هل يقدم حزب النهضة "نموذجًا جديدًا" فعلًا، أم هي ورقة تين؟

وكانت سعاد عبد الرحيم التي قامت بجولة على الأقدام للترويج للحزب وحشد الدعم له عشية الانتخابات قد بدت بشعرها المصبوغ والقبعة الرياضية البيضاء الحديثة التي ترتديها والنظارة السوداء بعيدة عن الصورة النمطية لمرشحي الحزب

هل يقدم حزب النهضة

قالت سعاد عبد الرحيم 47 عاما وهي صيدلانية وام لولدين وهي امرأة غير محجبة رشحت عن حزب النهضة الاسلامي وفازت بفوزه، قالت للتايمز اللندنية ان ترشيحها وفوزها يعني كل شيئ عن طبيعة النهضة الاسلامي الذي لن يفرض الحجاب وان يلغي بيع الخمور وسيحترم التعددية في مختلف المجالات.

ومازال ترشيح عبد الرحيم يراوح بين من يدعي انها ورقة توت يغطي بها حزب النهضة على تشدده وبين من يعتقد ان ترشيحها مؤشر الى نموذج اسلامي نهضوي فعليا يسعى حوب النهضة الى تقديمه وتعميمه في العالم العربي. وكانت سعاد عبد الرحيم التي قامت بجولة على الأقدام للترويج للحزب وحشد الدعم له عشية الانتخابات قد بدت بشعرها المصبوغ والقبعة الرياضية البيضاء الحديثة التي ترتديها والنظارة السوداء بعيدة عن الصورة النمطية لمرشحي الحزب الذي أثار ظهوره على الساحة بعد الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قلق العلمانيين في تونس والحلفاء الغربيين.

وقالت سعاد لامرأة في الشارع وقد تجمع حولها عدد من المتطوعين في الحملة الانتخابية لحزب النهضة إن الحزب يخوض الانتخابات وإنه يرشح نفسه في هذا الحي.

وبدت سهام وهي ناخبة تونسية مذهولة لكنها عبرت عن مخاوفها مما قد سيئول إليه حال البلاد إذا حكم حزب النهضة الاسلامي تونس. وسحبت سعاد منشورا يشرح برنامج حزب النهضة، ويعد الحزب في برنامجه بضمان المساواة بين الجنسين وحرية المرأة في العمل والتعليم وارتداء ما تريد من ملابس وغيرها من المكاسب العلمانية التي تقول سعاد إنها جعلت تونس بعد الاستقلال ولعقود بعيدة عن العالمين العربي والاسلامي.
وقالت سهام في وقت لاحق إنها ستقرأ المنشور وتكون رأيها لكن ليست لديها مخاوف الآن. وأضافت أنه مادامت المرشحة غير محجبة وتتحدث عن برنامج حزب النهضة، فيمكن للجميع أن يقفوا جنبا إلى جنب ويصوتوا للحزب.

وذهبت معظم التوقعات في مطلع هذا الأسبوع إلى أن حزب النهضة سيفوز بالنسبة الأكبر في هذه الانتخابات لذا يحاول راشد الغنوشي رئيس الحزب جاهدا تهدئة المخاوف التي تعتري علمانيين في الداخل وحلفاء غربيين في الخارج. وترشيح نساء مثل سعاد على قائمة حزب النهضة من بين هذه المحاولات. وأحجمت سعاد عن الحديث مباشرة إلى وسائل الاعلام.

وقالت آسيا وهي متطوعة للعمل في الحملة الانتخابية لحزب النهضة إن الرئيس التونسي السابق خلق حالة رهاب من حزب النهضة وشكّل عند الناس فكرة سلبية للغاية عنه. وأضافت أن الحزب يريد شرح برنامجه وأيديولوجيته للناس وأن المجتمع سيتقبله. وقد يجني الاضطهاد الذي تعرض له الاسلاميون في تونس أيام حكم بن علي ثماره الآن في صناديق الاقتراع. وكان بن علي قد حظر حزب النهضة وأجبر الغنوشي على ان يعيش في المنفى، كما أجبر العديد من السياسيين اليساريين على ترك البلاد أو زج بهم في السجن.

وبعد ان فاز حزب النهضة وضع في الامتحان يبقى السؤال معلقا هل ترشيح سعاد عبدالرحيم هو ورقة توت كما اسلفنا ام يعكس نموذج اسلامي جديد.

التعليقات