديدة عام 2014 وبالسماح بحرية وسائل الاعلام، وأمر الشرطة بالكفّ عن إطلاق النّار على المحتجين.

وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الفرنسية: "نحن ندعو إلى وقف العنف، والتزامات الرئيس التونسي قوبلت بترحاب."

وأضاف في لقاء له مع الصحفيين: "الخطوات التي أعلنها الرئيس تسير في الاتجاه الصحيح، ونأمل في تنفيذها."

التعليقات